ألم في جانبي صدري منذ أربعة أشهر .. فما علاقة عضلات الصدر به؟

0 538

السؤال

أعاني من ألم في صدري منذ أربعة أشهر, فذهبت إلى طبيب القلب وعملت صورة إيكو وتخطيط قلب, وتبين بالإيكو أنه لا توجد عندي أي مشكلة في القلب نهائيا, لكن عندي ضغطا مرتفعا بسيطا, وقال لي: إنه بسبب التوتر, وبسبب نفسي, ودقات القلب عندي سريعة, وقال: إن السبب نفسي, وأعطاني علاجا آخذه لمدة معينة لتنظيم دقات القلب, وأخبرني أنه مؤقت, وأني لا أعاني من مشكلة في القلب, وليس عندي ضغط؛ لأن كل الذي أعاني منه نفسي, وقال: إن وجع الصدر هو من عضلات الصدر, أما القلب فسليم, لكن الألم في الصدر ما زال موجودا, ويزيد, والوجع أصبح في وسط الصدر من الجهتين, مع وجود ألم في الظهر والكتف, وذهبت إلى المستشفى وعملت أشعة للصدر, وتبين في الصورة أنه لا يوجد شيء في الصدر, ولكن الألم موجود, وأنا سأتزوج بعد عشرين يوما, وحالتي النفسية صعبة جدا.

أتمنى – يا دكتور – أن تجيبني, فقد قال لي الطبيب: إن السبب هو عضلات الصدر, وعملت كل التحاليل وكانت سليمة, وأخبروني في الأخير أنها لفحة هواء, ولفحة الهواء تظل فترة كبيرة, ولا أعرف ماذا أفعل؟ فأتمنى أن تجيبني عن السؤال, ورجعت لطبيب القلب أكثر من مرة, وكل مرة يقول لي: ليس فيك شيء, وقلبك سليم, لكنك متوتر جدا, ونفسيتك متعبة, والضغط الذي تعاني منه سيزول بعد أن تتزوج, والذي أتعبني حاليا هو وجع صدري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالآلام التي تعاني منها من الواضح جدا أنها ناتجة من قلق نفسي، وطبيب القلب كان محقا حين ذكر لك أن هذه انقباضات عضلية، ويعرف أن الإنسان حين يكون قلقا - حتى إن كان هذا القلق بسيطا – قد لا يحس به في شكل خوف شديد، لكن يحس به في شكل توترات عضلية، وأكثر عضلات الجسم التي تتأثر هي عضلات الصدر والبطن وأسفل الظهر.

فيا أيها الفاضل الكريم: يجب أن تصل إلى قناعة تامة أن هذا الأمر كله مرتبط بالقلق، والقلق هو طاقة نفسية جيدة، لكنه أحيانا يزيد وينقلب على الإنسان، وأنت مقدم على الزواج، وهذا حدث عظيم وجميل، والإنسان في بعض الأحيان يقلق حتى للأحداث الطيبة والجيدة، فلا تنزعج أبدا.

والذي أنصحك به:
أولا: ألا تتردد على الأطباء، فهذا مهم جدا؛ لأنهم قد أكدوا لك أنك عضويا سليم، وهذا هو الذي أعتقده أنا أيضا.

ثانيا: أنت محتاج لدواءين، أحدهما يعرف باسم (فلوناكسول), واسمه العلمي (فلوبنتكسول), وهذا دواء ممتاز لعلاج القلق، ويزيل التوترات العضلية, وجرعته هي أن تبدأ بنصف مليجرام – أي: حبة واحدة – تتناولها ليلا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة صباحا وحبة مساء لمدة شهر، ثم اجعلها حبة واحدة في الصباح لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء، أما الدواء الآخر فهو عقار بسيط جدا يعرف باسم (تفرانيل), واسمه العلمي (إمبرامين), فتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعل الجرعة خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي الفاضل الكريم: هذه الأدوية لا تتعارض أبدا مع الزواج، كما أنها ليست لها آثار جانبية أساسية، ربما تشعر بجفاف بسيط في الفم في الأيام الأولى، أما خلاف ذلك فليست لها آثار جانبية, هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: أريدك أن تنخرط في تمارين رياضية منتظمة، فهذا مهم جدا, وإذا حافظت على رياضة مثل رياضة المشي أو الجري وداومت عليها بانتظام فسوف تفيدك كثيرا- إن شاء الله تعالى– وهنالك أيضا تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، وهي ضرورية ومهمة جدا لإزالة الشد العضلي، وموقعنا به استشارة تحت رقم: (2136015) فأرجو أن ترجع إليها, وتستأنس بها، وذلك من خلال الاطلاع على كل تفاصيلها وتطبيقها بحذافيرها، وسوف تجد فيها فائدة كبيرة جدا.

أيها الفاضل الكريم: هذا زمن فرح بالنسبة لك، وزمن سرور وبهجة بالنسبة لك، وأعرف أن التحضير للزواج سوف يشغلك، لكن الحدث في حد ذاته محفز, ويعود عليك بمردود إيجابي عظيم - أسأل الله تعالى أن تلتقي على الخير والبركة مع زوجتك -.

فاجعل التفاؤل طريقا لك، وتواصل اجتماعيا، وتناول الدواء الذي ذكرته لك، مع ضرورة عدم التردد على الأطباء، وأن تمارس الرياضة، وأن تطبق تمارين الاسترخاء - كما ذكرنا لك -.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات