لدي آلام في الفخذ تزداد عند قيادة السيارة.. أفيدوني

0 571

السؤال

السادة الأفاضل:
تحية طيبة،،،، وبعد:
فنشكر موقعكم الرائع والذي يستفيد منه الجميع.

في آخر سفرة لي وقفت زمنا طويلا على الحدود لأكثر من 10 ساعات و 9 ساعات قيادة، بعدها أحسست بحرق وخدر في الجهة الجانبية في الفخذ الأيمن, وبعدها بدأ الألم يخف تدريجيا, راجعت طبيب أعصاب وعمود فقري وطلب مني صورة MRI وظهر عندي دسك خفيف غير ضاغط على الأعصاب بين الفقرة الرابعة والخامسة, ومن وقتها أصبحت أفكر كثيرا، وبدأت كعادتي -القلقة والمتوترة- أعطي الموضوع أكبر من حجمه، وبدأت الوساوس.

مع العلم أني تعرضت لنفس الألم عام 2007 ولكني لم أعره اهتماما، فبعد راحة 15 يوما اختفى الألم نهائيا, ولكن هذه المرة صرت أتضايق عند الجلوس أو القيادة، وبدأت أشعر بألم في الفخذين, وبعد فترة شعرت بألم في منطقة البروستاتا بعد الجماع، وعملت التحاليل اللازمة وأشعة التراساوند -والحمد لله- كل شيء طبيعي، والبروستاتا حجمها جيد، ووزنها 14 جم.

أشعر الآن بنغزات وألم في منطقة الفخذين، خاصة عضلات الفخذين التي تتحرك عند قيادة السيارة, لكني عندما أمشي أرتاح ولا أحس -بفضل الله- بأي ألم, وأيضا عندما أنام لا أحس بأي ألم أو إزعاج فيا رب لك الحمد.

وعند الاستيقاظ من النوم لا أشعر بأي ألم، ولكن خلال النهار وعندما أبدأ في التفكير تبدأ الآلام في الفخذين، ولكن الجهة اليمنى أكثر من اليسرى.

أود الإشارة أني شخصية عندها توهم المرض، وأتوتر وأقلق كثيرا، وآمل منكم إفادتي بالعلاج المناسب لحالتي، مع خالص الشكر والتقدير لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ اياد محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن شاء الله أنت لست متوهما للمرض، أنت شخص حريص على صحتك، ونسأل الله لك العافية.
ما عانيت منه بعد الرحلة الطويلة والانتظار والقيادة لساعات طويلة، هو أمر طبيعي جدا أيها الفاضل الكريم، الذي حدث لك - كما أشارت صورة الطنين المغناطيسي – هو وجود هذا الدسك الخفيف والبسيط جدا، ونسبة للجلوس الطويل والانتظار لساعات طويلة حدث بعض الضغط البسيط على أعصاب الظهر في المنطقة بين الفقرة الرابعة والخامسة، وهذه العلة منتشرة جدا ومعروفة جدا.

فيا أخي الكريم: جسدك تفاعل بصورة طبيعية نسبة لوجود هذه العلة البسيطة والتي لا أريدك أن تعتبرها مرضا.

أود أن ألفت نظرك أنني قد اطلعت على دراسة بالرغم من أنها ليست تخصصي، لكن أشارت أحد الدراسات أن الطنين المغناطيسي هو بالدقة مبالغ فيها للدرجة التي قد يظهر تغيرات عضوية لدى بعض الناس دون أن يشتكوا من أي عرض، فعلى سبيل المثال: خمسة وأربعون بالمائة من عامة الناس إذا تم تصويرهم بالرنين المغناطيسي وتمت الملاحظة الدقيقة على الفقرات الظهرية - على وجه الخصوص – يتضح أن خمسة وأربعين بالمائة من الناس لديهم نوع من الدسك أو الغضروف البسيط، هؤلاء لم يشتكوا من أي عرض.

فيا أخي الكريم: أمرك بسيط جدا، وأعتقد أنه قد حدث لك نوع مما نسميه بالارتباط الشرطي، يعني أصبح يأتيك هذا التنميل والخدر في منطقة الفخذين متى ما قمت بجهد بسيط، وذلك ارتباطا لما حدث لك سابقا، حتى موضوع البروستاتا: الحمد لله سليم وأمورك كلها طيبة.

أعتقد أنك محتاج فقط لأن تقوم بفحوصات دورية، مرة كل أربعة أشهر، راجع طبيب الأسرة، هذا يبعدك -إن شاء الله تعالى- عن هذه الهواجس.

الأمر الثاني: حاول أن تعيش حياة صحية، الرياضة المناسبة، النوم المبكر، راحة البال، الغذاء المتوازن، الحرص على الصلاة في وقتها مع الجماعة، التفاؤل، مجالسة الأسرة، التميز الوظيفي... هذه حقيقة تجعل الإنسان فعلا يحس براحة كبيرة جسدية ونفسية، وركز على موضع الرياضة، في مثل عمرك مفيدة ومفيدة جدا.

ربما تحتاج لدواء بسيط جدا مضاد للقلق، ومن الأدوية التي أفضلها كثيرا في مثل حالتك العقار الذي يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد) وهو متوفر في المملكة في جميع الصيدليات، وسعره بسيط جدا ولا يحتاج لوصفة طبية.

الجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة، وقوة الكبسولة خمسون مليجراما، تناولها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحا وكبسولة مساء لمدة شهرين، ثم كبسولة مساء لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور محمد عبدالعليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
تليها إجابة الدكتور محمد حمودة أخصائي الروماتيزم والباطني فأجاب:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

فحسب وصفك للآلام فإن المشكلة ليست من الظهر؛ فالطنين المغناطيسي عندك لم يظهر أي علامات انضغاط أي من جذور الأعصاب في الظهر، وأن ما تعاني منه هو ما يسمى بانضغاط عصب سطحي حسي يخرج أعلى الفخذ من الناحية الخارجية، وهو عصب حسي فقط، أي أنه لا تتأثر أي حركة، وإنما يكون هناك شعور بالخدر أو التنميل أو الحرقة، وأحيانا يسبب ألما خفيفا في المنطقة الخارجية من الفخذ.

وهو يحدث عادة في سن بين 40-60 سنة، وقد يكون للملابس الضيقة دور أو السمنة، ويتم التشخيص من قبل طبيب الأعصاب أو جراحة الأعصاب بأن يضغط على مكان خروج العصب في المنطقة المغبنية الخارجية فتزيد الأعراض.

ويمكن ترك الأمر دون علاج إن كان الأمر خفيفا، فليس هناك أي مضاعفات من هذا المرض، وإذا كانت هناك معاناة كبيرة فيتم حقن ابرة كورتيزون حول العصب، وأحيانا تفيد الأدوية المضادة للاكتئاب في التخفيف من هذه الأعراض، وفي الحالات الشديدة قد يحتاج إلى جراحة -والحمد لله- أن الأمر بسيط عندك، إلا أن القلق والتوتر قد يؤدي إلى أن بعض الناس يحسون بآلام أكثر من غيرهم.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مواد ذات صلة

الاستشارات