أعاني من خمول وكسل وتقلب المزاج... فهل من علاج؟

0 390

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا أدري كيف أسأل، وكيف أشرح حالتي! فأنا أشعر بتشتت في ذهني وعدم تركيز، ولكن سأحاول وأظن أني أعاني من اكتئاب مزمن, وأعاني من مزاجي المتقلب دائما, ومن عصبية زائدة عن الحد, وكسل وخمول كظلي لا يفارقاني مع تأنيب الضمير؛ لأني مسؤولة عن زوج وأطفال, ولكني لا أقدم لهم شيئا.

أخشى الموت, ولا أحد منهم يذكرني بخير, أو يذكر أني قدمت لهم شيئا, ولكن كل هذا خارج عن إرادتي, وأشعر بالمسؤولية تجاه والداي, وذلك أني أرغب بمساعدتهم, ولكني لا أستطيع كوني ربة منزل, ولا أعمل, وهذا الإحساس يخنقني وأشعر بعدم الراحة.

ليس لدي الرغبة بأي شيء, ولا أهتم بأي شيء, وأكره زيارة أحد لي, أو أن أذهب لأحد, كان طموحي كبيرا في السابق, ولكني وللأسف لم أعد كالسابق, أفتقد الرغبة وروح المبادرة, والاهتمام والنشاط والحيوية, كما أني بت مؤخرا أعاني من ذبذبات في رأسي كالكهرباء حين أنهض أو أمشي قليلا، وأوجاع وآلام في كامل جسمي, وأشعر بثقل في رأسي.

فما هي حالتي يا أهل الاختصاص؟ فأنا لا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي, وأخجل جدا من التفكير في ذلك.

أسأل الله لي ولكم التوفيق في الدنيا والآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ haifa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك معظمها جسدية، لكن الذي يظهر لي أن منشأها نفسي، وأعتقد أنك تعانين من درجة بسيطة إلى متوسطة من القلق الاكتئابي.

أنت لست بحاجة للذهاب إلى طبيب نفسي، لكنك بحاجة لأن تذهبي لطبيب الأسرة، طبيب الرعاية الصحية الأولية، اذهبي هناك وقابلي الطبيبة، احكي لها كل الأعراض التي تعانين منها، الطبيبة سوف تقوم بإجراء بعض الفحوصات الضرورية، مثل التأكد من نسبة السكر والدم والدهنيات ووظائف الكلى ووظائف الكبد، ومستوى فيتامين (ب12) وفيتامين (د)، وكذلك وظائف الغدة الدرقية.

هذه فحوصات أساسية سوف تقوم الطبيبة بإجرائها، وعلى ضوء نتائج هذه الفحوصات سوف تقوم بإعطائك العلاج اللازم.

إذا اتضح أن الحالة هي حالة نفسية –حيث إن الأعراض نفسوجسدية، وهذا هو الأغلب– هنا سوف تقوم الطبيبة قطعا بإعطائك أحد مضادات الاكتئاب ومحسنات المزاج، ومن أفضلها العقار الذي يعرف تجاريا باسم (بروزاك)، ويسمى علميا باسم (فلوكستين)، وهو دواء معروف جدا لمعظم الأطباء في جميع التخصصات.

إذا أنت لست بحاجة أبدا لأن تذهبي إلى طبيب نفسي، وفي ذات الوقت –أيتها الفاضلة الكريمة– استشعارك للمسؤولية حيال والديك وبيتك وزوجك وأولادك يجب أن يعطيك حافزا ودافعا إيجابيا؛ لأن الإنسان الذي لديه مهام في الحياة يقوم بها يجب أن يعطيه الشعور الإيجابي، ولا تقللي من قيمة ذاتك أبدا، دائما قيمي نفسك تقييما إيجابيا، وزعي وقتك بصورة صحيحة، حاولي أن تقدمي أعمال المنزل في فترة الصباح، حاولي أن تنامي نوما مبكرا، وإن كان بالإمكان هناك وقتا للقراءة والاطلاع والتواصل الاجتماعي؛ فأعتقد أن هذا أيضا سيكون جيدا ومفيدا بالنسبة لك.

حالتك -إن شاء الله تعالى– بسيطة، ومن وجهة نظري يمكن احتواؤها تماما، فقط أرجو أن تذهبي وتقابلي طبيبة الرعاية الصحية الأولية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات