أعراض القلق النفسي وعلاجه

0 466

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا على جهودكم، ووفقكم إلى كل خير وصلاح.

دكتور محمد عبد العليم: لا أدري ما الذي حصل لي في حياتي, حيث أنني لم أصبح مثل السابق, منذ حوالي شهرين أصابتني هذه الأعراض العضوية والمتمثلة في:

دوار, وعدم اتزان, ذهبت إلى طبيب الرأس والأعصاب فقال لي بأني سليم, ثم ذهبت إلى طبيب الأنف والحنجرة وقال لي بأني سليم, وكذلك أعاني من النوم المتقطع وغير المريح, ومن نقص الشهية ونقص الوزن.

أما الأعراض النفسية فتتمثل في: الحزن من دون سبب, تغير المزاج, أصبحت إنسانا متشائما وغير متفائل, كذلك عدم الإحساس بالسعادة, أحس كأنني أريد الانفجار من الداخل.

شخص لي هذه الحالة النفسية يا دكتور, هل هذا اكتئاب أم نوبات هلع أم وسواس قهري أم ماذا؟ فأنا أصبحت محبطا ومنحطا معنويا من هذه الحالة, كرهت الحياة وكل شيء كنت أحبه بسبب هذه الأعراض وهذه الحالة المزمنة.

ما هو الحل؟ وما هي علاقة هذا المرض النفسي بهرمون الدوبامين والسيروتونين؟

والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: أنت تعاني الآن من حالة الحزن وتغير في المزاج وافتقاد للوزن, وكذلك وجود حالة عدم الاتزان ودوار، الحمد لله تعالى من الناحية العضوية اتضح أنك سليم بالفعل, التأكد من الجيوب الأنفية وكذلك النظر من الأمور المهمة مهم جدا, وطبيب الأعصاب لا شك أنه قد بحث في كل الأسباب العضوية التي قد تؤدي مثل هذه الحالة وبفضل من الله تعالى كانت حالتك العضوية سليمة جدا.

أنا أرى أن الجانب النفسي واضح, والحالة غالبا تكون نوعا من الاكتئاب القلقي من الدرجة البسيطة إلى الدرجة المتوسطة, لا أعتقد أنه توجد نوبات هلع أو هرع أو وسواس, الحالة هي اكتئابية مزاجية قلقية من النوع البسيط، فقدان الوزن نعتبرها عرضا رئيسيا خاصة في مثل عمرك, وهذا يدل أن هذه الحالة الاكتئابية يجب أن تعالج.

الأمر إن شاء الله تعالى ليس بالصعب, وأنت الآن عليك أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي, وأنا متأكد أنك سوف تجد عنده كل رعاية وترحاب, والأدوية المضادة للقلق والاكتئاب موجودة, وهي سليمة وفاعلة جدا, ولا شك أن النصائح والإرشاد الذي سوف تجده عند الطبيب سوف يكون ذا فائدة كبيرة.

الطبيب النفسي ربما يقوم بإجراء فحوصات أخرى مثل التأكد من قوة الدم, وكذلك مستوى بعض الهرمونات خاصة هرمون الغدة الدرقية, هذا فحوصات مكملة إن لم يكن تم إجراؤها أصلا, فنصحتي لك أن تقابل الطبيب, وفي نفس الوقت يجب أن تكون إيجابيا في تفكيرك, وأن لا تعطل حياتك، هذه الأعراض سوف تزول وتزول بإذن الله تعالى, إذن هذا هو الحل أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي.

بالنسبة لموضوع علاقة الحالات النفسية بهرمونات الدومبين والسيرتونين هذا الموضوع معقد بعض الشيء, هنالك حالات بيولوجية كثيرة جدا أشارت إلى أن كيماء الدماغ بصفة عامة تلعب دورا ربما يكون أساسيا في بعض الأمراض النفسية, وكذلك الحالات العصابية, وهرمون الدمبين والسيرتونين والنورادرللين ومادة تسمى (ب ) والملتونين والاستايلكونين هي المواد التي تمركزت حولها الأبحاث, وهنالك مؤشرات مباشرة وغير مباشرة أن اضطراب هذه المكونات العصبية الدماغية يلعب دورا في تسبيب بعض الحالات النفسية وكذلك الحالات الذهانية، لكن لا نستطيع أن نقول إن العلاقة هي علاقة مباشرة.

هنالك مؤشرات قوية وهنالك دلائل لا يمكن تجاهلها, هذه المكونات العصبية اضطرابها قد يكون من خلال عدم التوزان في افرازها, هذه أيضا نظرية, وهناك من يرى أن هذه المواد تفرز بكثرة في بعض أجزاء الدماغ, وتفرز بعض منها في أجزاء أخرى وهكذا، الأدوية الحديثة التي ظهرت كلها نتيجة أبحاث في فيزياء وكيمياء الدماغ، الدليل القطعي الآن أن هذه الأدوية مفيدة, والدليل الآخر والمؤكد أنها تعمل من خلال تنظيم هذه المواد, إذن هذا مؤشر قوي جدا على أن كيمياء الدماغ تلعبا دورا أساسيا في تسديد بعض الحالات النفسية, أو هي عامل رئيسي وهذا لا يعني أن العوامل الأخرى لا تلعب دورا, خاصة في الظروف الحياتية والضغوطات النفسية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات