كيف أتعامل مع القلق والخوف من كل موقف اختبار؟

0 260

السؤال

السلام عليكم

في البداية أشكر جهودكم لمساعدة من يتمنون أن يتعالجوا وظروفهم لا تسمح بذلك.

أنا حاليا طالبة أدرس في الصين، وقد أتتني حالة غريبة وأنا في مرحلة السادس الإعدادي، وكانت لأول مرة في الامتحانات النهائية؛ حيث كنت ليلة الامتحان أرتجف وتأتيني حالة من عدم الأكل، والخوف الشديد من عدم مقدرتي على الإجابة، وقد انتهت الحالة بمجرد انتهائي من الامتحانات ونسيت الحالة.

ولكن قبل سفري إلى الصين للدراسة أتتني وساوس وخوف من أنني لا أستطيع تحمل الغربة، وكانت تأتيني دوامات من الخوف، وكان جسمي يرتجف، وأتقيأ، ولا آكل إلا القليل.

وعندما وصلت إلى الصين أتتني الحالة نفسها، من أنني لا أستطيع التأقلم، وعانيت لشهر كامل، وأنا الآن مقبلة على مناقشة الماجستير، كلما تذكرت يوم المناقشة أرتعب وأخاف، وأشعر أن أعصابي مشدودة، صار الخوف والقلق مصاحبين لي في كل موقف مستقبلي أخاف منه.

أريد نصيحتكم، وإذا كنت أحتاج إلى علاج فأرجو أن تصفوه لي، مع العلم أني حاليا أسكن في الصين، ولا أعلم هل يوجد هنا علاج لحالتي؟ وبماذا تنصحونني؟

جزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي يظهر لي أن لديك حالة بسيطة من حالات المخاوف، ويظهر أن الأمر قد استغرق وقتا معك، والمخاوف هي جزء من القلق الذي يصيب الناس، والقلق هو طاقة نفسية حميدة ومطلوبة، لكن إذا تعدت الحد الصحي قد تسبب بعض المشاكل للناس.

الآن يظهر لديك الخوف والوساوس الوقتية الظرفية المتعلقة بموضوع الامتحانات، وعليك أن تأخذي الأمر ببساطة أكثر، عليك أن تكوني أكثر تواؤما، توكلي على الله، أكثري من الاستغفار، ابدئي دائما ببسم الله الرحمن الرحيم في كل خطوة تريدين أن تخطيها، واعرفي أنك قد أنجزت فيما مضى من أيام، وعلى العكس تماما من المفترض أن تكون مهاراتك قد تطورت، وأصبحت أكثر قوة وثباتا، إذن تعاملي مع نفسك على أسس إيجابية، التغيير الفكري المعرفي مطلوب جدا.

وأنصحك أيضا بأن تتدربي على تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس التدرجي، ممتازة جدا، اجلسي على كرسي مريح، بعد ذلك أغمضي عينيك، تأملي في شيء طيب وجميل، خذي نفسا عميقا جدا عن طريق الأنف، ويجب أن يكون بصورة بطيئة، املئي صدرك بالهواء، أمسكي الهواء في الصدر لمدة أربعة ثوان، بعد ذلك أخرجي الهواء بقوة وشدة عن طريق الفم، كرري هذه العملية ثلاث إلى أربع مرات متتالية، وسوف تجدين أنك قد شعرت بارتياح كبير.

بالنسبة للعلاج الدوائي، هنالك أدوية مؤقتة وإسعافية وجيدة جدا، وأعتقد أن عقار (إندرال) سيكون الأفضل بالنسبة لك، وعقار (إندرال) معروف، ويسمى علميا (بروبرالانول)، هو دواء عالمي قديم، قطعا سيكون متوفرا في الصين.

الجرعة التي تحتاجين لها هي عشرة مليجرام صباحا ومساء، أسبوع قبل بداية المناقشة للماجستير، وفي يوم المناقشة يمكن أن تتناولي جرعة عشرين مليجراما قبل المناقشة بثلاث ساعات، هذا أعتقد يكفي تماما، وأنت لست محتاجة لأي نوع من الأدوية القوية، أو الأدوية التي تتطلب الاستمرارية، كل المطلوب منك هو المزيد من التواؤم، أن تحولي هذا القلق والخوف إلى قلق وخوف إيجابي.

وكما ذكرت لك القلق والخوف طاقة مطلوبة جدا، ودائما الإنسان يطمئن حين يتذكر إنجازاته السابقة، وقطعا أنت وصلت إلى مراحل متقدمة في التعليم، -والحمد لله- في عمر من الواضح أنك لديك مهارات في مرحلة نضوج نفسي متكامل، فليس هناك ما يدعو للقلق والتوتر.

بارك الله فيك، وشفاك وعافاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات