هل الاكتئاب يؤدي للجنون؟

0 500

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أخي منذ سنة تغيرت طباعه وتصرفاته، وأصبح عنيدا، وذا رأي متقلب، ومزاج سيء، فاقترحت على الأهل ذهابه لمستشفى الأمراض النفسية، فذهب، وأجرى الفحوصات اللازمة، وتم تشخيص الحالة بأنه مريض باكتئاب حاد، وطلب منه الدكتور أخذ العلاج لمدة 6 أشهر إلى سنة، وهي عبارة عن أدوية منومة، ومضادات اكتئاب.

ولكن بعد ذهابه للمستشفى أصبح حاله أسوأ من السابق، حيث أصبح يكرر الصلاة بشكل مستمر، لأنه يسمع أصواتا غريبة، مع ثقل في الكلام، وينتقل في أكثر من موضوع بشكل مزعج، حتى أصبح وكأنه مجنون، فما الحل؟ وهل الاكتئاب يؤدي للجنون؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأولا: نشكرك على اهتمامك بأمر أخيك، ونسأل الله له العافية والشفاء.

من خلال رسالتك، يتضح لي أن هذا الأخ – شفاه الله – يعاني من صعوبات نفسية حقيقية، فهو الآن لديه مشاكل تكرار الصلاة، وهذا نوع من الوسوسة، كما أنه يعاني أيضا من هلاوس سمعية بحكم أنه يسمع أصواتا، وهذه نعتبرها أحد الأعراض الرئيسية جدا لتشخيص بعض الحالات النفسية، وشعوره بالملل، وكثرة الحركة، والتنقل، هذا ربما يكون سببه الأدوية، ولكنه أيضا قد يكون هو جزءا من الحالة النفسية التي يعاني منها.

بالنسبة لموضوع الاكتئاب، والمسميات التشخيصية، كالجنون وغيره، لا أريدك أن تزعجي نفسك بهذه المسميات، فالطب النفسي الآن تقدم تقدما ممتازا، وكل شيء يمكن علاجه، وبدرجة كبيرة جدا من النجاح، ويجب أن نترك المسمى العلمي للطبيب، وتشخيص حالته أعتقد أن ليس بالصعب أبدا، المهم هو أن تذهبوا به الآن إلى الطبيب، وسوف يقوم الطبيب بإعادة تقييمه، وأنا متأكد أن الأدوية التي يتناولها يمكن أن تعدل، لأن الخيارات أصبحت كثيرة جدا، وحتى إن تطلب الأمر إدخاله للمستشفى لأيام قليلة، فهذا لا بأس به أبدا، على العكس تماما، فهذا سوف يعطي الأطباء الفرصة الكاملة لملاحظته ومراقبته، والتأكد من تشخيص حالته، ومن ثم وضع الآلية العلاجية المستقبلية.

وبالنسبة للمستقبل، أقول لك: إنه من الضروري أن يساعد هذا الأخ من خلال آليات معينة، وذلك بألا نهمله، وأن نشعره بكينونته ووجوده، وأن يكون مشاركا وعضوا فاعلا في الأسرة.

وكثيرا ما نخطئ في أسرنا بأن نهمش، أو نبعد، أو لا نهتم حقيقة بالعضو المريض في الأسرة، خاصة إذا كان هذا المرض مرضا نفسيا أو عقليا، وذلك بهدف الرحمة به، أو الرأفة عليه، أو اعتباره شخصا معاقا لا يمكن أن يستفاد منه، فهذه مفاهيم خاطئة جدا، والعلاج التأهيلي يتطلب تطوير المهارات الاجتماعية، وتطوير المهارات الاجتماعية لا يأتي أبدا إلا من خلال أن يقوم الشخص ببعض الواجبات، وأن نوجهه في هذا السياق، وأن نشعره بمكانته، وأنه شخص مرغوب فيه، وهكذا.

هذه أمور تأهيلية مهمة جدا، وأنا متأكد من أن الطبيب سوف يشرح لكم تفاصيل أكثر حول ما نسميه بالرعاية الكلية لمثل هذه الحالات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات