ضيق في الصدر وتنميل في اليد والقدم .. هل حالتي نفسية أم عضوية؟

0 360

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم على هذه الجهود الجبارة منكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 23 عاما، الحقيقة لا أعلم هل مشكلتي نفسية أم عضوية أم روحية؟ ما أعاني منه، أو ما يتعبني جدا (هاجس مرعب وقاتل ومدمر)، وهو هاجس الموت، هذا الهاجس لا أعلم هل هو سبب الأمراض التي أعانيها أم هو توهمات؟

في الحقيقة أنا أعاني من برودة في قدمي مع آلام، ولكن ليست آلاما لأي شيء بل شعور غريب يمتد من الركبة، وخلفها إلى باطن القدم، وأحيانا أشعر وكأن جسمي يتقشر، وحقيقة لا تكثر هذه الآلام إلا مع كثرة التفكير، ولكني أقسم بالله أني تعبت جدا من هذا الهاجس الذي يلازمني منذ 4 سنين أي عارض أشعر به أجزم جزما أنه الموت، لم أذق طعم السعادة إطلاقا، كل شيء أفسره أو أربطه بالموت، وأشعر بضيق في التنفس وتنميل في اليد والقدم أحيانا، وضغط في العين، أشعر أحيانا بضغط في أعلى الرأس، وآلام في فروة الرأس.

كرهت نفسي وأحاول أن أرفه عن نفسي، لكني لا أستطيع ذهبت للكشف على صدري، قال لي سليم، لكني لا زلت أجزم أن بي مرض القلب والسرطان والروماتيزوم.... الخ.

أشعر أن حالتي هي أصعب حالة في العالم، ولا يوجد لها علاج أبدا، ما هو الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخوف من الموت بدرجة معقولة هو أمر طبيعي، والموت هو حقيقة أزلية، والخوف من الموت لا يزيد من عمر الإنسان لحظة ولا ينقصه لحظة، ونحن دائما نقول أن الإنسان يستطيع أن يدير حياته، لكن لا يستطيع أن يدير شأن موته، لذا يجب أن يكون فاعلا وناجحا ومثابرا في حياته، ويعمل لما بعد الموت.

أيها الفاضل الكريم: أنا أقول لك أن هذا الأمر لا يتعلق بضعف في شخصيتك، ولا قلة في إيمانك، إنما هو ناتج من تخوفاتك المرضية، نحن أصبحنا الآن في زمن كثرت فيه الأمراض، وكثر فيه موت الفجاءة، وأصبحت كلمة (سرطان) تتداول على الألسن بشكل مزعج ومخيف، فأنت معك حق أن تتخوف، أنا لا أريدك أبدا أن تأخذ أعراضك هذه خارج النطاق الإنساني التأثري الانفعالي العاطفي الذي يصيب البشر، لكن في ذات الوقت يجب أن تذكر نفسك أنك في حفظ الله، وفي كنف الله، وفي رعاية الله، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن كل شيء بقدر وتقدير، وأن تحرص على أذكارك، أذكار الصباح والمساء، وأن تسأل الله تعالى دائما عيشة هنية وميتة سوية ومردا غير مخز ولا فاضح.

أيها الفاضل الكريم: عش الحياة بكل جمالياتها، واسع في نفع نفسك وغيرك، وهذا من الأشياء التي تبعث الطمأنينة في نفس الإنسان.

عش حياة صحية، فالحياة الصحية تبعث على الطمأنينة، ونقصد بالحياة الصحية: الحياة المرتبة، الحياة المنظمة، الحياة التي يدير فيها الإنسان وقته بصورة صحيحة، الحياة التي يشعر الإنسان فيها أنه نافع لنفسه ولغيره، ولا يكون اعتماديا، ولا يكون قصوريا، يكون بارا بوالديه، يسعى نحو المعرفة والعلم، وأن يشارك في عمارة هذه الأرض، تتوسع آفاقه، يطور مهاراته، تمارس الرياضة، تكون من رواد المساجد، ومن الذين يستمتعون بخلة الصالحين، الغذاء المرتب، النوم المبكر... هذه هي الحياة، والحياة الجميلة والممتعة جدا.

وكما ذكرت لك: حاول أن تدير حياتك على هذا النسق، أما أمر الموت فاتركه لمن بيده أمر الروح {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}.

أنصحك - أيها الفاضل الكريم – أيضا بأن تراجع طبيبك – طبيب الأسرة مثلا أو الطبيب الباطني – مرة و احدة كل ستة أشهر، وذلك من أجل إجراء الفحوصات العامة.

أنت أيضا تحتاج لأحد الأدوية التي تساعدك في الإغلاق على هذه المخاوف المرضية، هنالك أدوية رائعة جدا، عقار (سبرالكس)، ويسمى علميا (إستالوبرام) نعتبره مثاليا، ولدي الكثير من الإخوة والأخوات الذين يترددون علي بمثل شكواك، وقد أفادهم هذا العلاج الدوائي بنسبة جيدة، لكن أيضا معظمهم كان لديه إرادة التحسن، فأرجو أن تكون لديك إرادة التحسن والتغير.

جرعة السبرالكس هي أن تبدأ بخمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناولها بانتظام لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، تناولها يوميا لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة إلى عشرين مليجراما، استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم مثلها يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

يمكن أن تدعم أيضا عقار سبرالكس بعقار (دوجماتيل) والذي يعرف علميا باسم (سلبرايد) فهو ذو فعالية ممتازة في علاج القلق المرتبط بالمخاوف المرضية، وقطعا سوف يساعد في تدعيم وتنشيط فعالية السبرالكس.

جرعة الدوجماتيل هي كبسولة واحدة - وقوة الكبسولة خمسين مليجراما – تناولها ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم كبسولة في المساء لمدة شهر واحد، ثم توقف عن تناول الدواء.

أؤكد لك أن هذه الأدوية أدوية سليمة، أدوية ممتازة، وغير إدمانية، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات