فكرتي تجاه الزواج لم تتغير.

0 386

السؤال

السلام عليكم

أريد المساعدة فعلا، فأنا أريد أن أعرف ما يحدث لي فأنا أعاني من بعض الأشياء:

1. بعد أن أنهيت دراستي بالجامعة منذ سنة وأنا أبحث عن عمل، ولكنني لم أجد نظرا لظروف البلد، بالرغم من تخرجي بأعلى التقديرات، فقررت أن أكمل الدراسات العليا إلى أن يأذن الله لي، وتتوفر فرصة عمل مناسبة، وقد ظهرت نتيجة الدبلوما، ونجحت بتفوق في كل المواد، ماعدا مادة دكتور واحد فقط بالرغم من تأكدي من إجابتي، وأنني أستحق أعلى الدرجات بها، فبالرغم من تعبي بهذه المادة إلا أن الدكتور نجح في مادته 1% فقط من كل الطلاب ورسب الباقين.

أنا بالطبع ممن رسبوا بجامعتنا، ومن يرسب بمادة يعيد كل المواد، فشعرت بالظلم الشديد، وظللت بغرفتي لا أريد التحدث مع أحد حتى أقرب أصدقائي لا أريد التحدث معهم؛ لأظل وحيدة، وقد مرت حوالي ثلاثة أشهر وأنا أشعر ببعض الاختناق بداخلي، ومن داخلي أرفض وجودي مع أحد أو التحدث، وبعد فترة بدأت أتحدث مع من حولي، لكني لست سعيدة بداخلي، ومعظم الوقت أفضل أن أجلس بمفردي.

أمامي فرصة ثانية أن أدخل الدبلوم مرة ثانية، لكنني أصبحت مليئة باليأس والإحباط، وكلما اقتربت من الكتب وقررت أن أدرس لا أعرف ما الذي يحدث لي فأتركها في الحال، وأفكر أنه من الممكن أن أتعرض للظلم ثانية، وفي اليوم التالي أشعر بضيق واكتئاب، ولا أحبذ التحدث مع أحد.

أحيانا أشعر أني غير محظوظة، وأرى الدنيا سوداء، وأحيانا أخرى أملأ نفسي بالتفاؤل، وأقول: تفاءلوا بالخير تجدوه، لكن سريعا ما يزول هذا، وأعود كما كنت، أريد فعلا حلا لمشكلتي أو دواء للاكتئاب.

2. عندما يكون عندي امتحان باليوم التالي، أو مقابلة عمل يسيطر على عقلي فكرة أني سأموت غدا، وأظل هكذا إلى أن يمر اليوم بسلام، فما هذه الحالة؟

3. أنا في الحقيقة لا أخرج كثيرا منذ قررت دخول الجامعة، فلا أذهب للجامعة سوى للامتحانات، وذلك كان قراري خوفا أن نزولي يشغلني أو يعطلني عن دراستي، فلا أعرف الكثير من الناس، ولست اجتماعية بالقدر الكافي، وأتصف ببعض الهدوء.

تواجهني مشكلة أخرى وهي أني لا أريد الزواج، بالرغم من أن عمري أصبح 22 سنة، وأفضل البقاء مع أهلي دائما، وكل من يتحدث معي في هذا الموضوع يقولون: لا بد من التحدث مع طبيب نفسي حول هذا الأمر، فأنا نوعا ما أكره الزواج، ولا أراه سوى مشاكل وتعقيدات لا أكثر، وأن الزوجين قد يضطرا للعيش معا من أجل الأطفال -إن وجدوا- أو ينفصلوا.

أجد نفسي شخصية معقدة من الصعب فهمها، وأنه لن يوجد رجل على هذه الأرض سيفهمني، وأرى أني لن أحب أحدا أكثر من أهلي لأعيش معه، وأرى أن الحب لا وجود له سوى بالأفلام والخيال، وقد يوجد الحب في الحياة الواقعية لكن سيزول مع الوقت، وأظن أن بعض الرجال لا تتمتع بالإخلاص والوفاء؛ فأنا لا أريد الزواج فعلا، وعندما كنت صغيرة قال لي البعض: عندما تكبرين ستغيرين رأيك وتوافقين على الحب والزواج، لكن رأيي لم يتغير عن الموضوع، وزاد إصراري ورفضي للفكرة، فيتقدم لخطبتي بعض الشباب، ولكني أرفض دائما، وأشعر أنني لست كالأخريات اللاتي يحلمن بالزوج الذى يحبها، والفستان الأبيض وأرى أنني معقدة، وأعتقد أن السبب هو أن كل واحدة من عائلتي توجد عندها مشكلة مع زوجها، وقد كن يتحدثن وأنا موجودة، وكذلك المشاكل التي كانت تحدث بين أبي وأمي كانت تحدث أمامي؛ فكرهت فكرة الزواج وأنا أرفضه نهائيا، لا أعلم إن كان يوجد حل لهذا الأمر أم سأظل هكذا؟

وشكرا جزيلا مقدما، وآسفة للإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأن ينجح 1% من الطلاب فقط في مادة جامعية لهو في غاية الغرابة، والعادة في مثل هذه الحالات أن تعيد الجامعة النظر في الأمر.

وإذا كنت قد درست المادة، وقدمت الامتحان بالشكل المناسب، ومن ثم رسبت، فمن الطبيعي أن تشعري بالإحباط؛ مما يفسر انسحابك من لقاء الناس والحديث معهم، إلا أنه ليس من الصحة والسلامة أن يطول هذا الحال، وعليك بالتخفيف عن نفسك من خلال الأنشطة والهوايات، وخاصة أنك لن تستفيدي شيئا من تجنب الناس والابتعاد عنهم، فهيا شدي الهمة من جديد، وابدئي بالدراسة مجددا والعمل على تقديم الاختبارات المطلوبة.

وبالنسبة لسؤالك الأخير: نعم هناك الكثير من العلاقات الزوجية غير الناجحة، وربما معظم التجارب أو كلها والتي مررت بها أو سمعت عنها لم تكن ناجحة أو موفقة، إلا أن هناك الكثير من العلاقات الزوجية الناجحة والموفقة التي يغمر أصحابها الحب العميق، والتعلق الذي يقول عنه ربنا: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون".

نعم هناك حب بين الأزواج أو معظمهم، والحياة تقوم في جوانبها الكثيرة على هذا الحب، ولكن لسبب ما مررت به في حياتك، أو بسبب بعض التجارب فأنت لا ترتاحين للتواصل مع الرجال, وأدعوه تعالى أن ييسر لك أسباب تغيير هذه القناعة أو الموقف لتعيدي النظر في هذا، والزواج سنة الحياة، ولكن لا بد للإنسان أن يكون مرتاحا ومقتنعا بهذا.

نحن البشر قد نحمل بعض القناعات فنظنها عقائد ومسلمات لا بد منها، وبعد سنين قد نكتشف بأنها لم تكن دقيقة أو حتمية أو صحيحة.

وفقك الله، ويسر لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات