زوجي يشك بالناس، ويجعلني شماعة أخطائه.. كيف أتعامل معه؟

0 499

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا زوجة الشاكي، وأريد ما تفسير تلك الأفعال التي يقوم بها.

مشكلة زوجي أنه يشك بالناس كثيرا جدا، ففي بداية زواجنا كان يحاول أن لا يعرف أحد مثل سائق التاكسي أو صديق قديم وغيرهم معرفة مكان البيت، وتطور الموضوع بأن يشك في أخواتي فيتهم الأولى أنها تحتقره، و تكرهه، مع أن الموضوع وسوسة من نفسه، فلا دليل ولا حقيقة لشيء يثبت صحة ما يقول.

والآن يتهم دار حمى أختي الأخرى بالسحر، والشعوذة، ومنعني من زيارتهم، وكل شيء يرجعه إلى السحر، والشعوذة، وحاليا الموضوع كبر وكبر برأسه فمثلا ذهبنا مرة إلى الطوارئ فكتبوا لي حقنة، فذهبت وراء الستار، وجاءت الممرضة لتعطيني الحقنة، فجاء الطبيب، ومعه حالة طارئة، واستأذن علينا قبل الحقنة أن يقوم بالكشف على مريضة، وأنا موجودة، وكشف عليها، ثم خرجوا، وأعطتني الممرضة الحقنة، ثم غادرت المكان، فانهالت علي المشاكل (من زوجي) لماذا لم أخرج من الغرفة حين كشف على المريضة؟ وبدأ باتهام الدكتور، ثم شك في المريضة.

وغيرها من المواقف مثلا إذا كان ماشيا، ونظر إليه أحدهم يبدأ بالوسوسة لماذا ينظر إلي؟ ماذا يريد ومن حرضه على ذلك؟

وإذا صار أي شيء خطأ يحاول أن يرجع الأخطاء علي، وأني مسببها، وهو ملاك لا يخطئ، لا أطيق تصرفاته، مع أني أحبه، ولكن هذه التصرفات تنزع كل شيء، أرجو الإجابة.

وبارك الله في جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونشكر هذا الحرص، ونشكر لك الصبر على هذا الوضع في البيت، ونتمنى أن تثبتي على هذا الخير، وأن تقدري ظرف الزوج.

وإذا كنت قد علمت أن الرجل عنده وسوسة، وعنده هذه الأشياء فما عليك أولا إلا الاستعانة بالله، واللجوء إليه، ثم عليك بأن تصبري على هذا الوضع، وتسألي الله تبارك وتعالى بلوغ العافية.

ودائما نحن ننصح زوجة الرجل الشكاك بأن تكون في منتهى الوضوح في تعاملها معه، فتحاول أن تجعل الأمور واضحة، وتبين له الواضح وتستشيره في كل أمر، ولا تفعل أمورا من ورائه، وتجتهد دائما إذا ذهبت إلى أهلها أن تكون الزيارات قصيرة، وأن يكون هو معها، وأن تنقل دائما المشاعر النبيلة من أهلها تجاهه، وأن تجتهد في تصحيح صورة الناس في عينه.

هذه أمور لابد من مراعاتها، وإذا عرف الإنسان أن شخصا ما مريض أو عنده حالة معينة، فإننا نحن الذين وهبنا الله العافية مطالبون بأن نصبر عليه، وأن نقدر الوضع الذي يمر به، ونسأل الله تبارك وتعالى له عاجل الشفاء.

فلا يجدي في مثل هذه الأحوال – ولعلك كنت تناقشين وتحاورين وتفعلين أشياء – والمرأة دائما إذا عرفت أن زوجها عنده شك؛ فإنها تتفادى ما يثير شكوكه، أو زوجها عنده غيرة، فإنها تبتعد عن مواطن الغيرة، وقدوتها في هذا أسماء - رضي الله عنها – حين رفضت أن تركب مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم - عليه الصلاة والسلام – قالت: (تذكرت الزبير وغيرته) يعني تذكرت أن زوجها غيور فرفضت أن تركب مع النبي - صلى الله عليه وسلم – في صحبة الرجال – عليها من الله الرضوان - .

ولذلك دائما هذه وصفة مهمة جدا للمرأة التي تشعر أن زوجها عنده شك، ينبغي أن تتفادى ما يثير شكوكه، تكتشف أن زوجها عنده غيرة ينبغي أن تتفادى مواطن الغيرة، وقد تكون مواطن الشك والغيرة عجيبة جدا، ولكن الإنسان عندما يعرف الأمور التي توتر شخص ما، التي لا تعجب إنسانا معينا، فإنه عند ذلك يتفادى هذه المواطن، وعند ذلك يعيش معه في أمن وسلام وعافية.

كذلك أيضا ينبغي أن تكوني في منتهى الوضوح معه، وهذا أيضا ما فعلته أسماء عندما جاءها رجل يريد أن يعرض بضاعته في ظل دارها، لكن أسماء - رضي الله عنها وأرضاها – رفضت، فقالت للرجل: (ألا توجد دار سوى دارنا، لماذا في دارنا، ولكن على كل حال إذا جاء الرجل فتعال فكلمه) وهذا أيضا جانب مهم جدا في الرجل الشكاك، اجعليه هو الذي يتعامل، اجعليه هو الذي يدخل في المواقف، اجعليه هو الذي يستأذن منه الطبيب، هو الذي يدخل معك، وغير ذلك في مثل هذه الأمور.

فلما جاء الزبير وجاء الرجل وكلمه، قالت أسماء بصوت عال: دعه – يعني: توجد بيوت غير بيتنا – فقال الزبير (دعيه) وأشفق عليه، وهذا دليل على أنه يحسن الظن بأسماء، ودليل على حكمة أسماء - رضي الله عنها وأرضاها - .

فالزوجة التي عندها زوج شكاك تتجنب في علاقاتها التوسع، وتتجنب القيام بأدواره، وتقدمه دائما، فهو الذي يقرر، ويتعامل مع الأشياء مباشرة، حتى لا تعطي الشيطان فرصة، وحتى لا تتمدد عنده الوساوس، كذلك في كل أمر، لأن الذي عنده شك، وعنده غيرة شديدة أكثر شيء عليه هو أن تكون الأمور بالنسبة له غامضة، لأنه في هذه الحالة الشيطان يذهب به كل مذهب، ويشتت اهتمامه، ويجعله يظن الظنون، فلذلك ينبغي أن تنتبهي لهذا.

كذلك أيضا الدعاء واللجوء إلى الله، كذلك أيضا تفادي ما يثير شكوكه من صغير أو كبير، الوضوح في العلاقات، في الطلبات، تصحيح صورة أسرتك عنده، نقل الأشياء الإيجابية في حالة زيارتك لأهلك، حاولي أن تصطحبيه، وأن تكون الزيارة قصيرة ومكشوفة، يعني دائما تكلمي بوضوح، واجعلي تصرفاتك محسوبة، إذا كلمك رجل أو طبيب فينبغي أن يكون حاضرا، قولي له (أنا أريدك أن تكون معي، وأن تكون إلى جواري، لأنك محرم بالنسبة لي) عند ذلك لن يجد مجالا للريبة والشكوك في نفسه.

فإذا تعاملت بهذه الأمور واستعنت بربنا الغفور الشكور، وتوجهت إلى الله تبارك وتعالى وتفهمت أيضا أن الرجل بحاجة إلى من يتفهم الوضع الذي هو فيه، فإننا نتوقع لك - إن شاء الله تعالى – بلوغ العافية، بلوغ السعادة.

ونسأل الله لكما التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات