أعاني من أعراض الرهاب ونتف الشعر، فهل دواء زولفت علاج مضمون؟

0 368

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا فتاة عمري 18 سنة، أعاني تقريبا منذ سنتين من أعراض الرهاب الاجتماعي، كالارتعاش في الصوت واليدين، وزيادة ضربات القلب، فأصبحت لا أحب الخروج من البيت، لأن هذه الأعراض تحرمني من الاستمتاع، فأصبحت أفضل البقاء لوحدي.

كما أنني أقوم بنتف شعري منذ 6 سنوات، وجربت تقنيات كثيرة للإقلاع عن هذه العادة، ولكنها باءت بالفشل.

قرأت في استشارات مشابهة لحالتي عن دواء ( زولفت ) لمدة ستة أشهر، وأريد استخدامه، ولكن أريد أن أضمن بأن المرض لن يعود بعد قطع الدواء.

سؤالي هو: هل ستة أشهر كافية لعلاج الرهاب؟ وهل طول الفترة العلاجية يضمن عدم عودة الرهاب؟

وجزاكم الله خيرا، وجعل ما تفعلونه في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من علامات العصاب القلقي نتف الشعر، وهذا أيضا في بعض الأحيان يكون مرتبطا بوجود القلق الوسواسي.

والرهاب الاجتماعي هو أيضا لا شك أنه نوع من القلق النفسي، فيمكن أن نسمي حالتك بأنها من الحالات البسيطة، لما يعرف بـ (قلق المخاوف الوسواسي).

نحن نحرص كثيرا على موضوع التشخيص؛ لأنه هو الركيزة الأساسية التي من خلالها توضع البرامج العلاجية، والذي بك قطعا ليس علة نفسية أساسية، ويجب أن يتم التعامل معه على هذا الأساس.

من المهم جدا أن تكوني حريصة في أن تكوني فعالة في حياتك، ومن أفضل وأنجح أساليب العلاج النفسي هي أن يقود الإنسان نفسه نحو الفعالية، الفعالية في جميع القطاعات، وعلى صعيد جميع الأنشطة الحياتية، وهذا يتأتى من خلال العزيمة والتصميم، وأن تكون هنالك أهداف واضحة في الحياة، وأن ينظم الإنسان وقته بالصورة المطلوبة.

إذن تغيير نمط الحياة وتفعيلها هو علاج رئيسي ورئيسي جدا في مثل حالتك، - وإن شاء الله - تكوني يقظة لهذا الموضوع، وتعطيه اعتبارا خاصا.

أما بالنسبة للعلاجات النفسية الأخرى: فهي معروفة لديك، ومن أهمها قطعا: التفكير الإيجابي، وتحقير فكرة الرهاب، وعدم الانصياع لها، ومن الأشياء التي نلاحظها أن كثيرا من الناس ينقادون بمشاعرهم، وهذه المشاعر تكون مبنية على أفكار مشوهة وخاطئة، وهذا هو لب الموضوع وجوهره، لذا نقول للذي تسيطر عليه المشاعر والأفكار السلبية: اجتهد، واعمل، ونفذ، وكن إيجابيا في حياتك من خلال أفعالك، وهذا سوف ينعكس بصورة إيجابية جدا على مشاعرك وكذلك أفكارك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: لا شك أن الزولفت علاج ممتاز وجيد، ولا نستطيع أن نقول أن الدواء هو الأساس، إنما هو جزئية علاجية مهمة، لذا موضوع الضمان ألا يعود هذا المرض يعتمد عليك، ويعتمد على الدرجة التي سوف تؤهلين بها نفسك من خلال الممارسات السلوكية التي تحدثنا عنها.

فترة ستة أشهر هي فترة معقولة جدا، وأنا أعتقد أن الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة من الدواء، الزولفت يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم، ولكن من وجهة نظري، أن حبة واحدة تكفي جدا في اليوم في حالتك، وتكون البداية هي نصف حبة يوميا – أي خمسة وعشرين مليجراما – يتم تناولها بعد الأكل لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك اجعليها حبة كاملة يوميا لمدة خمسة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات