أعيش صراعًا داخليًا لكثرة الوساوس الشيطانية.. فكيف الخلاص من ذلك؟

0 326

السؤال

السلام عليكم

لدي أسئلة كثيرة سأختصرها في عجالة.

أنا في حالة صراع داخل نفسي – صراع قاتل ودائم للأسف - فما نصيحتكم في التحكم الداخلي بالنفس والسيطرة على أي وسواس من النفس الأمارة، أو وساوس شيطانية؟ وكيف أكون أنا القائد الداخلي الإيجابي لنفسي؟ فأحيانا لا أعلم لماذا أكون متناقضا تماما ومشوشا، ولا أجد صفاء في الذهن.

كيف أبرمج نفسي وعقلي وجسدي على برمجة إيجابية دائمة؟

وأمر آخر: أنا مصاب بالسحر، وأتعالج عند شيوخ، ولي أكثر من 3 سنوات - والحمد لله - تعافيت من أغلب ما كنت أشتكي منه، ولكن بقيت بعض الأعراض إلى الآن لم أتعافى منها:

• مزاج متقلب، وعصبية سريعة.
• تشوش رهيب في الذهن.
• عدم وضوح في الأفكار.
• كأن أحدا متحكم بأفكاري وتخيلاتي وأعصابي.
• كثرة التلبس في الجسد.
• ضيق وبكاء بغير سبب!
• وجود العارض لدي في الرأس؛ لذا أعاني كثيرا من التشويش الدائم الذي يعكر علي صفو حياتي، حتى انقطعت عن الناس في الفترة الأخيرة، وأصبحت حبيس البيت إلى أن يكتب الله لي العافية.

شكرا لكم من الأعماق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رابح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك – مرة أخرى وثانية وثالثة ورابعة - في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وإن كنا نتمنى أن يصرف الله - تبارك وتعالى - عنك السوء صرفا كليا، وأن تكون من صالح المؤمنين، ونسأل الله - جل جلاله - بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يرد عنك كيد الكائدين وظلم الظالمين واعتداء المعتدين، كما نسأله - جل جلاله - أن يلبسك ثوب العافية، وأن يمتعك بالصحة والعافية، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – فأنت في ثناياها ذكرت أنك مصاب بالسحر، وأنك تعالج عند شيوخ منذ أكثر من ثلاث سنوات، وأنك قد تعافيت من أغلب ما كنت تشتكي منه، ولكن بقيت هناك بعض الأعراض التي أشرت إليها.

أقول لك - أخي الكريم -: هذه الأعراض التي أشرت إليها هي نفسها أعراض السحر الذي تحاول أن تتخلص منه، ولذلك أنصحك بتغيير الرقاة، فقد يكون هذا الراقي أو المعالج الذي تتعالج عنده، قد تكون هذه إمكاناته وتلك قدراته، لأنك تعلم أن الرقية شأنها شأن الطب، فهناك طبيب بارع وماهر ويجري الله الخير على يديه، وهناك طبيب قد يكون مشهورا، ولكن لم يشأ الله - تبارك وتعالى - أن يجعل الشفاء على يديه.

فأنا أنصحك بتغيير الرقاة، وأيضا أنصحك بزيادة الجرعة، لأنه قد تكون الكمية أو الوقت الذي يخصص للقراءة غير كاف، فإنه كما تعلم – أحيانا – كشأن العلاج البدني، قد يكون الدواء قليلا، وقد يكون الدواء غير موفق، قد تكون الجرعة دون المستوى المطلوب؛ ولذا تظل العلة لفترة طويلة من الزمن.

فإذن أنا أقول: أنصح بزيادة الجرعة، بمعنى أنه حتى إن قرأ عليك بعض الشيوخ، حاول أنت أن تستمع بنفسك إلى الرقية الشرعية، وأن تقوم برقية نفسك بانتظام، كذلك المحافظة على التحصينات التي أشرت عليك بها في الإجابة السابقة، وهي المحافظة على الوضوء قدر الاستطاعة، أيضا المحافظة على الصلوات في أوقاتها، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء ضرورية، والمحافظة على أذكار دبر كل صلاة؛ لأن هذه الأذكار في غاية الأهمية خاصة التهليلات المائة صباحا ومساء، وكذلك (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم)، كذلك (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق).

كما أوصيك بالدعاء والإلحاح على الله - تبارك وتعالى - أن يعافيك.

كذلك أوصيك أيضا بالإكثار من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم – بنية أن يصرف الله عنك هذا السوء، وكما أن الله من عليك بأنك تحسنت كثيرا من خلال الرقية الشرعية فيما مضى، أنا أبشرك بأنك سوف تتحسن تحسنا كليا ونهائيا - إن شاء الله تعالى – لو واصلت العمل بهذا البرنامج وأحسنت الظن بالله - تبارك وتعالى - وصدقت في التوكل عليه، فإن الله - تبارك وتعالى - أخبرنا بقوله: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.

فعليك - بارك الله فيك - بحسن الظن بالله تعالى، وعليك بالأخذ بهذه الأسباب، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله – تعالى - وأتمنى أيضا أن تدخل أو تشرك أهلك معك في الدعاء لك، فقد تكون دعوة الوالد والوالدة أنفع لك من دعاءك لنفسك، كذلك أيضا دعاء الصالحين من عباد الله الذين تعرفهم، اطلب منهم الدعاء لك، وأبشر بفرج من الله قريب، ونحن هنا في الموقع نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يمتعك بالصحة والعافية، وأن يرد عنك كيد الكائدين، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات