هل يفيد الدوجماتيل لما أعانيه من القولون العصبي؟

0 535

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد استشارتك يا دكتور:
أنا شاب لدي 26 عاما، أعاني من القولون العصبي حيث سبب لي مشاكل في حياتي، وهي الوساوس، القلق، ضيق في التنفس، دوخة خفيفة، الخوف من الموت، في أي مكان، وعلى أبسط الأشياء، أحس أن الأكل سيتوقف وسأموت؛ لأنني مررت بموت أبي وابن خالة لي أعزه كثيرا!

وفي هذا الشهر، سوف أبدأ بعمل جديد، وأنا خائف جدا من هذه الأعراض.

سمعت بدواء اسمه ( دوجماتيل)، هل هذا الدواء جيد لحالتي؟ هل أتناوله؛ لأنني أشتريته؟

وهل يسبب في الضعف الجنسي؟ جزاك الله خيرا، و شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ HICHAM حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: العلاقة بين القلق والتوتر، والقولون العصبي هي علاقة معروفة، وإن كانت معقدة بعض الشيء.

معاناتك من القولون العصبي أعتقد أن القلق والوساوس قد تسببت في أعراض القولون العصبي، وفي ذات الوقت أدى القولون العصبي إلى زيادة في أعراض الوساوس، وضيق التنفس وبقية الأعراض التي ذكرتها.

إذن العلاقة هي علاقة متداخلة، علاقة مركبة، وهذه الحلقة ما بين الاثنين –أي أعراض القولون العصبي والقلق – يمكن أن تكسر من خلال تناول بعض الأدوية، واتخاذ بعض الإجراءات السلوكية الأخرى.

أولا: أريد أن أقول أنك شاب وفي هذا العمر - إن شاء الله تعالى – تتوفر لديك الكثير من الطاقات الإيجابية من نفسية وجسدية واجتماعية، أعرف أن علة القولون العصبي تسبب شيئا من الخمول وضعفا في الرغبة في كل شيء، لكن الإنسان بمجاهدة نفسه، والإصرار، والصبر، والسعي نحو العلو (علو الهمة)، وترك سفاسفها، يستطيع أن يتخلص من هذا الكابوس - أي كابوس الإحباط والتوتر – هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: وجد أن ممارسات كالرياضة بانتظام، وتقوية النسيج الاجتماعي، وإدارة الوقت بصورة جيدة، فيها فائدة وخير كثير جدا لأن تخرج الإنسان من أعراض القولون العصبي والتوتر.

ثالثا: موضوع الأدوية، دراسات كثيرة جدا أشارت أن الأدوية المضادة للاكتئاب هي الأفضل، يتم تناولها بجرعة صغيرة، وبعد ذلك يمكن إضافة عقار مثل الدوجماتيل كما تفضلت وذكرت؛ لذا أنا أرى أن تناولك لعقار (سبرالكس)، والذي يعرف علميا باسم (إستالوبرام) سيكون علاجا دوائيا أساسيا، وهو متميز جدا، والجرعة المطلوبة في حالتك هي صغيرة، وهي عشرة مليجرام يوميا.

البداية بخمسة مليجرام يوميا – أي نصف حبة – تتناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم تجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أما بالنسبة للدوجماتيل فاستعمله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

الدوجماتيل بجرعة عالية ربما يؤدي إلى ضعف بسيط في المقدرات الجنسية، لكنه لا يؤثر أبدا على هرمون الذكورة أو الإنجاب، وبجرعة خمسين مليجراما يوميا لن يكون له هذا الأثر مطلقا.

إذن الخطة العلاجية الدوائية واضحة جدا، هناك إضافة وددت أن أضيفها، وهي أن السبرالكس يعتبر دواء مكلفا نسبيا من حيث سعره، فإذا لم يتيسر لك الحصول عليه لهذا السبب فيمكنك أن تستعمل عقار (تفرانيل) والذي يعرف علميا باسم (إمبرامين) هو دواء قديم، لكنه أيضا جيد، ورخيص الثمن جدا، وجرعته هي خمسة وعشرين مليجراما، يتم تناولها ليلا لمدة ستة أشهر، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات