هل السبراليكس بديل جيد للزيروكسات في علاج نوبات الخوف والوسوسة؟

0 434

السؤال

الدكتور/ محمد عبد العليم حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعد مرور أكثر من سنة تحسنت حالتي من بداية العلاج –والحمد لله- طبعا بداية علاجي كانت كالآتي:

بدأت بالدواء المعروف الزيروكسات لمدة 6 أشهر، وتركت الدواء بشكل شبه تدريجي تقريبا لمدة أسبوع من بعد الـ6 أشهر، وتحسنت حالتي كثيرا، وبعد مرور تقريبا 8 أشهر رجعت الحالة لدي، وهي نوبات الخوف والوسوسة، وزيادة ضربات القلب من دون سابق إنذار، وكانت تأتي تقريبا ثلاث مرات إلى أربع مرات في اليوم، المهم ذهبت إلى دكتور آخر بعد رجوع الحالة بيومين وهو اختصاصي في الطب النفسي، وشرحت له حالتي، وقال: سوف أبدأ معك من جديد، وقال إن شاء الله تختفي نهائيا، وطبعا أخبرت الدكتور أن يعطيني علاجا غير الزيروكسات للسبب التالي (زيادة في الوزن) فقد زاد الوزن تقريبا 15 كيلو خلال وبعد مدة العلاج، وقال سوف أعطيك دواء شبيها بالزيروكسات من ناحية العطاء، لكن لا يزيد الوزن وهو ( cipralex10mg) لمدة ثلاثة أشهر، وأعطاني دواء عند الحاجة وهو (زانكس).

المهم بعد بحثي عن الدواء في موقعكم وجدت أنه يزيد الوزن، ولا أدري ما إذا كان الدكتور يعرف هذه المعلومة أم لا!؟
المهم سأحاول أن لا يزيد الوزن قدر الإمكان، وهذه لا تعتبر مشكلة أساسية، والمهم هو ذهاب هذه الأعراض المزعجة.

هذه حالتي شرحتها لك، وعندي بعض الأسئلة بخصوص الأدوية النفسية، فقد رأيت برنامجا تلفزيونيا يتكلم عن هذه الأدوية، وأنها تسبب موت بعض الخلايا في المخ؛ مما تؤدي إلى 1/100 من نسب جلطات الدماغ، ومن ناحية أخرى: هل ترى أن تغير الدواء من الزيروكسات إلى الـcipralex جيد؟ وهل مدة الثلاثة أشهر مناسبة أم أطيل المدة؟ وهل اضطرابات المعدة لها علاقة بالحالة النفسية؟

وشكرا لكم على هذا الموقع، وإخلاصكم في العمل، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ربيع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا شك أن السبرالكس هو أفضل دواء لعلاج نوبات الهرع من حيث الفعالية والتحكم في هذه النوبات، وفوق ذلك هو دواء سليم جدا وفاعل جدا، لكن السبرالكس قد يزيد الوزن، هذه حقيقة علمية لا بد أن نعترف بها.

وزيادة الوزن لا تعتمد فقط على الدواء، إنما على قابلية الشخص واستعداده، فالناس الذين لديهم تاريخ في الأسرة بزيادة الوزن – أي سمنة – ربما يكونون أكثر قابلية لأن يؤثر عليهم الدواء ويؤدي إلى هذه الزيادة، فالأمر خاضع للتجربة، فحاول أن تجرب، وحاول أن تتناول الدواء، وفي نفس الوقت تمارس شيئا من الرياضة، وأن تتحكم أيضا في نوعية الطعام الذي تتناوله.

مدة الثلاثة أشهر قد لا تكون كافية، خاصة أن حالتك يمكن أن نعتبرها لا أقول انتكاسية ولكن هذه هي النوبة الثانية التي أتتك، فيفضل أن تكون مدة العلاج ستة أشهر على الأقل، وربما تحتاج أن ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراما في اليوم.

البداية دائما تكون بجرعة خمسة مليجرام يوميا لمدة عشرة أيام مثلا، ثم ترفع إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين أو ثلاثة أو شهر، ثم ترفع إلى عشرين مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم تخفض الجرعة إلى عشرة مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى خمسة مليجرام لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

هذه هي الطريقة الأفضل، وبعض الناس قد يحتاج لتناول العلاج لمدة أطول من ستة أشهر، عموما الدواء سليم وأود أن أطمئنك تماما.

أما فيما ذكر حول أن بعض الأدوية النفسية تؤدي إلى موت خلايا الدماغ، هذا الكلام ليس صحيحا، ولكن هنالك بعض الأدوية التي قد تضعف التركيز نسبيا، فمثلا عقار زاناكس ومجموعته التي تعرف بالبنزودايزبين، الإسراف في تناول هذه الأدوية والاستمرار عليها لمدة طويلة مع رفع الجرعات قد يؤدي إلى نوع من الاضمحلال في التفكير والمقدرات المعرفية، والناس يعتقدون أن موت بعض خلايا الدماغ هو السبب، لا نقول أنه موت حقيقي لهذه الخلايا، لكن هذه الأدوية قد تقلل من فعاليتها، وتضعف التواصل والومضات الكهربائية التي تصل بين هذه الخلايا.

بالنسبة لجلطات الدماغ: هنالك حالات نادرة جدا حدثت لكبار السن الذين تناولوا بعض الأدوية النفسية، كعقار رزبريادون مثلا، وعقار أولانزبين على وجه الخصوص، لكن هذه الحالات نادرة ونادرة جدا، ولا تعتبر ذات أهمية، ولا تحدث أبدا في صغار السن.

هذا هو الوضع، وأرجو أن تكون إجابتنا مقنعة، وبجانب تناول الدواء بالنسبة لعلاج نوبات الهرع والهلع والمخاوف: لا بد من العلاجات السلوكية خاصة تمارين الاسترخاء، وممارسة الرياضة، والتفكير الإيجابي، هذه كلها تفيد كثيرا.

بقيت جزئية بسيطة وهي سؤالك حول اضطرابات المعدة هل لها علاقة بالنفسية؟

نعم اضطرابات الجهاز الهضمي عامة قد تكون مرتبطة بالقلق، والذين يصابون بالقلق قد تظهر لديهم زيادة في عصارة المعدة، وتكون هذه العصارة حمضية مما يسبب بعض الاضطرابات، لكن ليست بالدرجة الخطيرة أو المزعجة.

ولا بد أن أشير أيضا أن بعض الأدوية النفسية حين يتم تناولها في بداية الأمر قد تؤدي إلى عسر في الهضم، وهذه حالات قليلة ونادرة، ولكنها قد تحدث، خاصة مع عقار فلوفكسمين، والذي يعرف علميا باسم فافرين لكن للتخلص من هذه الأعراض يفضل تناول هذه الأدوية دائما بعد الأكل، هذا أفضل كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات