السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 24 عامًا، أعاني من قلق اجتماعي شديد وانخفاض حاد في تقدير الذات، ويعود السبب في ذلك إلى البيئة الأسرية التي نشأت فيها، وأود الدخول مباشرة في صلب الموضوع.
الأسرة المسببة للقلق الاجتماعي لا تقتصر فقط على الوالدين، بل تشمل الإخوة أيضًا، فقد يتعرض الطفل خلال الطفولة والمراهقة يوميًا لعشرات المواقف المؤذية؛ سواءً من الأب، الأم، والإخوة: توبيخًا، نقدًا، إهانةً، استهزاءً، تسلطًا، أو حتى ضربًا، بالإضافة إلى غياب أي إشعار بقيمته أو احترام كرامته!
تخيل التأثير التراكمي لذلك الأسلوب إذا تكرر بمعدل 20 مرة في اليوم، على مدار 15 سنة، هذا يعني أكثر من 100,000 موقف من التحقير أو التوبيخ، مما يؤدي إلى تشوه في الصورة الذاتية، وشعور عميق بالدونية والعجز، وربما العار.
فهذا لا يسبب فقط تشوهًا فكريًا ومعرفيًا وتجنبًا للمواقف الاجتماعية، بل أيضًا يسبب انخفاضًا حادًا في تقدير الذات لدى الطفل أو المراهق.
أنا الآن لا أواجه مشكلة في تصحيح التشوهات الفكرية، ولا في التعرض التدريجي للمواقف الاجتماعية، ومع مرور الوقت سأتقنها، لكن مشكلتي الحقيقية تكمن في بناء تقدير الذات، فأنا لا أفهمه جيدًا، ولا أعرف كيف أبدأ في بنائه بشكل عملي!
لذا أرجو منكم أن تكون الاستشارة مركزة على كيفية بناء تقدير الذات من الصفر -حتى وإن كانت مطولة-، وأن تتناولوا الأمر من جميع الزوايا الممكنة، مع ذكر المصادر المفيدة في هذا المجال.
وجزاكم الله خيرًا.