عقدت على بنت عمي ولم أرها وأكلمها، فهل أعتبر ظالمًا لها؟

0 304

السؤال

السلام عليكم

أولا: أشكر لكم الإجابة على استفساراتنا وأسئلتنا، وجزاكم الله خيرا، ونفع بكم.

سؤالي الأول: عندما يقوم الرجل بجماع زوجته يبذل ويحرق جزءا كبيرا من الطاقة، وأثناء إيلاج عضوه الذكري في المهبل، فهل صحيح ما يقال أنه عندما يقوم بنزعه -إخراج العضو- يستعيد بعضا من الطاقة، والطاقة هذه تكون من زوجته؟

سؤالي الثاني: عرض علي عمي ( أخو الوالد ) الزواج من بنته، وقال لي إن ابنته تريدني، فوافقت، وقبل عقد النكاح أردت أن أراها أو أكلمها بالجوال، لكن أمها رفضت ووبختني، وعمي ضعيف الشخصية، وفي اليوم التالي عقدت عليها، ومرت الآن عشرة أيام تقريبا لم أكلمها، ولم أرها بسبب الإحراج، ولم أطلب أنا شيئا من ذلك، ولا هي أيضا، فهل لو تركت الوضع هكذا على حاله إلى يوم الزفاف أعتبر ظالما لها وقاطعا للرحم؟ علما بأني كنت سأحضر لها هدايا ثمينة قبل العقد، لكن الحمد لله على كل حال.

شاكرا لكم تعاونكم، وبارك الله في علمكم، ونفع الله بكم الأمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيما يتعلق بسؤالك عن الطاقة أثناء الجماع، فلا يستمد الزوج طاقة من زوجته عند إخراج القضيب، وبصورة عامة الجماع يحتاج لمجهود، ويتم بذل طاقة في أثناء الممارسة، ولكن في نهاية الجماع وبالقذف داخل المهبل تحدث الراحة النفسية والبدنية للزوجين، ومن ثم يستعيد الطاقة مع الوقت ومع الغذاء والراحة.
والله الموفق.
+++++++++++++++
انتهت إجابة د. إبراهيم زهران استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة، وتليها إجابة د. أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:
+++++++++++++++
نرحب بك ابننا الكريم، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونؤكد لك أن ابنة العم بالمنزلة الرفيعة، وهذا العم يشكر على عرض ابنته عليك، وتشكر أيضا على الاستجابة لطلبه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسعدكم، وما حصل من والدة الفتاة لم يكن صحيحا، وليس في مكانه، وأرجو أن تكرر الطلب بعد العقد، فإن الإنسان من حقه أن ينظر النظرة الشرعية، والتي اهتم بها النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال لمن خطب امرأة: (هل نظرت إليها؟) ثم قال: (انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا)، وقال للآخر: (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) فالشريعة تجعل النظر بين الخاطب والمخطوبة حق شرعي للطرفين، ورفض هذا الحق عدوان وتجاوز على هذه الشريعة.

ولكن على كل حال نتمنى أن يمر هذا الموقف دون أن تتوقف عنده طويلا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسعدك، والآن لا مانع أن تطلب من والدتك، أو من أهلك، أو من العقلاء، أو من عمك أيضا أن يتيح لكم ويهيأ لكما النظرة الشرعية؛ لأن هذه مسألة أساسية في تحقيق التوافق بين الزوجين، فالتلاقي بين الأرواح، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

أما موضوع الهدايا فلا حرج فيه، فستصبح زوجة لك، ومن حقك أن تقدم لها ما تريد، وأنت معذور في هذا الذي حصل، وفي كونك لم تقدم لها هدايا، فأنت أغلى هدية بالنسبة لها.

ولا شك أن هذه الممارسة هي رمز للسعادة واللذة والطمأنينة والاستقرار بالنسبة للطرفين، وهي من النعم الكبرى التي أباحها الله تبارك وتعالى لنا، وهي نعمة ينبغي أن نحمد الله تبارك وتعالى عليها، خاصة عندما يحرص الإنسان على الحلال، ولا يوجد سكن ولا طمأنينة ولا لذة كاملة إلا في الحلال على شريعة الله تبارك وتعالى، فإن العصاة الزناة لا يمكن أن يجدوا السكينة والسكن الوارد في قوله تعالى: {ليسكن إليها} وقوله: {لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة}، فالزاني يخاف قبل المعصية وفي أثنائها وبعدها، يخاف قبلها من أن ينكشف أمره، يخاف أثناءها من الفضيحة، يخاف بعدها من الأمراض، بخلاف الذي يتزوج بالحلال فإنه يمارس الممارسة وهو مطمئن وسعيد وشاكر لله تبارك وتعالى.

فنسأل الله أن يجعلنا ممن يتذوقون الحلال، وأن يغنينا بحلاله عن الحرام، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات