هل تصرفات العبد تبطل حب الله له؟

0 331

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل تصرفات العبد تبطل حب الله له؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونشكر لك هذا السؤال المختصر في كلماته العميق في معانيه ومضامينه، ونسأل الله أن يجعلنا ممن فاز بحب الله تبارك وتعالى، فليست المنزلة والرفعة أن يحب الإنسان، ولكن أن يحب من قبل العظيم سبحانه وتعالى، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا على طاعته، وأن يعمر قلوبنا بحبه سبحانه وتعالى، وأن يجعل حياتنا تدور على ما يحبه الله، حب العمل الذي يقربنا إلى حبه، وحب الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحب من ساروا على هدى الله وخطى النبي - عليه صلاة الله وسلامه -.

من رحمة الرحيم أنه لا يطرد العاصي من بابه، خاصة إذا كان رجاعا أوابا إلى الله تبارك وتعالى، والنبي – صلى الله عليه وسلم – قال في بعض أهل المعاصي: (دعه فإنه يحب الله ورسوله) أو (أما علمت أنه يحب الله ورسوله) ولذلك ينبغي أن يظل الإنسان يعمق معاني الحب لله عبر التعرف على الله العظيم، عبر النظر في آلائه وكونه المفتوح، عبر التدبر في كتابه وكلامه سبحانه، عبر الإكثار من ذكره وشكره وحسن عبادته، عبر الحرص على طاعته، لأن المحب لمن يحب مطيع، فنسأل الله أن يعينك وإياك على عمارة القلب بحب الله تبارك وتعالى، ونؤكد أن الذي يحب الله حتى لو وقع في الخطأ فإنه رجاع أواب معتذر ينكسر، يستحي من الله، يخاف من الله، يقبل على الله تبارك وتعالى، يندم، فإن الإنسان إذا أخطأ في حق من يحب في الدنيا يمتلئ حيرة وحياء وخجلا وانكسارا، فكيف إذا كان الخطأ في جنب الله الوهاب الرزاق واهب النعم؟ قال جل وعلا: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}.

الإنسان عندما يضع جرائره في كفة ونعم الله في كفة، فإنه عند ذلك سيشعر بالتقصير، ويعود إلى الله تبارك وتعالى، والله يحب التوابين ويحب المتطهرين، ويحب المتقين، ويحب المحسنين، فتتبعي هذه المعاني في كتاب الله، واكتسبي هذه الصفات، وإذا حصل منك خلل أو تقصير فكوني رجاعة، قال سبحانه: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا} تذكروا مباشرة فرجعوا إلى الله {فإذا هم مبصرون} لطريق الهداية والصواب.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات