السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من مشكلة مزمنة تؤثر عليّ بشكل بالغ، وأسأل الله تعالى أن يجعلكم سببًا في التخفيف عنها. أعيش في صراع دائم مع أفكار كارثية تجاه نفسي، إذ أشعر أنني سأرتكب خطأً ما، أو أنني سأتصرف بطريقة غير لائقة أو مخزية، لا تليق بفتاة ملتزمة ومنتقبة. عندما أقوم بأي فعل بسيط، يواجهني أهلي بعبارات مثل: "أين النقاب؟ أين القرآن؟"، مما يزيد شعوري بالذنب والخوف من أن أكون سببًا في تصرف خاطئ أو إساءة، وأتحمل تبعاته.
تراودني أفكار متكررة بأنني قد أتكلم بأسلوب غير مناسب، أو أضحك بصوت مرتفع، أو أقوم بتصرف لا يليق بي كمسلمة. كثيرًا ما أتذكر حديث النبي ﷺ: "من سنّ سنّة سيئة..."، وأخشى أن أقول كلمة تُحرج أحدًا أو تجرحه، أو أن أؤذي أحدًا دون قصد، حتى في الأمور البسيطة مثل حمل شيء ساخن، إذ يراودني خوف دائم من أن يسقط من يدي ويؤذي أحدًا، فأشعر أنني مسؤولة عن ذلك.
أفكر كثيرًا في أنني قد أتكلم بطريقة غير مناسبة، أو أفشل، أو أخسر، وتزدحم رأسي بهذه الأفكار التي تؤثر عليّ بشدة، ويصل الأمر إلى أنني أشعر بألم في قلبي، ويرتجف جسدي حرفيًا، ويغمرني التوتر والخجل لمجرد مرور الفكرة في ذهني، وأشعر بالخوف من أي تجمع أو مكان جديد، ومن النقاش مع الآخرين، أو التعبير عن مشاعري ومشكلاتي.
ينتابني شعور بعدم الأمان، وأخشى أن أكون عفوية بشكل غير لائق، أو أن أرتكب خطأً، كما أنني أخاف بشدة من فقدان ثقة الآخرين بي، أو أن أخذل من وثق بي.
قد تبدو هذه الأفكار بسيطة أو غير ذات أهمية، لكنها في الحقيقة مدمّرة لحياتي ونفسيتي، أعيش في حالة دائمة من القلق والخوف، وأشعر وكأنني ارتكبت تلك الأخطاء بالفعل، مما يمنعني من ممارسة حياتي بشكل طبيعي، ويجعلني غير مطمئنة في أي مكان، ويزيد من شعوري بالضيق.
وصل بي الأمر إلى أنني لم أعد أرغب في فعل أي شيء، وأتمنى الهروب من كل شيء ومن كل من حولي، وأفضّل العزلة التامة. لا يوجد أحد قريب مني يمكنني اللجوء إليه؛ فوالداي عصبيان جدًا، ولا يفهمانني، ولا أستطيع الحديث معهما عن أي أمر يخصني أو عن أي مشكلة أمرّ بها، وأحاول دائمًا أن أعتمد على الله تعالى، ثم على نفسي في حل مشكلاتي، ولكنني تعبت، ولا أعلم ماذا أفعل.
أعتذر عن الإطالة، وأسأل الله عز وجل أن يجعل منكم سببًا في نجاتي.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

