السلام عليكم,,,

أشكو من آلام في مؤخرة الرأس والرقبة, والظهر من الجهة اليسرى, مع الأكتاف, وكأنه يوجد ثقل بالأكتاف, وأيضا آلام في العيون, وكأنها سوف تخرج, وأحس بضغط على الرقبة, وكأن شيئا يخنقني, مع غثيان مستمر.

وتأتيني مع هذه الأعراض نوبات من الهلع, والقلق, والخوف الشديد.

أرجو الرد للاطمئنان, وشكرا على كل الجهود.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طيف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإذا اعتبرنا أن أعراض نوبات الهلع والقلق والخوف الشديد التي تأتيك هي العلة الرئيسية التي تعانين منها, نستطيع أن نجد تفسيرا للآلام التي تحدث لك في مؤخرة الرأس والرقبة والظهر من الجهة اليسرى مع الأكتاف، وكذلك أيضا الآلام في العيون، والتفسير هو أن القلق في حد ذاته يؤدي إلى انقباضات عضلية، وأكثر الأماكن التي تتأثر هي مؤخرة الرأس والرقبة والظهر.

إذن القلق النفسي يظهر لديك بمكونه النفسي, وكذلك مكونه العضوي.

أنا أفضل -وذلك بالرغم من قناعاتي الشديدة أن هذه الحالة نفسية بحتة- لكني أفضل أن تقومي بمقابلة الطبيب, وإجراء فحص عام للتأكد من مستوى الهموجلوبين, ودرجة ترسيب الدم, والوظائف الجسدية العامة، هذا يجعلنا نطمئن كثيرا على صحتك، وإذا وجدت أي علة فسوف يقوم الطبيب بمعالجتها، وأنا على قناعة كاملة أن الأمر هو أمر نفسي في المقام الأول، لكن -كما ذكرت لك- دائما نحب أن نطمئن, ونأخذ الممارسة الطبية السليمة المتكاملة، هذا هو المنهج الذي نتبعه فهو الأفضل والأنفع -إن شاء الله تعالى-.

أرجو أن لا تقلقي أبدا، أنا -كما ذكرت لك- قناعاتي قوية أنه ليس لديك علة عضوية رئيسية، هذه انشدادات عضلية.

نصيحتي لك الأخرى هي: أن تحاولي أن تنامي على وسائد خفيفة جدا، وأن يكون نومك صحيحا على شقك الأيمن، وتحاولي أيضا أن تمارسي تمارين رياضية بسيطة -خاصة تمارين إحماء العضلات-، فهي مفيدة جدا.

آلام العيون: إذا كانت مزعجة فهنا يفضل أيضا أن تقابلي طبيب العيون من أجل قياس ضغط العين، هذه متطلبات طبية أساسية لابد أن يتم استيفاؤها.

الغثيان كثيرا ما يكون مصاحبا للقلق والتوتر، لكن الفحص الطبي هو وسيلتنا للاطمئنان كما ذكرت لك.

بالنسبة لأعراض الهلع والقلق والخوف: أرجو أن تقومي بتجاهلها، ممارسة الرياضة سوف تفيدك، وهنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء وجد أنها ذات فائدة كبيرة جدا، أرجو أن تتدربي عليها، ويمكنك أن تحصلي على كتاب, أو شريط, أو CD يوضح كيفية ممارسة هذه التمارين, كما أنه توجد مواقع على الإنترنت جيدة جدا توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.

بعد أن يؤكد لك الطبيب الباطني أن كل شيء سليم، هنا لا مانع أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للخوف, ومنها عقار جيد جدا يعرف تجاريا باسم (سبرالكس), ويعرف علميا باسم (إستالوبرام), وأنت محتاجة إليه بجرعة صغيرة، وهي خمسة مليجرامات يوميا – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات – يتم تناولها ليلا بعد الأكل، وبعد أسبوعين ارفعيها إلى حبة كاملة (عشرة مليجرامات) ليلا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرامات ليلا لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء, هو دواء سليم, وبسيط, وفاعل, وغير إدماني، وقطعا حين تقابلي الطبيب الباطني وتعرضي عليه هذا الأمر سيوجه لك أيضا -إن شاء الله تعالى- النصيحة المطلوبة.

ولمزيد من الفائدة راجعي العلاج السلوكي للقلق: (261371 - 264992 - 265121).
العلاج السلوكي للمخاوف: (262026 - 262698 - 263579 - 265121).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.