لا أستطيع الفرح بأي شيء في حياتي

0 326

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 17 سنة، أعاني من الاكتئاب الشديد، لدرجة أنني لا أستطيع الشعور بالفرح بأي شيء، وأنا على هذه الحالة منذ سنة تقريبا، أريد من فضلكم أن تكتبوا لي اسم دواء، وذلك لأنني لا أستطيع الذهاب إلى الطبيب؛ لأن أهلي لا يسمحون لي بذلك، وأنا أعاني من مشاكل أسرية منذ أن خلقت، وكل يوم في مشكلة في البيت، وقد عانيت كثيرا من أهلي ومن الناس الذين طلبت مساعدتهم.

أنا مصاب أيضا بالوسواس القهري منذ أربع سنين، وقد ذهبت لثلاثة أطباء من أجله، دون فائدة، ولكن مع الدواء تحسنت من الوسواس قليلا، وهذه الأدوية التي أخذتها: prozac , seroquel 25 mg , seroquel 200 mg ,seroxat risperdal 1 mg , risperdal 2 mg ,xanax 0.25 mg.

أنا متعب جدا، أرجو الرد، وعذرا على الإطالة، وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ يزن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الاكتئاب النفسي كثيرا ما يكون مرتبطا بالوساوس القهرية، والذي يظهر لي أصلا أن علتك هي الوساوس، وبفضل من الله تعالى الأدوية التي تعالج الاكتئاب النفسي تقريبا هي نفسها التي تعالج الوساوس القهرية، وأنت لديك تجربة مع الأدوية، وذكرت أنه حدث لك تحسن بعد أن قمت بمقابلة ثلاثة أطباء، وقطعا حين تتحسن الوساوس سوف يتحسن المزاج ولا يكون هناك اكتئاب.

الذي أراه هو أن تواصل مع أحد هؤلاء الأطباء، أنت ذكرت أنه يصعب عليك الذهاب للطبيب، لكن ما دام لديك تجربة سابقة مع الأطباء فأعتقد أن أهلك لن يعترضوا ولن تكون هنالك مشكلة أبدا في الذهاب إلى الطبيب، وأنا أرى أن عقار (بروزاك Prozac) سيكون هو الجيد وهو الأسلم بالنسبة لك، لكن ربما تحتاج أن تصل بجرعته إلى ثلاث كبسولات في اليوم –أي 60 مليجراما- وهذا يجب أن يكون تحت الإشراف الطبي، وفي بعض الأحيان ربما تكون هنالك حاجة لإضافة عقار يعرف تجاريا باسم (أنافرانيل Anafranil) والذي يسمى علميا باسم (كلوميبرامين Clomipramine) بجرعة صغيرة -25 مليجراما يوميا- أما دواء (ريسبيريدون Risperidone) بجرعة واحد مليجرام ليلا أعتقد أيضا أنه سيكون مفيدا لك.

إذن علاجك الرئيسي سوف يكون البروزاك بجرعة تبنى تدريجيا حتى تصل إلى ثلاث كبسولات في اليوم، ويضاف إليها جرعة صغيرة من الـ (أنافرانيل) وجرعة صغيرة من الـ (ريسبيريدون)، ويجب ألا تتوقف من الأدوية في وقت قصير خاصة الـ (بروزاك)، وهو دواء سليم وفاعل، ولا يؤدي إلى أي آثار جسدية أو نفسية سلبية.

بخصوص ما تعاني منه من مشاكل أسرية: لا أريدك أن تنظر للأمور بتشاؤم، ولا تنظر إليها بسلبية، هذا يضر كثيرا بتفكيرك، وجملتك (أنه توجد كل يوم مشكلة في البيت) هذا توجه فكري سلبي جدا وتشاؤمي جدا، والبيوت لا تخلو من صعوبات هنا وهناك، وهذه هي طبيعة الحياة الأسرية، فلا تضخم ولا تعظم ولا تجعل مثل هذا النوع من الفكر يسيطر عليك.

لا أعتقد أن أسرتك فاشلة، لا، على العكس تماما، أسرتك ناجحة، وأنت يجب أن تساهم في تضميد جراحها وفي استقرارها، ومن خلال مساهماتك هذه سوف تحس بشعور الفرح الذي افتقدته منذ فترة؛ لأنك تكون قد قدمت شيئا لوالديك ولأسرتك ولإخوتك وكذلك لنفسك.

اجتهادك في الدراسة مهم جدا، تصور نفسك بعد ست أو سبع سنوات من الآن، يجب أن تكون مختصا في ذاك الوقت، تعمل، تكون قد تزوجت، هذه أهداف عظيمة، أهداف نبيلة، ضعها نصب عينيك، وضع الآليات والوسائل التي توصلك إليها، ولا شك أن الاجتهاد والإصرار على النجاح هما الوسيلتان الأساسيتان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات