خالي يعاني من خلل في عضلة القلب، فما هو العلاج؟

0 296

السؤال

السلام عليكم

في الحقيقة لا ندري من أي أبواب الثناء ندخل وبأي أبيات القصيد نعبر، فجميل من الإنسان أن يكون شمعة تنير درب الحائرين ويأخذ بأيديهم ليقودهم إلى بر الأمان، متجاوزا بهم أمواج الفشل والألم، فجزاكم الله عنا ألف خير وسدد خطاكم لما فيه خير وصلاح.

استشارتي بخصوص خالي العزيز البالغ من العمر 52عاما، منذ حوالي سنة تقريبا بدأ يشعر بوجود خلل في عضلة القلب، هو في الحقيقة لم يتمكن من وصف ما يشعر به جيدا، ربما يعاني من رفة في عضلة القلب أو شيء من هذا القبيل، المهم أنه يشعر بشيء من عدم الارتياح في تلك المنطقة،ولقد زار الطبيب المختص بأمراض " القلب والجراحة " وقام بإجراء بعض الفحوصات اللازمة مثل تخطيط قلب وفحص جهد وكذلك صورة الأشعة جميعها لم تظهر شيئا أبدا -ولله الحمد والمنة - فكل شيء على ما يرام.

إلا أنه مازال يشعر بوجود وضع غير مريح أبدا في تلك المنطقة، وبالرغم من أنه أقلع عن التدخين بشكل تام منذ أكثر من ثلاثة أشهر، إلا أنه لم يشعر بتحسن، بل إن الوضع في تزايد، وكذلك فإن الوضع مصحوب بسخونة في أطراف اليدين والقدمين وعدم النوم بعمق ليلا؛ مما يسبب له الانزعاج وعدم القدرة على التركيز، كما أنه يربط الحالة بتناول الأدوية بشكل عام (ليس هناك أنواع معينة من الأدوية).

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأشكرك بكل اسم العاملين في استشارات إسلام ويب على كلماتك الطيبة والعطرة، وليس لي ما أقوله إلا (جزاك الله خيرا) لأن من يقول لأخيه - أو لأخته - جزاك الله خيرا فقد أجزل في الثناء، وقطعا ما يقدمه موقعنا- إسلام ويب - لن يكون عامرا ومفيدا إلا بمشاركاتكم، فبارك الله فيك، وجعلنا وإياكم عند حسن الظن.

يسعدني بالطبع أن أوجه بعض ما قد يفيد خالك، ولك الشكر والتقدير على اهتمامك بأمره.

يعرف أن الناس يشغلون كثيرا بموضوع القلب وأمراض القلب، لأننا أصبحنا في زمان كثرت فيه أمراض القلق وموت الفجاءة، وهذا أدى إلى ما يمكن أن نسميه بالتأثير أو التوهم الإيحائي، الذي يجعل الكثير من الناس يتوجسون حول قلوبهم.

في مثل عمر خالك (حقيقة) الاكتئاب النفسي قد يأتي بنفس الصورة الإكلينيكية التي وصفتها، بعض (مشاعر الضيق، وعدم الارتياح البسيط في منطقة الصدر، والتنميل، والشعور بالخدر، واضطراب النوم البسيط، وعدم القدرة على التركيز) هذه أعراض اكتئابية، والبعض يحب أن يسميه الاكتئاب المقنع، ولا شك أن خالك العزيز هو في عمر الاكتئاب، اثني وخمسين عاما، هنا (حقيقة) يهجم الاكتئاب كثيرا على الرجال.

هذا النوع من الاكتئاب يتم علاجه - إن شاء الله تعالى - ولذا أنا أنصح أن يتوجه خالك العزيز إلى الطبيب النفسي، ويجب ألا يأخذ هذا الأمر بحساسية ويعتبره وصمة اجتماعية، على العكس تماما الطب النفسي أصبح متقدما ويقدم الكثير من الفوائد للناس، وأنا أعتبر أن السعيد هو الذي تتم تشخيص حالته؛ لأن المكتئبين كثر في مجتمعاتنا، والذين يتم تشخيصهم بصورة صحيحة ويتلقون العلاج لا يزيد عددهم عن خمسة وعشرين بالمائة فقط من الحجم الحقيقي للاكتئاب النفسي. تصوري هذه الأرقام وكيف أنها مزعجة.

أنا سعيد أن الفحوصات التي أجراها خالك كلها طيبة وسليمة، وأنا على ثقة كاملة أنه سوف يستجيب استجابة ممتازة جدا للأدوية المضادة للاكتئاب، بل على العكس تماما هو يحتاج لدواء واحد وليست أدوية متعددة، عقار مثل (السبرالكس) سيكون رائعا ومفيدا جدا له، لكن أحبذ أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي النفسي، ولا شك أن مساندتكم الاجتماعية له وإشعاره بكينونته وفعاليته، هذا أيضا دافع سلوكي مفيد جدا للإنسان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات