أشعر أني مريض بالإيدز فهل هذا صحيح؟

0 536

السؤال

السلام عليكم.

إخواني الرجاء إفادتي: أنا طالب أدرس في دولة مسلمة في آسيا, والحمدلله قدر المستطاع أحافظ على صلاتي, أعاني من تفكير قاتل لا يكاد يفارقني بأنني أصبت بالإيدز -أبعده الله عنا وعنكم-

أنا بطبيعتي أفكر كثيرا في أي أمر أقوم به, وأصاب بالتوتر خصوصا في فترة الامتحانات, إضافة أني أعاني من شيء اسمه الرهاب الاجتماعي, أي أني أتوتر عندما أتحدث للعامة أو في المحاضرة, عندما أقوم بعمل عرض (presentation).

مؤخرا أصابني شعور وهو لا يفارقني بأنني أصبت بالإيدز, حكمت على نفسي بذلك من دون عمل أي فحص أو استشارة طبيب؛ لأني أخاف جدا من جراء التفكير الكثير, مؤخرا صرت ألاحظ بعض الطفح الجلدي الصغير ذو الرأس الأبيض وبأعداد قليلة على يدي, وواحدة على صدري, ولكنها تختفي بعد يومين أو ثلاثة.

أيضا أشعر بأن شفتي السفلى -وكان فيها التهاب خفيف- كذلك, أعينوني أعانكم الله, يكاد يقتلني هذا التفكير, فأنا خائف جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا تنزعج لحالتك، فهي تمثل أحد الحالات التي نسميها بقلق المخاوف، ولديك مخاوف مرضية، خاصة من مرض الإيدز، كما أنه لديك مخاوف وسواسية، حيث إنك تأخذ بعض الأعراض الجسدية – مثل الطفح الجلدي – كدليل على أنك تعاني من هذه العلة، وأنت لست كذلك، ولديك درجة بسيطة جدا مما نسميه بالخوف الاجتماعي.

هذه الحالات كلها مترابطة مع بعضها البعض، فقلق المخاوف منشأه واحد، بعض الناس لديهم القابلية لمثل هذه العلل البسيطة، وفي بعضهم تكون ناتجة من خبرة حياتية غالبا هي خبرة سلبية، ربما تكون سمعت معلومات مغلوطة حول كيفية انتقال مرض الإيدز، أو قرأت عنه، أو شاهدت شخصا يعاني منه. وبالنسبة لموضوع الخوف عند تقديم العروض: هذا أيضا خوف اجتماعي قد تكون اكتسبته من خلال خبرة سالبة سابقة.

أنت بخير، والحالة بسيطة جدا، وأعجبني أنك محافظ على صلاتك، ولا أريدك أبدا أن تحس بأي نوع من الشعور بالذنب أو النقص، فالمؤمن مصاب، قال تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} وقال تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات} وقال - صلى الله عليه وسلم -: (ما من مسلم يصيبه هم ولا حزن ولا أذى حتى الشكوة يشاكها إلا كفر الله عنه بها من خطاياه). كذلك المرض يصاب به المؤمن والبر والفاجر، وهكذا.

إذن هذه مشاعر إنسانية يعبر عنها من خلال آليات مختلفة، والخوف هو أحد المنافذ الوجدانية التي نعبر بها عن مشاعرنا.

بالطبع أنت لست مصابا بمرض الإيدز، هذه مجرد مخاوف، والمخاوف والقلق والوساوس يجب أن تحقر، وهذه أيضا طريقة للعلاج، ويتم تجاهلها تماما، وتصرف انتباهك عنها بأن تنظم وقتك وترتب نفسك, وتستفيد من الأوقات بصورة إيجابية.

أنصحك فيما يخص موضوع الـ (presentation) أن تصحح مفاهيمك، فأنت لست مراقبا من الآخرين، ولست أقل من أي أحد، بل على العكس تماما حين تقدم عرضا ما، في بداية الأمر سوف يأتيك قلق وخوف بسيط، وهذا قلق وخوف إيجابي لأنه سوف يحسن من أدائك، بعد ذلك يحدث لك تطبع وتواؤم عام مع الموقف وينتهي الخوف والقلق.

أكثر من هذه العروض، ودائما درب نفسك على ما نسميه (العرض في الخيال) بمعنى أن تتصور نفسك أنك سوف تقدم موضوعا معينا أمام عدد كبير من الناس فيهم أساتذتك في الجامعة، وبدأت في تقديم العرض وأصابك شيء من القلق، وبعد ذلك وجدت أن الأمور أصبحت تسير بانسيابية وارتياح كبير.

موقع آخر يمكن أن تتخيله، وهو أنه قد طلب منك أن تصلي بالناس في جماعة - وهذا قد يحدث – عش هذا الخيال بدقة شديدة.

أنت أيضا محتاج لعلاج دوائي، ومن أفضل الأدوية دواء يعرف تجاريا باسم (سبرالكس) ويعرف علميا باسم (إستالوبرام) وهو متوفر في جميع بلدان العالم، ولا يحتاج لوصفة طبية، والجرعة التي تحتاجها تعتبر في الفئة الصغيرة، ابدأ بنصف حبة – أي خمسة مليجراما من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجراما, تناول هذه الجرعة التمهيدية يوميا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا من الأدوية السليمة المضادة للمخاوف والقلق والوساوس، وهو مفيد جدا - إن شاء الله تعالى – وليس بإدماني.

نصائح أخرى مهمة أوجها لك، وهي: أن تحسن من مستوى التواصل الاجتماعي لديك. ماليزيا بلد طيب وجميل، ويمكن في محيط جامعتك أن تكون لكم حلقة للقرآن الكريم، أعرف أن معظم الجامعات بها مساجد، يمكنكم أيضا أن تكونوا فريق رياضي على مستوى الأصدقاء وأبناء جنسيتك. هذا كله فيه نوع من التدريب الاجتماعي.

ونصيحتي لك أيضا: أن تحرص على الأذكار، هنالك أذكار حقيقة إذا التزم بها الإنسان لا يصاب - إن شاء الله تعالى – بمكروه ونفسه تكون مطمئنة جدا، فسل الله أن يحفظك دائما من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك ومن فوقك, وألا تغتال من تحتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وتواصلك مع هذا الموقع.

مواد ذات صلة

الاستشارات