القلق سيطر على حياتي...فكيف أتخلص منه؟

0 192

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: أشكركم على هذا الموقع الرائع, وعلى المجهود الذي تقدمونه لمساعدة الآخرين.
أنا شاب في العشرين من العمر, أعاني من قلق وتوتر زائد, ومن الغثيان, مثلا إذا كنت على وشك السفر أجلس أفكر بالسفر, ولا أستطيع النوم, وأشعر بالقلق والغثيان أو إذا كنت في بداية الاختبارات أو بداية الدراسة تأتي هذه الحالة, وهذه الحالة أزعجتني كثيرا.

أرجو منكم أن تعطوني بالحل.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ salman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكل خطوة في الحياة، كل إنجاز، كل شيء جميل يتطلب منا استعدادا نفسيا وجسديا حتى ننجزه، والدافع لدى الإنسان نحو الإنجاز هو القلق، الذي لا يقلق لا ينجز، الذي لا يخاف لا يحمي نفسه، الذي لا يوسوس لا يكون منضبطا، إذا هذه طاقات نفسية ضرورية حبانا الله تعالى بها حتى نكون مثابرين وناجحين ومندفعين ومنجزين لما هو مطلوب في حياتنا.

إذا العملية عملية فسيولوجية طبيعية، في حالتك الذي يحدث أن هذه العملية الفسيولوجية النفسية الطبيعية تأخذ منحى فيه شيء من المبالغة، يعني: أنت تضع نفسك في وضع تحفزي أكثر من اللزوم، تضخم الأشياء، يعتريك الهم، يأتيك ما نسميه بالقلق التوقعي، وهذا هو السبب الذي يؤدي إلى الأعراض الجسدية التي تحدث لك، وعلى رأسها الغثيان، وكذلك الأعراض النفسية.

أرجو أن تفهم وبدقة ما ذكرته لك، لأن ذلك سوف يساعدك كثيرا، يساعدك من خلال أن تستفيد فقط من القلق الإيجابي الطبيعي حتى تنجز، حين تريد السفر لا بد أن تحضر حقائبك، لا بد أن تجهز نفسك، وإن لم تقلق لن تقوم بذلك، وهكذا الامتحان، الاختبار، إذا لم تجهز له ولم تدرس له ولم تحضر له، وحين تبدأ إذا لم يأتك شيء من القلق والخوف الذي يحفز عقلك وقلبك من خلال زيادة ضخ الدم ليزداد الأكسجين لتتحسن درجة اليقظة عندك، هذه كلها أمور فسيولوجية طبيعية.

فأنا أقول لك إدراكك التام لما يحدث وتفسيره في حد ذاته يعتبر نوعا من العلاج لك.

الخطوة الثانية هو أن تقول لنفسك: (لماذا لا أجعل القلق فعلا إيجابيا؟ لماذا لا أكون مثل بقية الناس؟ ما الذي يجعلني أهتم أكثر مما يجب؟ أنا علي الاستعداد، علي الترتيب) وأسأل الله تعالى أن يوفقك دائما، وابدأ ببسم الله الرحمن الرحيم, هذا سوف ييسر عندك الأمور تماما.

النقطة الثالثة هي: أن تتدرب على تمارين الاسترخاء –هذا مهم جدا– وموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (2136015) أرجو أن تطلع عليها وتطبق التمارين الموجودة بها.

النقطة الرابعة هي: دائما عليك أن تقتحم مصادر خوفك، وذلك من خلال التكرار, السفر أمر جميل وطيب وفيه منافع، فحاول أن تسافر حتى وإن كان السفر لمسافات قصيرة، عرض نفسك لهذا الواقع، وسوف يقل الخوف.

الاختبارات: حين تجلس أو تستعد للاختبار اعرف أن هذا ليس الاختبار الوحيد، الحياة كلها اختبارات، يعني لا أريدك أن تعطي الأمور تخصصية واعتبار أكثر مما يجب، إنما تنظر إليها كعموميات تحدث في الحياة لك ولغيرك وبصفة متكررة.

هذه هي الوسيلة العلاجية، وفي ذات الوقت اسع في تطوير مهاراتك الاجتماعية من خلال الإكثار من التواصل الاجتماعي، وأن تكون فعالا ونافعا لنفسك ولغيرك.

لا أرى أنك في حاجة لعلاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات