أعاني من هواجس غريبة منذ الطفولة، مع أعراض نفسية أخرى.

0 296

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
في البداية أحب أن أشكر سيادتكم على هذه الخدمة الجليلة التي تقدمونها من خلال الموقع، ولدي عدة مشاكل هي:

1. أنا أعاني منذ الطفولة من هواجس غربية مثل: أن سكينا سوف تقطع شرايين يدي، وكنت لا أطمئن إلا إذا ربطت رسغ يدي برباط أو أغطي منطقة الرسغ بيدي الأخرى، ومثلا: أن سقف الحجرة سيسقط علي، فكنت أهرب منها، وحاليا تأتيني مثل هذه الهواجس على فترات متباعدة، وأنجح في مقاومتها أحيانا، وأفشل أحيانا أخرى.

2. لا أستطيع التركيز لمدة دقيقة واحدة في المذاكرة، وكلما حاولت التركيز أجد نفسي شارد الذهن في شيء آخر، أو في أحلام اليقظة، وبدأت أفشل دراسيا بعد أن كنت متفوقا، وأصبحت عملية المذاكرة من الأشياء الصعبة جدا بالنسبة لي.

3. أجد نفسي كثير من الأحيان أفكر كثيرا بأمر ما، وأعيد التفكير فيه كثيرا دون داع، وبتكرار لا فائدة منه، وأحس بقلق بسببه، وبعد فترة أحس بتفاهة هذا الشيء وأنه لا يستحق كل هذا.

4. أتوتر وأقلق من أتفه المواقف الحياتية.

5. أعاني من صعوبة في التفكير؛ حيث أشعر بتدافع الأفكار و(لخبطتها) وأحس بالتعقيد والتشوش، ويستمر الإحساس رغم محاولة ترتيب أفكاري.

6. قلق اجتماعي وخجل، خصوصا مع الجنس الآخر.

7. لدي حالة من الكسل واستصعاب القيام بأي شيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التجارب النفسية والفكرية التي كانت تمر بك في أثناء الطفولة هي نوع من الوسواس القهري، والطفل حتى وإن كان في الطفولة المتأخرة كثيرا ما يختلط ويتمازج لديه الفكر الخيالي بالفكر الحقيقي، ومن هنا قد تتسرب الوساوس إلى نفس الطفل، ما ذكرته هو مثال حقيقي ومؤكد للوساوس القهرية، بعد ذلك استمرت معك عملية الوسوسة، وبالطبع الأعراض لا تسير على وتيرة واحدة، فهي قد تزداد وقد تنخفض حسب الحالة النفسية والمثيرات الخارجية.

موضوع تشتت الذهن وعدم القدرة على التركيز بصورة جيدة هو من الأعراض المصاحبة للقلق الوسواسي، وربما يحدث أيضا نوع من عسر المزاج الثانوي.

الخجل أو القلق الاجتماعي: لا تهتم به كثيرا، فهو جزئية بسيطة جدا من عملية القلق والوسوسة التي تعاني منها.

الكسل والخمول: يجب أن تستعيذ بالله تعالى منه، استعذ بالله تعالى من الهم والغم والعجز والكسل، وكن شابا مثابرا ونشطا، والنشاط يأتي للإنسان من خلال تنظيم الوقت، والإصرار على تنفيذ ما يجب تنفيذه في وقته وساعته وبالصورة الممتازة، ممارسة الرياضة أيضا تعتبر أمرا هاما.

أنا أفضل أن تقابل طبيبا إذا تمكنت، وإذا لم تتمكن أرجو أن تقوم ببعض الفحوصات الضرورية، هذه يمكن أن تقوم بها عند الطبيب العمومي، والفحوصات تتمثل في معرفة نسبة الدم على الأقل، وكذلك وظائف الغدة الدرقية.

أيها الفاضل الكريم: سوف تستفيد كثيرا من أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، ومن أفضل هذه الأدوية العقار الذي يعرف تجاريا باسم (مودابكس) في مصر، ويسمى أيضا (لسترال) و(زولفت) واسمه العلمي هو (سيرترالين) دواء رائع جدا، لكن يجب أن تستصحب الدواء بالإجراءات السلوكية الأخرى التي تحدثنا عنها، وهي ضرورة تنظيم الوقت، وأن تكون فعالا من الناحية الجسدية والرياضة.

أضف إلى ذلك لابد أن تلتزم بصلاتك في وقتها، الصلاة تعلم الإنسان الانضباط، وتزول عنه الهم والغم والكسل، لا شك في ذلك، وذلك بجانب احتساب الأجر عند الله تعالى.

يجب أن تكون دائما إيجابيا في تفكيرك، فأنت في مرحلة سنية يكون فيها ذهن الإنسان متقدا وقويا، وإذا نظم الإنسان وقته واستفاد من هذا الوقت بالصورة الصحيحة يمكن أن ينجز الكثير والكثير، واسع لأن تكون من الطلاب المتميزين، ولابد أن يكون لك حضورا اجتماعيا جيدا.

جرعة المودابكس في حالتك هي جرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجراما) يتم تناولها ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعلها حبة كاملة – أي 50 مليجراما – تتناولها ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 25 مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات