توتر ورعشة وبرودة بأطرافي ورهاب اجتماعي.. أفيدوني

0 278

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 21 سنة، مررت بسنتين من الاكتئاب، واختفى من نفسه -ولله الحمد- لكني حاليا أعاني من كثرة السرحان والشرود، وعدم التركيز، أشعر أنني لا أعيش في الواقع، عقلي لا يهدأ، وكأنني في دوامة حين أقرأ، أو أصلي، أو عندما يتحدث لي شخص دائما ما أسرح، ولا أنتبه مما يسبب لي إحراجا.

وأشعر بالتوتر، وأحيانا برعشة وبرود بأطرافي، وأيضا أظن أنني أعاني من الرهاب الاجتماعي، فأنا أخاف من مقابلة الأشخاص، وأشعر بالخجل، وحينما أتحدث أشعر أنهم ينظرون لي بعين السخرية، فكلما تحدثت ظننت أنهم يسخرون مني، فارتبطت هذه الفكرة بذهني فارتبك عند التحدث، ويظهر علي وجهي الخوف.

لا أحسن تدبير أموري، ولا التصرف عند أي مشكلة فقط أبكي على ما يحل بي، ولا أدافع عن نفسي أمام أحد، ولو كان معي الحق، أشعر بالضعف، وأن شخصيتي ضعيفة.

غير ذلك عندما كنت صغيرة تقريبا 7 سنوات، كانت زوجة عمي تضربني، وتكرر الموقف، ولم أخبر أحدا بذلك كنت أخاف أن تكبر المشكلة، ولكنني لا أستطيع نسيانه، وأبكي كلما تذكرته؛ لأنني لا أعلم لماذا كان يحدث ذلك كلما تذكرت تلك المواقف أشعر أن تلك المواقف هي سبب شخصيتي الضعيفة.

لك من قلبي صادق الدعوات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن خلال رسالتك لم أتلمس أو أحس أبدا أنك تعانين من اكتئاب نفسي، وهذا بفضل الله تعالى، ما بك من حالة سرحان وشرود ذهني وتشتت أفكار وعدم القدرة على التركيز – أضف إلى ذلك وجود شيء من الرهاب الاجتماعي – هذا دليل على القلق النفسي.

والشعور بالخجل والخوف أن الآخرين ينظرون إليك نظرة سلبية وبشيء من السخرية، هذا من صميم حالة القلق الاجتماعي، الذي هو جزء من القلق الكلي الذي تعانين منه، فأرجو أن تطمئني تماما.

العلاج يكون من خلال تحقير فكرة القلق، وتحقير فكرة القلق يمكن أن تتم من خلال التالي:

أن ينظر الإنسان إلى نفسه نظرة إيجابية، وأن يدير حياته بصورة أفضل، يصر على حسن استغلال الوقت، وتذكري أنك صغيرة في السن، ولديك طاقات، طاقات نفسية وجسدية حقيقية، فيجب ألا يكون هنالك مجال للتراخي أو للتكاسل.

يمكنك أن تعززي سلوكك إيجابيا من خلال إقحام هذه الأفكار عليك، ومن خلال ذلك يمكن أن تتلاشى الأفكار السلبية.

إدارة الوقت وجد أنها ممتازة لتحسين أداء الناس، وتحفيز ذواتهم، وتحفيز النفس هو أفضل أنواع التحفيز، يعني ألا ننتظر الثناء والتشجيع من الآخرين دائما، لكن يمكن أن ننتظر من أنفسنا وفي دواخلنا أننا يمكن أن ننجز، ويمكن أن نتفوق، وهذا هو أفضل أنواع المكافئات الذاتية التي تساعد الإنسان للتخلص من القلق والتوتر.

بالنسبة لموضوع الخوف الاجتماعي: يعالج من خلال تغيير الأفكار، من خلال تصحيح المفاهيم، بالطبع أنت لست أقل من الآخرين، ولا أحد يسخر منك أبدا، هذا مفهوم سلبي خاطئ أتاك من حالة القلق والخوف الذي تعانين منه، ودراسات كثيرة جدا أشارت أن الذين كانوا يعانون من أي نوع من الخوف في فترة الطفولة – وهذا ينطبق عليك – هؤلاء حوالي خمسين بالمائة منهم سوف يعانون من قلق أو خوف حين يصبحون كبارا، وهذا إن شاء الله تعالى كله يتلاشى وكله يذهب.

مشاركاتك الاجتماعية يجب أن تكون بصورة فعالة على نطاق الأسرة، خذي المبادرات الإيجابية، شاركي أسرتك، كوني فعالة، وهذا يعطيك المزيد من الثقة في نفسك، والتواصل الاجتماعي – أيا كان – مع الأهل، خارج المنزل - متى ما كان ضرورة لذلك – هذا أيضا يدعمك كثيرا.

وإن كنت لازلت في مراحل الدراسة فهذه فرصة عظيمة لأن تبني علاقات اجتماعية ممتازة وفاعلة وسوية، وإن لم تكوني في مرحلة الدراسة فيمكنك (مثلا) أن تلتحقي بأحد المعاهد، أو مراكز تحفيظ القرآن، هذا أيضا يساعدك على التفاعل الاجتماعي، وفي نفس الوقت هذا كله يؤدي إلى حسن التركيز.

النوم المبكر أيضا يعتبر ضرورة مهمة جدا، فكوني حريصة عليه، ممارسة أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة، قيمتها العلاجية عالية جدا في مثل حالتك، وتطبيق تمارين الاسترخاء ضرورية ومهمة وفاعلة، والحمد لله تعالى لدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك أن ترجعي إليها، وتستفيدي من الإرشادات والتعليمات والتوجيهات الواردة بها وتطبيقيها بالتزام.

أنا أرى أن الذي ذكرته لك إن شاء الله تعالى كاف تماما لإزالة هذا القلق، والتوتر، وضعف التركيز، وإن لم تتحسن حالتك هنا أعتقد أن مقابلة الطبيبة النفسية مباشرة سوف تكون جيدة، وقد تحتاجين أيضا لعلاج دوائي مثل عقار (زويروكسات) فهو دواء فعال، ممتاز جدا لعلاج الخوف والقلق الاجتماعي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات