تركت شرب الدخان، هل ترجع لي صحتي كما كانت؟

0 428

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب في الـ 20 من عمري، أدخن منذ 6 سنوات وأكثر، أي أنني كنت صغيرا جدا عندما بدأت بالتدخين، مع أني في ذاك الحين كنت أمارس رياضة المشي والهرولة لساعات يوميا، حيث أنني كنت مع منتخب بلدي في كرة القدم .

أنا قد أقلعت عنها كتجربة أكثر من 5 مرات، ولكنني لم أستطع تركها! واليوم قد ضاقت بي الدنيا وأنا أفكر بتلك الأيام الرياضية المليئة بالصحة, فإذا بي اليوم أتحدى السجائر التي دمرت حياتي وسلبتني أحلامي بالإقلاع عنها مهما كلف، وليس بالتوقف المفاجئ, بل تدريجيا, فهي الأنسب إلي حسب تجربتي.

هل يرجع جسمي طبيعيا تماما كما كان؟
وهل ستكون هناك آثار جانبية إن عدت لممارسة رياضة كرة القدم؟ حيث يوجد فيها الهرولة والركض السريع أحيانا.
هل سيترك التدخين أثرا على القلب أو على الرئتين؟

أرجو الإفادة، وأشكركم على هذا الموقع الرائع والمفيد، فلكم الأجر والثواب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رضا .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

شكرا على تواصلك مع إسلام ويب.

كما تعلم فإن الدخان يحرر غاز أول أكسيد الكربون، وهذا له خاصية أنه يحل محل الأكسجين الذي يحمله الهيموغلوبين في الدم، وبالتالي تقل عند المدخن كمية الأكسجين التي يحملها الدم فيشعر بالضيق عند الجهد.

يؤدي القطران الموجود في الدخان إلى تدمر الخلايا المبطنة للأوعية الدموية، والتي تسبب تصلب الشرايين، والتي مع مرور الوقت لن تؤدي إلى حصول الأزمات القلبية، وكذلك فإن الدخان يزيد من قابلية الجسم لحصول جلطات دماغية في سن مبكرة بسبب أثره على الصفائح في الدماغ، فيجعلها التدخين أكثر تقاربا، وبالتالي فقد يحصل جلطة دماغية حتى قبل حصول التصلب والتضيق في الشرايين.

التدخين يتسبب في اضطرابات بالذاكرة، وله تأثير مدمر على حيوية الإنسان وقدراته الجنسية، إضافة إلى الشيخوخة المبكرة، وزيادة تجاعيد البشرة والجلد، والتدخين مرتبط بحدوث العديد من الأمراض، وأذكر أهمها:

- سرطان الرئة: حيث تكون نسبة الوفيات الناتجة عنه لدى المدخنين أكثر ب 23 مرة عنها لدى غير المدخنين.
- سرطان الفم.
- سرطان الحنجرة.
- سرطان المريء.
- سرطان المرارة.
- سرطان البنكرياس.
- سرطان الكلية و البروستات.
- يزيد نسبة الوفيات بالتهاب القصبات وانتفاخ الرئة خمسة أضعاف.
- يضاعف نسبة الإصابة والوفيات بأمراض القلب.
- يزيد نسبة الحوادث الوعائية الدماغية (الشلل) بمقدار 50 %.
- يؤدي إلى تضيق الشرايين المحيطية الذي قد يتطور إلى بتر الأطراف.
- يزيد نسبة الولادات المبكرة والأطفال قليلي الوزن لدى الأمهات المدخنات، كما يؤدي لأن يكون أطفال تلك الأمهات، أقل ذكاء من المتوقع. كما يكون هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للموت المفاجئ أثناء فترة الرضاعة.

تدل الدراسات الحديثة، على أن هذه الأضرار لا تختلف باختلاف طريقة التدخين، وهي متماثلة بالنسبة للسيجارة والغليون (البايب) والنرجيلة.

بعد التخلص من التدخين فإن هناك فوائد صحية عديدة منها ما يلى:

- بعد عشرين دقيقة يعود معدل ضغط الدم للإنخفاض إلى معدله الطبيعي، وتنظم دقات القلب.
- بعد 12 ساعة تنخفض نسبة أول أكسيد الكربون في الدم ويقابلها ارتفاع في نسبة الأوكسجين، ويعيد الجسم توازنه الداخلي.
-بعد مرور 48 ساعة يلاحظ الممتنع عن التدخين تحسنا في حاستي الذوق والشم لديه، ذلك لأن التدخين يضعف هاتين الحاستين بشكل ملحوظ.

- بعد مرور 72 ساعة تنتاب الممتنع عن التدخين نوبات سعال هي عبارة عن رد فعل على عودة الشعيرات الدقيقة التي تغطي الرئتين إلى الحياة وبدء عملية تنظيف الرئتين من أوساخ التدخين المتراكمة فيهما.

- بعد مرور أسبوعين إلى 12 أسبوعا يلاحظ بوضوح تحسن في الدورة الدموية ويتحسن عمل الرئتين بنسبة 30 في المائة.

- بعد مرور ثلاثة أشهر إلى تسعة أشهر تعود الرئتان إلى عملهما الطبيعي ويلاحظ المدخن ( السابق ) أنه لايعاني من أي ضيق تنفس عند القيام بنشاطات جسدية.

- بعد مرور سنة تقل نسبة احتمال الإصابة بأمراض القلب والشرايين إلى النصف، وكلما مر الوقت قلت النسبة.

- بعد مرور نحو 10 سنوات تقل مخاطر الإصابة بأمراض التدخين كسرطان الرئة إلى نسبة توازي احتمال حدوثها عند غير المدخنين

علما أن مجلس الفقه الإسلامي قد حرم التدخين، وسنقف كلنا أمام الله يسألنا عما عملنا للمحافظة على هذا الجسم، وما سببنا له من مضار، ونحن نعلم أن التدخين حرام، فانظر بماذا ستجيب الله تعالى في هذا الموقف العظيم؟

نرجو من الله حسن الخاتمة ودوام العافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات