قلق واكتئاب بسبب المشاكل العائلية، ما علاج ذلك؟

0 187

السؤال

عمري 14 سنة، أعاني من الوسواس والقلق والاكتئاب، ولي سنة تقريبا على هذا الحال، بحثت كثيرا عن علاج ولم أجد، أنا لا أتحمل أكثر من هذا، وأعتقد أن السبب في هذا المشاكل العائلية التي حصلت قبل سنة تقريبا، وأحس بالوحدة، أرجو العلاج.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ishaq حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا تستعجل في تشخيص حالتك، وتعتقد أنك مصاب بالوسواس والقلق والاكتئاب، قد تكون لديك مجرد أعراض بسيطة، شيء من الشكوك والتردد والإحساس بالقلق البسيط، وعسر المزاج، هذا يمكن أن يحدث لأي إنسان تحت أي ظروف غير مواتية.

وأنت تحدثت أنه توجد صعوبات أسرية، هذه الصعوبات الأسرية ربما تكون ساهمت في ظهور بعض أعراض بسيطة لم تصل – الحمد لله تعالى – لدرجة المرض، وكما تعرف – أيها الابن الفاضل – هنالك أعراض وهنالك أمراض، الأعراض يعني (مثلا): القلق النفسي، يمكن أن يكون عرضا، الإنسان يقلق في بعض الأحيان، هذا لا يعتبر مرضا، لكن إذا ظل هذا القلق ملازما له وبقوة وبشدة وعطل حياته، وظل معه أكثر من ستة أسابيع، هنا نستطيع أن نقول إنه يعاني من مرض القلق، وليس من أعراض القلق، وهكذا توجد معايير تشخيصية.

لا أريدك أن تستعجل أبدا في أن تشخص حالتك، فهذا في حد ذاته نوع من العلاج، انظر إلى الحياة نظرة مختلفة، نظرة أكثر إشراقا وتفاؤلا وجمالا، إن كنت تتردد أو توسوس حول بعض الأشياء البسيطة، حقر هذا التفكير، وإن كنت تقلق اسأل نفسك: لماذا أقلق؟ أنا بخير الحمد لله، وإن أصابك الاكتئاب استغفر الله، واسأله أن يعافيك، وابحث عن رضا والديك، واجتهد في دراستك، ومارس الرياضة، واستمتع بحياتك، هذا كله علاج لهذه الأعراض التي تتحدث عنها.

الإنسان إذا حاصرته المشاكل داخل الأسرة يمكن أن يبتعد عنها بقدر المستطاع، وإن استطاع أن يساهم في حلها فهذا أمر جميل، وإن لم تستطع إما أن تعتزل بعض الشيء أو تكثر من التواصل مع أصدقائك، مع إمام مسجدك، مع المعلمين في المدرسة، وسوف تجد السند من جانبهم، المهم هو ألا تعطل حياتك، ألا تتشاءم، ولا أريدك أبدا أن تشخص نفسك أنك مكتئب.

هذا هو الذي أنصحك به، وإن خرجت الأمور من نطاق التحمل هنا حاول أن تذهب إلى الطبيب، أي طبيب، إذا كان طبيبا عموميا أو طبيبا باطنيا أو طبيبا نفسيا، سوف يقدم لك المساندة والعلاج المطلوب بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات