الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس التكرار والتأكد تسبب لي توتراً شديداً!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أُعاني من الوسواس منذ أن كنت صغيرًا، وهذا يسبب لي قلقًا وتوترًا شديدًا، والوسواس الذي أعاني منه يشمل التكرار والتأكد من كل شيء، فهو ينتقل من أمر إلى آخر، ويتشكل في صور متعددة، مثل: تكرار آية من القرآن في رأسي، أو تكرار طرقعة الأصابع، أو الشعور الدائم باتساخ الثياب، وهكذا، الحال يزداد سوءًا، خاصة عند التعامل مع الناس، وهذا ما يقلقني فعلًا؛ لأنه يسبب لي اضطرابًا في حياتي الاجتماعية.

سؤالي: هل هناك حل شامل لهذا الوسواس؟ لقد جرّبت حلولًا كثيرة، ولدي خبرة في هذا المجال، كما قرأت استشاراتكم السابقة.

أفيدوني، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على سؤالك المتعلق بالوسواس، والقلق، والتوتر، وعلى حرصك في قراءة الاستشارات المنشورة على موقع إسلام ويب، واستخدامك لها في محاولة معالجة بعض مشكلاتك.

ذكرتَ أنك تعاني من الوسواس منذ الصغر، وأن ذلك يمتد إلى وسواس التكرار، والتأكد من الأشياء، وتكرار بعض الآيات القرآنية في ذهنك، وأحيانًا طرقعة الأصابع، والشعور المستمر باتساخ الثياب؛ كل هذه الأعراض تُصنّف ضمن ما يُعرف بالسلوكيات القهرية أو التكرارية، وهي سلوكيات قد تصاحب الوسواس القهري أو القلق النفسي، وتظهر في مراحل عمرية مختلفة، والأمر المهم: أن مثل هذه الأعراض يمكن التخلّص منها بوسائل علاجية مختلفة، سواء كانت معرفية سلوكية، أو دوائية، أو مشتركة بينهما.

عادة نبدأ التقييم للحالة بواسطة الطبيب المختص، الذي من خلاله يمكن التأكد من هذه الوساوس تحديدًا: هل ترقى إلى حالة اضطراب الوسواس القهري، أم أنها نوع من القلق العابر؟ لأن هناك حالات يمكن التخلص منها، دون الحاجة إلى العلاجات النفسية الطويلة.

عمومًا: فإن اضطراب القلق المصحوب أحيانًا بالوساوس أو بأعراض مختلفة، يمكن التحكم فيه من خلال العلاج النفسي، وخاصة العلاج السلوكي المعرفي، ويقوم هذا العلاج على تغيير نمط التفكير من التفكير السلبي إلى التفكير الواقعي المتوازن، مع الالتزام بخطة علاجية، تُدرّب الشخص على اتباع أساليب معينة في التعامل مع الوساوس والتحكم فيها، ومن خلال هذه الأساليب، يمكن التخلص من الوساوس بشكل كامل -بإذن الله-.

عادةً ما ترتبط بعض السلوكيات بطبيعة التفكير، فمثلًا: الخوف من اتساخ الثياب هو سلوك ناتج عن نمط معين من التفكير، فإذا تم ضبط هذا التفكير وتعديله، تزول مثل هذه السلوكيات تلقائيًا، أما وساوس النظافة: فهي من الأنواع المعروفة ضمن اضطرابات الوسواس القهري، وتظهر بدرجات متفاوتة، لكن يمكن التخلص منها عبر تدريبات نفسية عملية ومنهجية.

من المهم في البداية تقييم الحالة عند الطبيب؛ حتى يتم التشخيص بدقة، ولا بد أيضًا من مراعاة أمور أخرى في الخطة العلاجية، منها الصحة البدنية، والجوانب الإيمانية والاجتماعية، والانتظام في العمل، وممارسة بعض الأنشطة الرياضية، وملازمة العبادات، وقراءة القرآن، والتركيز على الإيجابيات في الحياة؛ فكل ذلك يساعد في التخلص من القلق والوسواس -بإذن الله-.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً