زوجي قليل الكلام معي ولا يهتم بي

0 383

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي مشكلة، وهي: أن زوجي قليل الكلام، لا يحب أن أتكلم معه في أي موضوع كيفما كان نوعه، وإذا سألته عن شيء أو كلمة في شيء يرد علي: لا أعلم، ولا يهتم بي، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ malak حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة–، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وأبدأ الرد عليك –ابنتي الفاضلة– بنكتة أو طرفة: جاءت امرأة وزوجها إلى قاض من القضاة تشتكي زوجها، وقالت: زوجي خلال سنتين لم يتكلم معي بكلمة، فقال له القاضي: يا رجل حرام عليك، كيف لا تكلمها مدة سنتين؟ فقال الرجل: سيدي القاضي لأني أنتظر أن تسكت حتى أتكلم.

طبعا هذه طرفة نحن نذكرها؛ لأن المرأة عندها رصيد أكثر من الكلمات بخلاف الرجل الذي له رصيد قليل من الكلمات، وربما ينتهي من هذا الكلام في خارج البيت فلا يستطيع أن يتجاوب مع زوجته، ولكن هذا من الخطأ، وقدوتنا هو النبي - عليه الصلاة والسلام - الذي كان يكثر الكلام معه أهله، وكان يستمع رغم مهامه الكثيرة والكبيرة إلى الزوجة وهي تتحدث، كما حدث في حديث (أم زرع) الذي تحدثت فيه أمنا عائشة – رضي الله عنها – عن إحدى عشر امرأة في الجاهلية تعاقدن وتعاهدن ألا يكتمن من خبر أزواجهن شيئا.

على كل حال: قبل أن نجيب على هذا السؤال نحب أن نعرف: هل هذه طبيعة لزوجك منذ أن عرفته، أم هو أمر جديد؟ وما هو نوع الكلام الذي لا يتجاوب معه؟ وهل يتجاوب ويتكلم مع الآخرين ولا يتكلم معك، أم هذه طبيعته معك ومع غيرك من الناس؟

ونحن نقدر الإزعاج الذي عندك والانزعاج من هذا الموقف من زوجك، ولكن الصورة تتضح والأمور تأخذ الوضع الصحيح عندما نعرف الإجابات على التساؤلات المذكورة آنفا، وعلى كل حال، فإنا نقول: إذا كان هذا طبعا فيه، فعلينا أن ننتظر طويلا، وعليك أن تحتملي طالما كانت هذه طبيعة الرجل، خاصة إذا كانت فيه إيجابيات أخرى، كأن يقوم بواجباته الأسرية، ينفق على أسرته، وهو مطيع لربه، وتحاولي أن تنظري إلى الإيجابيات الأخرى، فإنه قل أن يوجد رجل – أو امرأة – إلا وعندهما عيوب.

كذلك أيضا: نقترح عليك أن تحاولي أن تعرفي همومه، إذا كان يحب الرياضة فكوني لنفسك ثقافة رياضية، وإذا كان يحب صيد الأسماك فكوني لنفسك فقه ومهارة صيد الأسماك، المهم تحاولي أن يكون بينك وبينه قواسم مشتركة، فإن الإنسان إذا وجد القضية التي يهتم بها ويحبها يبدأ يتكلم، وهذا مهم جدا في وجود قواسم مشتركة بينك وبينه؛ لأن هذا يسهل عليك وعليه المهمة.

كذلك نحن نتمنى أن تعرفي ما هي الأسباب؟ وعندما يرد ماذا يقول؟ وما هي الردود التي يرد بها؟ وفي هذه الحالة نحن نتمنى أن نسمع نماذج من الكلام الذي لم يرد عليه، فربما الكلام الذي لم يرد عليه عنده فيه إشكال؛ لأنك تتكلمين عن قضايا معينة أو مواضيع معينة.

كذلك ينبغي أن تدركي أن الرجل إذا كان عنده مشاكل في عمله، أو مشاكل في حياته دائما قد يميل إلى الصمت، فلا يحب الكلام؛ لأنه الآن يحاول أن يحل المشكلة في داخله، بخلاف المرأة إذا جاءتها المشاكل تحب أن تتكلم وتريد المساندة والمؤازرة.

هذه نقاط لابد أن تكون واضحة، وعلى كل حال: نحن نشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونتمنى أن يكون لك معنا تواصل حتى نستطيع أن نضع هذه المشكلة في إطارها، ونعطيها حجمها وحقها من الاهتمام من خلال تعرفنا على طبيعة هذا الرجل.

نسأل الله أن يسعدك مع زوجك، وأن يلهمكم السداد والصواب، ونؤكد أن المرأة بحاجة إلى من يتكلم معها وإلى من يستمع إليها، فالمرأة تحب المنصتين-كما هو كتاب الشيخ عبد الرحمن النغامشي، وهو كتاب مهم ومفيد جدا- وكذلك أيضا المرأة تجدد عواطفها ومشاعرها من خلال استماع زوجها لآلامها وآمالها وكلامها.

ولمزيد من الفائدة يمكنك مراجعة الاستشارات التالية:
(298497) (277441)

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات