تخاصمت مع صديقي فأصبتُ بالاكتئاب وتغير المزاج

0 464

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 24 سنة، منذ بضعة أشهر واجهني إحساس عجيب، وهو أنه كان لي صديق وتحدثنا يوما عن بعض الأمور، وخلال حديثنا أردت أن أمزح معه، وأداعبه فقط، فمزحت مزحة معه في الكلام، ولكني لم أكن أعلم أن هذه المزحة ستكون سبب افتراقنا، وبعدما تخاصمنا أنا وصديقي جلست 4 أيام لا يحدثني، ولا أحدثه، وطلبت منه المسامحة، لكن بلا جدوى.

في اليوم الخامس أحسست إحساسا غريبا جدا، لا أعلم ما هو، أحسست ألا أحد في هذا الكون يريدني، أو يتحدث معي، وكأني وحيد في الكون، وشعرت بشيء تغير في منظري لا أعلم، لست أنا الذي كنت في أيامي السابقة مع صديقي!

بعد خصامنا جلست في المنزل شهرين متواصلين، كنت أجلس في المنزل، وأعتقد أني أصبت باكتئاب، والتفكير السيئ، وتغير المزاج، وأصبحت لا أميز اليوم.

بعد فترة أتى لي صاحبي، واعتذر لي وقبلت عذره، ولكن حياتي تغيرت، أصبحت لست أنا الذي كنت في الماضي، تغيرت حياتي، شعور متغير، أو الصدمة أثرت في إلى يومنا هذا.

مزاجي صعب في كل يوم، أفكر وأنا على فراشي وأسأل نفسي: هل يومي جميل أم لا؟ ولكن تراودني إجابة داخلية تقول لا أدري! نومي أصبح صعبا، وأصبحت أعاني من أرق، فذهبت لإحدى الصيدليات، وقلت له: عندي أرق، فأعطاني دواء اسمه PASSLFLORE لكني لم أحرص عليه.

مزاجي صعب، وأعاني من الصداع، ولا أعلم ماذا أصابني اكتئاب، أم قلق وتوتر؟! لا أعرف! أخاف كل مساء، وأقول لنفسي هل سأنام اليوم أم لا؟

أخاف حتى السفر مع أهلي أو أصدقائي، حينما يراودني سؤالي عن النوم.
لا أريد حالتي هذه أن تدوم، فأرجو منكم المساعدة، وكتابة العلاج المناسب لحالتي.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحدث الذي حدث بينك وبين صديقك بالفعل كان فوق التوقع، ولكنك تعاملت مع الموضوع بحكمة، وما قمت به هو الواجب، فقطعا لا يحل لأحد أن يقاطع أخاه فوق ثلاثة أيام، وأنت بدأت بالسلام، وهنا كنت أنت الأفضل، وكنت الذي أردت أن تحل هذه الإشكالية التي بينك وبين صديقك.

عموما يظهر أنك شخص حساس، ولطيف، ومرهف الوجدان، وأقول لك: لا تتأثر بمثل هذه المواقف، كن أكثر سلاسة، فالحياة لا تستطيع أن تتحكم فيها بكل شيء، خاصة على الآخرين، اقبل الآخرين كما هم لا كما تريد.

وسع دائرة علاقاتك وصداقاتك، واجتهد في عملك، واجتهد في عباداتك، خاصة الصلاة مع الجماعة، هذا ينفعك ويفيدك كثيرا.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: أنا لا أرى أنك محتاج لدواء قوي؛ لأنك بالفعل لا تعاني من الاكتئاب، إنما هو فقط عدم قدرة على التواؤم والتكيف نسبة لما حدث لك مع هذا الصديق، ونسبة للهشاشة النفسية والحساسية البسيطة الموجودة في شخصيتك.

من الأدوية التي تفيدك دواء بسيط جدا مضاد للقلق يعرف تجاريا باسم (زولفت)، واسمه الآخر (لسترال)، أو (جنبريد)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين)، وهو متوفر في المملكة العربية السعودية، وزهيد السعر جدا، ومفيد، وسليم.

تناوله بجرعة خمسين مليجراما – أي كبسولة واحدة – ليلا لمدة أسبوع، ثم اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة ليلا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات