أعاني من اكتئاب شديد وخوف، فهل الجلسات الكهربائية تفيدني؟

0 452

السؤال

السلام عليكم

أعاني من اكتئاب شديد، وخوف منذ زمن طول الوقت، وأحاول تهدئة نفسي ما استطعت، حاولت الابتعاد عن الاكتئاب بالسفر ومخالطة الناس، ولكن دون جدوى، تعبت منه، وما أتعبني أكثر هو شدة القلق وانتظار زواله، مللت منه أشد الملل، وأصبحت أخاف أن أظل مكتئبة مدة عمري!

جربت عدة أدوية، ولكن بدون فائدة، أصبحت الدورة عندي مضطربة بسبب شدة القلق، أحاول بقدر الإمكان تجاهل المرض، ولكن بدون فائدة، أخذت جلسات سلوكيه، ولكن لم تنفع معي.

استثمرت وقتي من الصباح إلى وقت النوم، حتى النوم لم أستطع أن أنام نوما جيدا من شدة القلق بالعديد من الأنشطة، ولكن انتظار السعادة لا يفارقني.

أريد أن أنجب، أريد أن أصبح أما، ولكن الاكتئاب والقلق الشديد منعني من الحمل، أريد الاستمتاع بالحياة ولكن لم أعد أجد لها متعة، تراودني أفكار وسواسية شديدة وملحة، حاولت تحقيرها والابتعاد عنها لكن لم تفلح محاولاتي، عملت في إحدى الدور ولكن لم يذهب.

الآن أفكر بعمل جلسات كهربائية، هل تنصحوني بها؟ لأني مللت حياة الاكتئاب، مللت منه مللا شديدا، أصبح تفكيري كله مقلقا، حتى لو كنت أفكر في واجباتي اليومية، أفكر بقلق وانتظار للسعادة.

أفيدوني، هل تجدي معي الجلسات الكهربائية؟ لأني أريد نسيان ذلك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك لك تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله تعالى أن يفرج عنك وعنا وعن جميع المسلمين كل كرب وحزن وكدر وهم وغم وسوء ومكروه.

الذي أراه أن تصورك السلبي لنفسك ولذاتك ولمن حولك هو الذي أدى إلى الشعور بالضجر والكدر والتململ.

الحياة طيبة أيتها الفاضلة الكريمة، والإنسان من الواجب أن يستثمرها بصورة صحيحة، وأن يكون نافعا لنفسه ولغيره، هذا يعطيك الشعور بالرضا والإشباع مما ينتج عنه زوال الاكتئاب، إن شاء الله تعالى.

من أجمل الأشياء أن يدير الإنسان حياته، لأنه يستطيع أن يديرها، لكنه لا يستطيع أن يدير أمر موته، لذا يعمل الإنسان لما بعد الموت من خلال آليات فعالة معروفة لدينا.

أنت - إن شاء الله تعالى – بخير، وستظلين بخير، وأمامك فرصة كبيرة جدا لأن تعيدي هيكلة تفكيرك، ومن أهم الأشياء التي تشعر الإنسان بالرضا هي حسن إدارة الوقت، والاستفادة منه.

حسن إدارة الوقت لا تعني أبدا أن أقضي كل عمري وحياتي في العمل، لا، من حقك أن ترتاحي، أن تنامي، أن ترفهي عن ذاتك، أن تكثري من الاطلاع والمعرفة، ودائما اجعلي صلتك وقوتك مع الصالحات النافعات اللاتي تحسين بالطمأنينة في وجودهن وبجانبهن.

أنت سيدة فاضلة، وأنت متزوجة، وإن شاء الله تعالى ترزقين الذرية الصالحة، وجهي طاقاتك نحو الفكر المستقبلي الإيجابي، بر الوالدين يجب أن يأخذ مقاما عظيما في حياتك، الكلمة الطيبة، مساعدة الآخرين، الشعور بآلامهم، وأن تكوني دائما يدا عليا وألا تكوني يدا سفلى، هذا فيه خير كبير ويهزم الاكتئاب ويعطيك الشعور بالرضا كما ذكرت لك.

بالنسبة للعلاج الكهربائي: لا أراه مناسبا لحالتك أبدا، ليس لأن العلاج الكهربائي خطير، لا، هو أصبح علاجا سهلا وممتازا جدا من ناحية السلامة بعد الآليات والتكنولوجيا الجديدة التي أدخلت، لكن أصلا الاكتئاب المصحوب بأعراض وسواسية لا يستفيد صاحبه أبدا من هذا العلاج، على العكس تماما هنالك أبحاث كثيرة جدا تشير أن العلاج الكهربائي قد يكون مضرا، ولا أرى أن حالتك بالعمق واليأس والسأم والسوداوية التي تجعلنا ننصحك بالعلاج الكهربائي.

أنا من الذين يعرف عنهم تماما أنني أميل كثيرا للعلاج الكهربائي، حتى في وسط زملائي يتحدثون عن هذا، لكن لا أقوم بهذا الإجراء إلا في حدود أعرف أن المعايير التشخيصية منطبقة عليها.

أنت لست في حاجة لعلاج كهربائي، لكن أرجو أن تتواصلي أيضا مع طبيبك، وتأخذي برأيه، أنا أرى أن مضادا واحدا للاكتئاب إذا أخذته بجرعة نافعة وفعالة وصبرت عليه سوف تستفيدين كثيرا، عقار يعرف تجاريا باسم (سيمبالتا) ويعرف علميا باسم (ديولكستين) ممتاز جدا وفاعل جدا، لكن الأمر يتطلب أن تصبري على الجرعة التمهيدية، ثم تنتقلي للجرعة العلاجية، ثم بعد ذلك الجرعة الوقائية، وفي ذات الوقت مجاهداتك على النطاق السلوكي الذي تحدثنا عنه مهمة وضرورية جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات