كيف أعيش إنسانا سويا دون قلق ولا توتر؟

0 318

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الدكتور محمد عبد العليم: تحية وتقدير وشكر لما تقدمه لنا من استشارات مفيدة, جعلها الله في ميزان حسناتك.

أنا مهندس موقع مصري, أعاني من ضيق دائم في الصدر والخلق, وأعاني من التوتر الداخلي والخارجي الدائم منذ الصغر, ومن العصبية الزائدة, ومن سرعة الاستفزاز والانفعال والتمرد, وردود أفعالي دائما مبالغ فيها في عملي, وفي بيتي, ومن أتفه الأسباب (بعمل من الحبة قبة)؛ مما جعل عموم الناس في عملي وفي بيتي ينفرون مني, ومن أسلوبي العنيف.

تركيزي في الغالب يكون ضعيفا, وذهني شارد, ومشتت التفكير, وعندما أدخل مع أحد في حديث غالبا ما ينتهي دون أن أستوعب أي شيء، فتركيزي ضعيف جدا, وأشعر دائما أني أبدأ في صراع مع الزمن في كل شيء, في حياتي, في أكلي, في صلاتي, في عملي, في كل شيء.

عندي -ولله الحمد- عزيمة قوية وإرادة, تغلبت على أشياء كثيرة في حياتي, ولكن تلك الصفات لم أستطع التخلص منها للأسف.

أريد أن أحيا حياة طبيعية مثل باقي البشر, وأريد أن آخذ الأمور ببساطة وهدوء, وليس مثلما يصفونني، أريد أن أستمتع بحياتي في عملي, وفي بيتي مع زوجتي, وأبنائي, دون توتر وعصبية, وشدة أعصاب, وضيق صدر وخلق.

أريد أن ينشأ أبنائي في جو سوي هادئ, ولا يكونوا مثلي، فقد قرأت استشارات كثيرة في الموقع, وأعجبني الكثير منها, ولكنني أريد العلاج المناسب لحالتي لأنني تعبت, وعانيت الكثير والكثير.

وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وفي شخصي الضعيف، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أخي: أنت رجل منجز والحمد لله تعالى، كونت الأسرة، تعلمت، لديك الوظيفة المحترمة، فأنا مطمئن أن نمطك في الحياة هو نمط صحيح، والأعراض والعلل البسيطة التي تعاني منها لم تعطلك، وهذا أيضا نعتبره أمرا إيجابيا.

تقدير الإنجازات على النطاق الشخصي يجعل الإنسان يحس بالرضا والإشباع الداخلي، وهذا يؤمن صمامات النفس ومحابسها ليحول الانفعالات السلبية إلى انفعالات إيجابية.

ما تعاني منه لا أعتبره مرضا، إنما هي ظاهرة، الذي يظهر لي أن الطاقات القلقية المحتقنة لديك هي كانت السبب في نجاحاتك، لكن في ذات الوقت يظهر أنها أكثر من المطلوب، لذا تطفح في بعض الأحيان مما يؤدي إلى هذا الغليان الداخلي وسرعة الانفعالية وتشتت الذهن.

هذا الأمر علاجه -إن شاء الله تعالى- ليس بالصعب، ما دمت مدركا لصعوباتك، ومن أفضل وسائل العلاج هي التعبير عن الذات، وتجنب الاحتقانات النفسية، وأن تقبل الناس كما هم لا كما تريد، روض نفسك على هذا، وحاول أن تجد للناس الأعذار حين يخطئون، وكما ذكرت لك التعبير عن الذات مهم ومهم جدا.

النقطة الثانية هي: ضرورة ممارسة الرياضة، الرياضة ذات فائدة عظيمة جدا، وتمتص الشوائب والطاقات النفسية السلبية والمنحرفة.

ثالثا: تمارين الاسترخاء هي أيضا ضرورية ومهمة، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطبق ما بها من إرشاد.

رابعا: أكثر من التواصل الاجتماعي، وكن من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وكن من المحسنين، ويجب أن تكون لك رفقة ممن هم نماذج طيبة في الحياة، ذوي الأخلاق الحسنة، العافين عن الناس، أصحاب البشاشة، وأخذ هذا النموذج يؤدي إلى نوع من التطبع الإيجابي الذي يعود عليك بخير كثير.

وأذكرك أيضا بأن بر الوالدين والرفق بهما والإحسان إليهما له عائد إيجابي جدا على النفس، خاصة في امتصاص الانفعالات السلبية.

أعتقد أنه ليس هنالك ما يمنع أن تتناول أدوية بسيطة، وأنا أرى أن عقار (موتيفال/ميرتازبين) والمتوفر في مصر سيكون جيدا في حالتك بجرعة حبة إلى حبتين في اليوم، أيضا عقار (فلوناكسول/فلوبنتكسول) وقوة الحبة هي نصف مليجراما، إذا تناولته أيضا لمدة شهر أو شهرين ثم عند اللزوم، هذا أمر جيد، كذلك يوجد بديل ثالث وهو عقار (دوجماتيل/سلبرايد) أيضا بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين أو ثلاثة، لا بأس في ذلك أبدا.

أنا لا أعتقد أبدا أنك في حاجة لأدوية قوية أو مضادات للاكتئاب، أو شيء من هذا القبيل، موضوعك هو مجرد طاقات نفسية محتقنة مرتبطة بشخصيتك، فتغيير المنهجية والأسلوب ونمط الحياة والتفكير الإيجابي والممارسات التي تحدثنا عنها أعتقد أنه سوف يكون كافيا جدا.

أتاني بعض الشك أنك ربما تكون تعاني من داء فرط الحركة الزائد مع تشتت التفكير، لكن لا أعتقد أن هذا صحيحا.

للفائدة أيضا راجع العلاج السلوكي للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات