ساعدوني في التخلص من الاكتئاب الذي أعيشه، حتى أرجع محباً للحياة

0 477

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عمري الآن 30 عاما، وأعمل كمحاضر في جامعة، بدأت مشكلتي وأنا عمري 18 عاما، وكان لي صديق ويرافقني، وكنت غير مرتاح له نفسيا، وكان يخلق لي المشاكل كثيرا، وتعبت منه نفسيا كثير، وصرت كل ما أرى هذا الشخص أخاف منه، ونفسيتي تتعب كثيرا، حتى كل ما أسمع واحدا مثل اسمه أخاف وأتنكد كثيرا.

حاولت أنسي الموضوع، وبعدها بدأت امتحانات الثانوية العامة، وأثناء الامتحانات صار معي رجفة في اليدين، وجفاف بالفم.

انتهت الامتحانات وحصلت على معدل 79، وبعدها دخلت الجامعة، وبدأت أشجع حالي أنه أنسى هذا الشخص وصارت الأمور أحسن.

أنا في الجامعة في السنة الثالثة فجأة تذكرت الماضي وتعبت نفسيتي كثيرا كثيرا، وما حكيت لا حد عن موضوع هذا الشخص حتى الآن.

دام هذا الأمر كثيرا، وبدأت تراودني بعض الأشياء، أحس حالي أني مريض.

تطورت الحالة كثيرا، وبدأت أعاني من الاكتئاب كثيرا، وكنت أتمنى أذهب عند طبيب نفسي يعالجني، ويقدم لي دواء لكي أشفى.

طلبت من والدي يرسلني إلى طبيب، فذهبت إليه وكان طبيبا باطنيا جراحا، وأعطاني إبرة، وكتب لي علاجا نسيت اسمه، وبعد ما خرجنا من عند الطبيب شعرت براحة كبيرة، لأنه كتب لي علاجا، وصرت أحكي في نفسي إن شاء الله مع هذا العلاج أتماثل للشفاء، وفعلا بالإرادة والعبادة، والتقرب من الله ذهب الاكتئاب.

مرت ثمان سنين تقريبا، وكانت أموري جيدة، ولكن حدث قبل أيام فقط 28/1/2012م بدأت أتذكر الماضي، ورجعت كما كنت، وأنا الآن متعب نفسيا، ومكتئب كثيرا، وتمنيت لو أن عندي العلاج الذي كتبه الدكتور لي قبل سنوات.

أنا الآن متعب، وتزيد حالتي سوءا بعد الساعة 9 مساء ولكن في الصباح وحتى المغرب أكون أفضل، وما أعرف لماذا هكذا أصير.

بشكل عام عند المساء أشعر بالأمور التالية:

اكتئاب، وعدم الرغبة في الكلام، والتفكير بالماضي، وعدم الشعور بلذة الحياة، والإحساس بأني مريض ومصاب بالأمراض.

عندما أنظر إلى الناس يضحكون أتمنى أن أكون مثلهم بلا هموم، ولكن لا أحسدهم بفضل الله، أفضل الموت على البقاء.

من الأعراض الجسدية التالي:
وجع عام بالجسم، وتعب بالأعصاب، ورجفة باليدين، ووجع في الحلق، وتوتر، واختناق بالصدر، ووجع في الخصيتين، وضيق بالصدر، وارتخاء بالجسم، ومعاناة من الاكتئاب، والشعور بأن جسمي به حرارة حتى في البرد، وعندها أخلع بعض الملابس لأرتاح!

لذا أرجو منكم إخوتي الفضلاء تفسير ما هي مشكلتي؟ وأن تكتبوا لي علاجا يساعدني على التخلص من التفكير بالاكتئاب الذي أعيشه، ولكي أرجع محبا للحياة وحيويا.

علما أني أحاول أتخلص من وضعي الحالي، ولكن لا أقدر، وأرجع للتفكير، فأنا أريد إكمال الدكتوراه، ولكن هذه الأمور قللت من معنوياتي لإكمال الدكتوراه وتحقيق أهدافي.

أرجو منكم إفادتي وكتابة علاج لي بأسرع وقت، فضلا لا أمرا واشرحوا لي مشكلتي لكي أعرف ما هو سبب حالتي؟ واكتبوا لي علاجا (مع ذكر وقت تناول العلاج وكم الكمية الموصى بأخذها، ومتى أتوقف عن أخذه).

الله يجزيكم الخير ويبارك بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مراد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

قد بدأت رسالتك بداية حسنة، وختمتها خاتمة جميلة، وهي واضحة بذاتها، وأسأل الله تعالى أن يمكننا من أن نقدم لك المساعدة المطلوبة.

بعد اطلاعي على التفاصيل الكاملة، أستطيع أن أقول لك: أنت لا تعاني حقيقة من اكتئاب نفسي من النوع البيولوجي أو المطبق، والذي تعاني منه يعرف باسم الاكتئاب الانفعالي.

هذا دائما يحدث في فترة المساء، ولا يكون مطبقا، وأعراضه تتمثل في الأعراض النفسية أكثر من البيولوجية، بمعنى أنك قد لا تجد اضطرابا واضحا في الشهية للطعام، أو الرغبة الجنسية، أو النوم.

ليس بالضروري ألا تتواجد هذه الأعراض تماما، لكنها لا تكون هي المسيطرة على الإنسان، لأن الاكتئابات هي أعراض نفسية وأعراض جسدية، وأعراض اجتماعية كذلك.

الاكتئاب المطبق البيولوجي تجده دائما يظهر في الصباح، ويشعر صاحبه بكدر وكرب وحزن، لذا نجد معظم الانتحارات لدى المكتئبين تكون في الصباح في حالات كثيرة، أو يخطط لها في ذاك الوقت.

والاكتئاب الذي يظهر في فترة الأمسيات أو في فترة العصر لا نعتبره اكتئابا خطيرا أبدا، حتى وإن كان مقلقا ومزعجا لصحابه.

هذه خطوة جيدة، وإن شاء الله تعالى نتمكن من تقديم ما يمكن لك من مساعدة.

الأمر الآخر والذي أود أن أؤكده لك أن العلاج الدوائي مهم، وإن شاء الله تعالى مفيد، لكن قبل ذلك لابد أيضا أن نذكر أن الآليات العلاجية الأخرى جيدة ومفيدة، وتتمثل في التفكير الإيجابي، فأنت رجل بفضل من الله تعالى لك منجزات، أنت رجل إيجابي جدا في حياتك، لك فكر، لك معرفة، لك حظ في العلم، رجل تتقي الله، نسأل الله تعالى أن يزيدك في ذلك، فهذه الإيجابيات يجب أن تكون المحرك الرئيسي من أجل الوصول إلى الرضا وغايات التحسن الكبرى.

أيضا من الضروري جدا أن لا تكون مستسلما بصورة نمطية لهذه الأعراض، بمعنى أن لا تقول إن في كل مساء سوف يأتيني هذا الاكتئاب، فليس من الضروري أن تأتيك هذه النوبات دائما، لا تكن منتظرا لهذا الاكتئاب، هذا أمر مهم جدا.

اصرف انتباهك لشيء آخر: اخرج من المنزل، اذهب ومارس الرياضة، اذهب لزيارة المرضى، لزيارة الأرحام، قم بفعل يشعرك فعلا بالرضا في الأوقات التي ينتابك فيها هذا الاكتئاب.

هذه طريقة مهمة جدا، وممتازة جدا لصرف الانتباه عن الاكتئاب النفسي بصفة عامة، خاصة الاكتئاب الذي يظهر في وقت معين أو موسم معين.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أبشرك أنه توجد أدوية ممتازة، أدوية فاعلة، وإن شاء الله تعالى سوف تنتفع بها، وأنا أرى أن عقار بروزاك وما يحمله من مميزات جيدة لعلاج مثل هذه الأعراض الاكتئابية سوف يكون هو الأفضل، والجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة وليس أكثر من ذلك، تناولها صباحا بعد الإفطار مثلا، واستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدا، مدة معقولة لعلاج هذا النوع من الاكتئاب، ويجب أن تكون ملتزما التزاما قاطعا بتناول الدواء.

بعد انقضاء الستة أشهر خفض الجرعة إلى كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب البروزاك هنالك دواء تدعيمي ثانوي لكنه مهم أيضا، يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) ويعرف علميا باسم (سلبرايد) أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة في الصباح وكبسولة في المساء، وقوة الكبسولة هي خمسين مليجراما، استمر على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول السلبرايد، لكن يجب أن تستمر في تناول البروزاك – والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين) - .

أنا متفائل جدا أن كل ما بك إن شاء الله سوف يزول، أرجو أن تطبق الإرشادات التي ذكرناها لك، وتتناول الدواء بكل دقة وانضباط، ولا تتوقف عنه حين تحس بالتحسن، لأن إكمال الدورة العلاجية الكاملة هو من الآليات الممتازة جدا لمنع الانتكاسات المرضية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات