كيف أتعامل مع خطيبي وأكسر حاجز الخجل فيما بيننا؟

0 547

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة مخطوبة لشاب من قريتي، ولكنه مسافر منذ صغره إلى ألمانيا، ومنذ أكثر من سنة كانت خطوبتنا، وقبل 4 أشهر تم عقد القران، والآن نحن ننتظر الفيزا فقط، ومع أني أعلم بأنه يحبني ويحترمني كثيرا، إلا أن المشكلة أننا لا زلنا إلى اليوم نتعامل بشكل رسمي، وكل واحد منا يحتفظ بخصوصياته له، وهذه الفكرة تزعجني كثيرا، وأود التخلص منها، مع العلم أن سبب هذه المشكلة قد يكون خجلي أمامه وخجله أمامي أيضا، كما أنه لم يزرنا في هذه السنة إلا مرتين، وأخاف من هذه المشكلة كثيرا، وأرغب في أن تزول.

أرجو المساعدة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mira حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل، ونشكر لك هذا النضج، ونؤكد لك أن الأمور ستسير في الطريق الصحيح، فكونه يحترمك ويحبك، والمشاعر متبادلة، فهذا هو الأساس، أما ما بعد ذلك من توسع فمن المصلحة أن لا يكون إلا بعد الرباط الشرعي، وبعد إتمام مراسيم الزواج، فالحب الحقيقي الحلال الجميل الكامل هو الذي يحدث بالرباط الشرعي، ويحدث باللقاء الشرعي، ثم بعد ذلك يزداد بالتعاون على البر والتقوى وبالتفاهم رسوخا وثباتا.

وبالعكس فالذي يحافظ على التيار العاطفي قبل الزواج وقبل الدخول يسعد بعد ذلك، بخلاف من يتوسع في المكالمات والمراسلات والممارسات، فإنهم يبدؤون حياتهم بفتور وبشيخوخة مبكرة، لأن العاطفة تصاب بالجفاف، والفترات الأولى لا تخلو أيضا من إشكالات من الناحية الشرعية، أما بعد العقد وبعد الدخول وبعد الزفاف تصبح الزوجة لزوجها والرجل لزوجته، يحل كل واحد منهما للآخر، ويأخذون راحتهم، وعند ذلك يحتاجون إلى وقت فعلا ليتأقلموا على كثير من الأمور.

ونحب أن نؤكد بأن الفكرة كيف أتزوج دون أن نتعرف ودون أن نتوسع غير صحيحة لاعتبار الآتي:

فالاعتبار الأول: لأن مسألة طبيعة العلاقة في المرحلة تنبني على المجاملة، فلا تعطي الحقيقة، فأبخل الناس يظهر الكلام، وأسوأ الناس يظهر الكلام الجميل، ولذلك الإسلام لا يبني على هذه الأوهام.

الاعتبار الثاني: أن هذه الفترة التوسع فيها قد يجلب مشكلات في مستقبل الأيام، ولذلك حتى الغربيين الذين توسعوا في هذا أدركوا أن الممارسات خارج الأطر الشرعية هي المسئولة عن أكثر نسب الفشل عندهم، وهذه دراسات رسمية عندهم.

ولذلك الذي حصل عندكم -إن شاء الله تعالى- سيكون فيه خير، والإسلام بإعجازه يركز على الدين، والأخلاق، والانطباع، والنظرة الشرعية، فإذا حصل الارتياح والانشراح، فإن كل أمر يصلحه الدين، وكل كسر يجبره الدين، ولكن ما لكسر قناة الدين جبران.

فاطمئني – يا بنيتي – ولا تنزعجي، ونسأل الله أن يجمع بينك وبينه على الخير، ويسعدنا أن تتواصلوا مع الموقع في حال حاجتكم إلى أي إرشادات خاصة في بداية حياتكم الزوجية، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات