القلق النفسي وأثره في الأرق واضطراب النوم والطرق العلاجية له

0 711

السؤال

أبلغ من العمر 29 سنة، وأعاني من قولون عصبي, ويسبب لي أرقا عند النوم أحيانا، فلا أستطيع النوم؛ لأني عندما أريد النوم يبدأ عندي التفكير، وألم في البطن، ويستمر ذلك على الأقل يومين، وأحس بصعوبة كبيرة جدا في النوم، ويسبب ثقلا وألما في الرأس؛ فلا أستطيع النوم، بل يبقي في التفكير أرق غير طبيعي، وقبل يومين حصل معي ثم انتهى، ولكن بقي عندي ألم في الجبهة -مقدمة الرأس- وكأن دما متكونا داخلها (((تنمش)))، وبعض الأحيان كأن عرقا يطلع, وتنزل الجبهة -مقدمة الرأس- على العيون, بل أحيانا لا أستطيع رفع عيوني.

علما بأني أعاني جدا من الأرق, وتعبت منه، أرجو المساعدة, وإعطائي العلاج المناسب لأني تعبت جدا.

أرجو المساعدة, أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالذي يسبب لك الأرق الشديد واضطراب النوم هو القلق النفسي، وليس القولون العصبي، وحين يقال إن الإنسان يعاني من قولون عصبي فهذا يعني أن مكونات القلق لديه كبيرة، وهي سبب رئيسي في اضطراب الجهاز الهضمي، والذي يظهر ويتمثل في تقلصات في القولون ينتج عنها الألم, وعدم الارتياح، واضطرابات الخروج في بعض الأحيان.

فعليه أرجو أن تعرف أن علتك الرئيسية هي القلق، والقلق حتى وإن كان طاقة نفسية إيجابية جيدة, يمكن أن نفعلها في الاتجاه الصحيح من أجل أن نجدد طاقاتنا وأفكارنا، ونجيد أعمالنا، إلا أنها قد تتحول أيضا إلى طاقة سلبية إذا كان مستوى هذا القلق مرتفعا، أو أننا لم نستفد من القلق الطبيعي بصورة صحيحة, ومن هنا تأتي فكرة أن الإنسان حين يشغل نفسه بنشاطات مختلفة, ويدير وقته بصورة صحيحة ودقيقة فهذا يخفف كثيرا من أعراض القولون العصبي, والحالات النفسوجسدية المشابهة.

فعليه أرجو أولا أن تتجاهل فكرة أنك تعاني من قولون عصبي.

ثانيا: عليك أن تدير وقتك بصورة جيدة, وتشغل نفسك.

ثالثا: يجب أن تمارس الرياضة باستمرار، فهنالك علاقة إيجابية جدا بين ممارسة الرياضة, وتخفيف آلام القولون العصبي, وتحسين النوم, والشعور العام بالاسترخاء, والراحة النفسية.

رابعا: حاول أن تنظم النوم بصورة طبيعية، ومن الوسائل المعروفة والجيدة هي: تجنب النوم النهاري، ممارسة الرياضة كما ذكرنا، تحديد ساعة النوم ليلا بحيث لا يكون هنالك تقلب في وقت اختيار النوم، ولا تكون هنالك اختلافات كثيرة.

بعض الناس يذهب إلى الفراش مبكرا, وفي أيام أخر متأخرا، وهكذا، وبكل أسف هذا قد يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية لدى الإنسان؛ مما ينتج عنه أن يكون النوم ليس صحيا, بل مضطربا.

أيضا من الوسائل المعروفة لتنظيم النوم: الحرص على أذكار النوم, وهو من الأشياء التي يعلمها جميع المسلمين، لكن بكل أسف الكثير من الناس لا يطبقونها، فكن حريصا على هذه الأذكار، ويجب أن تكون على قناعة تامة أنها -إن شاء الله تعالى- سوف تنقلك إلى نوم هادئ, وسليم, وجيد.

أيضا يجب أن تبتعد عن تناول الشاي والقهوة, والمشروبات الأخرى التي تحتوي على مادة الكافيين مثل: البيبسي, والكولا, والشكولاتا، فهذه تجنب تناولها في فترة المساء؛ لأنها بالتأكيد سوف تؤدي إلى اضطراب النوم.

أيضا اقرأ شيئا طيبا قبل النوم، وحاول أن لا تذهب إلى الفراش إلا بعد أن تحس أنك تريد فعلا أن تنام.

هذه إرشادات عامة تساعد الناس متى ما أحسن الإنسان تطبيقها، فكن حريصا على ذلك، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

الجانب الآخر هو: العلاج الدوائي، وهنالك أدوية جيدة -إن شاء الله- تفيدك, فهنالك عقار يعرف تجاريا باسم (سيرمونتن), وهذا اسمه التجاري، واسمه العلمي (ترايبرامين tirmipraine) وهو من الأدوية القديمة نسبيا، لكنه يحسن النوم, ويقلل التوتر والاكتئاب, أرجو أن تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا، واستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه جرعة بسيطة وسليمة, وإن شاء الله تعالى ستساعدك كثيرا, الدواء ربما يسبب لك جفافا في الفم في الأيام الأولى للعلاج؛ فأرجو أن لا تنزعج لذلك.

الدواء الآخر المصاحب, والذي وجد أيضا أنه مفيدا جدا عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل), واسمه العلمي هو (سلبرايد), أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح، وقوة الكبسولة هي خمسون مليجراما، تناوله لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

لاحظت أنك لا تعمل، فأرجو أن تكون حريصا على أن تحصل على أي وظيفة؛ فالعمل مهم وضروري، وهو نوع من التأهيل النفسي من خلاله يستطيع الإنسان أن يتحكم في القلق, والانفعالات النفسية السلبية، والعمل يطور مهارات الإنسان كثيرا، فكن حريصا على ذلك، وأسأل الله تعالى أن يرزقك عملا مناسبا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات