التأتأة تمثل عقبة لا أستطيع تجاوزها.. ساعدوني

0 351

السؤال

السلام عليكم

أنا عندي مشكلة التأتأة، وصعوبة النطق، وطول حياتي أفكر كيف أتخلص منها، وأصبح طليق اللسان، وحاولت كثيرا كثيرا، لكن لم تذهب عني التأتأة، وأنا أعتقد أن هذا قضاء الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أنا لا أعتب على قضاء ربي بي وقدره، وأنا إنسان صبور، وقد ذهبت إلى طبيب نفساني، وحضرت جلسات، ولم تغير شيئا بخصوص التأتأة، وأنا الآن مقبل على بعثة خارجية بأمريكا.

مع العلم أني لست طليق اللسان، ومرات كثيرة عندما أسأل عن اسمي لا أجيب بسبب التأتأة، وأحاول أن أخرج الكلمة، ولكن تعلق بفمي، ولا يدري السائل ما اسمي حتى، علما أني أنا إنسان واثق في نفسي، ولا يهمني رأي أي أحد حولي، ولكن ماذا أفعل إذا ذهبت لأمريكا؟

يجب أن أكون طليق اللسان لكي أعيش هناك، فمشكلة التأتأة تمثل عقبة لا أستطيع تجاوزها، وأنا أريد أن أكمل حياتي، ولا أحتاج لشخص يتحدث بالنيابة عني؛ لأني لا أحسن الكلام أنا أفضل أن أكون أبكما يعني أطرم عوضا أن أكون متأتا، وأشعر بالراحة أكثر ويعذرني الناس عن الإجابة عن أسئلتهم، وأكمل حياتي، هذا الحل الذي يدور في رأسي أن أقطع لساني، وألتحق بنادي الصم والبكم، فما رأيك؟

أريد منك جوابا أو حلا، لا أريد كلاما منمقا أرجوك هذا يمثل لي كل شيء بالحياة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن هذا التفكير السلبي والتشاؤمي بأن تقطع لسانك، وتلتحق بنادي الصم والبكم، أعتقد أن ذلك سوف يكون مضرا جدا بالنسبة لك، وربما يعقد حالتك أكثر، فالأمر لا يعالج بهذا الفكر أبدا، الأمر يعالج من خلال:

أولا: أن تقنع نفسك بأنك لست بالسوء الذي تتصوره، فحالتك ليست بالسوء أبدا، الذي تفكر فيه ويستحوذ عليك، ويجعلك تحس مثل هذه الأحاسيس، هنالك تلعثم هنالك تأتاة نعم، لكنها ليست مصيبة أبدا، ويا أخي الكريم: دائما تذكر قول الله تعالى على لسان نبيه وعبده موسى عليه السلام: {رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني}.

وفي ذات الوقت أنا أؤكد لك حقيقة أخرى مهمة جدا، وهو أن تصور الناس عنك ليس بهذه السلبية التي تتصورها أنت عن ذاتك، وهذه مشكلة كبيرة، لابد أن تصحح مفهومك، البداية الصحيحة والتفكير السليم هو أن يكون الإنسان أكثر ثقة بمقدراته، لا أن تكون ثقة الآخرين فيه أكبر مما يعتقد حول نفسه، وأنت الآن ذاهب إلى أمريكا، ولا شك أنك إن لم تكن أهلا لهذه البعثة لما توفرت لك، وفي ذات الوقت الناس في الغرب لا تهتم أبدا بهذه الأمور، لا أحد سوف يراقبك، لا أحد سوف يطاردك، لا أحد سوف يحقرك، أبدا، هذا أؤكده لك تماما.

وأن تنتهج هذا النهج من الفكر أفضل لك، لكن أن تركز على الموضوع وأن تضخمه وأن تجسمه وأن تكون تضع افتراضات، وتبعات سلبية هذا يعوقك كثيرا، ويأتي بضرر كبير، فأرجو أن تغير نفسك من حيث طريقة التفكير المعرفي، الذي تنتهجه الآن هو تفكير سلبي لا شك.

اصرف انتباهك تماما عن موضوع التأتأة، تذكر الأشياء الطيبة والجميلة في حياتك، وهي كثيرة جدا، انظر للمستقبل بإيجابية، هذا جزء من العلاج الأساسي للتأتأة.

العلاجات الخاصة للتأتأة تتمثل في: أولا أن تحدد الحروف التي تجد صعوبة في نطقها، وتخير مائة كلمة تبدأ كلها بالحرف الذي تجد صعوبة في نطقه، وتكرر هذه الكلمات بصوت عال، ثم بعد ذلك تدخل الكلمة في جملة، وتكرر ذلك أيضا بصوت عال، ويا حبذا لو قمت بتسجيل ما تكرره ثم تعيد الاستماع إليه.

الأمر الآخر – وهو ضروري جدا – التدرب على تمارين الاسترخاء، تمارين الاسترخاء مهمة، وضرورية جدا، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطبق ما بها من إرشاد.

الأمر الثالث: هو أن تذهب إلى إمام مسجدك، أو أحد المشايخ ليقوم بتعليمك مخارج الحروف ومداخلها بصورة صحيحة، هذا سوف يعود عليك عودا إيجابيا ممتازا.

النقطة الأخيرة: زيارتك للطبيب النفسي مرة أخرى لا بأس به أبدا، وهنالك أدوية يعرف عنها أنها تساعد، مثلا عقار (هلوبريادول) بجرعة نصف مليجرام ليلا لمدة أسبوع، ثم تحول إلى نصف مليجرام صباحا ومساء، ويستمر عليها لمدة شهرين، أو ثلاثة (مثلا) ذلك وجد أنه مفيد جدا.

عقار زيروكسات، والذي يعرف علميا باسم (باروكستين) أيضا يتم تناوله بجرعة صغيرة إلى متوسطة مفيد، ولا شك أن عقار (أولانزبين) أيضا يفيد في مثل هذه الحالات (وهكذا).

إذن الأمر فيه سعة، الحلول موجودة، أهم شيء أن تخرج نفسك من التفكير السلبي التشاؤمي، ولا تراقب نفسك في أثناء الكلام، ولا تتجنب أبدا المواقف التي من المفترض أن تكون فيها مخاطبا للآخرين، بل اقصد عمدا أن تكون دائما في المواجهة، وما ذكرناه لك من إرشادات سابقة خاصة تمارين الاسترخاء، وتعلم مخارج الحروف وغيرها من خطوات إيجابية سوف يساعدك كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات