العلاقة بين الخطيبين تكون للتفاهم على أمور الزواج

0 285

السؤال

السلام عليكم.

يا شيخ: أريد استشارتكم في أمر بالغ الأهمية، يطلب مني خطيبي لبس ملابس الخروج أثناء زيارته لي، وألا ألبس الملحفة، فأنا أرتديها، هل يجوز ذلك؟ كما أنه لا يحب أن أخرج معه بالملحفة ومعي أهلي، ويطلب مني لبس ملابس الخروج، علما أنه جاءني وأنا ملتزمة بلبسها، أريد حكم الشرع في ذلك، أستغرب من طلبه؛ لأنه يصلي ويتلو القرآن، وأنا أفكر كثيرا في فسخ الخطبة، فما نصيحتكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aya salem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة– في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك حرصك على الوقوف عند حدود الله تعالى، وتجنب ما يسخطه عليك، وهذا مفتاح سعادتك في الدنيا والآخرة، ونسأل الله تعالى أن يثبتك على هذا، وأن يكتب لك السعادة عاجلا وآجلا.

لا شك -أيتها البنت الكريمة– أن المرأة أثناء فترة الخطبة وقبل أن يعقد عليها الرجل عقد النكاح، لا شك أنها لا تزال أجنبية عنه، وهي بالنسبة له كغيرها من النساء الأجنبيات، فلا يجوز لها أن تخلو به، ولا يجوز لها أن تضع حجابها أمامه، إنما يجوز له أن ينظر إليها عند إقدامه على الخطبة، فينظر إليها بقدر ما يدعوه النظر إلى نكاحها، فإذا رأى ذلك صارت كغيرها من النساء، ومن ثم فما يطلبه منك خاطبك مخالف لشرع الله تعالى، موقع في غضبه وسخطه، ولا يجوز لك أبدا القبول به والنزول عند رغبته، ولكن ينبغي أن تكوني حكيمة حصيفة عاقلة في تناول الأمور، فإن خاطبك هذا فيما وصفت أنت فيه الشيء الكثير من الخير، فهو من أهل الصلاة، ومن أهل تلاوة القرآن، وظننا فيمن هذا حاله أن يتفهم لو فهم بالرفق واللين أن هذا المطلوب الذي يطلبه مخالف لأمر الله تعالى، موقع في غضبه وسخطه.

فحاولي أن تترفقي بهذا الخاطب بأن تسلطي عليه من له كلمة مسموعة عنده من محارمك، أو أن تستعيني ببعض محارمه من النساء، أو أن تتكلمي معه أنت إذا كان الكلام مأمونا من الفتنة، فلا حرج عليك في أن تبيني له أن هذا مخالف لما يريده الله تعالى منا، كما ينبغي أن تبيني له بأن ما تفعلينه إنما هو في مصلحته والحفاظ على عرضه وصون محارمه، وأن هذا يعود عليه بالنفع، فأغلى ما يملكه الإنسان عرضه وشرفه، وينبغي له أن يفرح بأن وجد امرأة محتشمة محافظة على حجابها مصرة عليه، ونحو ذلك من الكلام الذي به الإقناع - إن شاء الله تعالى – وظننا أنه سيقتنع بمثل هذا الطرح.

وكوني على ثقة –أيتها البنت الكريمة– أن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، وإذا أراد الله تعالى بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق، ولا تستغربي مما يطلبه هذا الزوج، فإنه ربما يكون قد نشأ في بيئة اعتادت هذه السلوكيات، فيظنها الصواب، وأن مجانبتها ومخالفتها تزمت أو تشدد، أو نحو ذلك، قد يكون هذا، وقد يكون غيره، ولكن اجتهدي فيما أرشدناه إليك، فإذا رأيت منه الإصرار على ذلك فإنه لا خير لك في شخص هذا حاله، وإذا تركته لله تعالى فإن الله تعالى سيعوضك بمن هو خير منه.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، ويسعدك في دنياك وآخرتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات