كيف نتصرف مع والدنا الذي يرفض تزويجنا؟ انصحوني

0 180

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي هي والدي وإخواني، لا أدري من أين أبدأ، أو ماذا أفعل، تعبت وتقدمت في السن ولا زال والدي يرفض تزويجي دون سبب، حيث أبلغ من العمر 28 سنة.

منذ أن بلغت 18 سنة تقدم لي الكثير من الشباب لخطبتي، ووالدي يرفض بحجة أنني محجوزة لابن عمي، مع العلم أن والدي لا يختلط بأعمامي، ولا يرغب بهم، ولكن حتى يصرف العريس عني، 11 سنة وأنا على هذا الحال.

قبل شهر تقدم شاب لخطبة أختي التي تصغرني بسنوات عديدة، فجاء والدي وأخبرني، ولم أكن مرتاحة للموضوع، علمت بعدها أنه جاء لخطبة أختي التي تصغرني بسنوات، فرفضت، فما كان منه إلا أن أعطاهم كلمة بأنني موافقة، وأنا لم أقتنع بما يجري، لأنه زواج باطل، المهم أن والدي أخذني للمستشفى لعمل فحص الزواج، وحينما علم الخاطب بحيلة أبي انسحب، وبعد أيام علمت أن أبي يريد الزواج من أخته المطلقة، ولكن لم تنجح حيلته.

تعبت نفسيتي، وعرفت أن والدي لا يريد تزويجي إلا لمصلحة تكون له، حتى أخواتي يرفض تزويجهن، والآن نحن 9 فتيات، وإخواني تعبت معهم، حتى أنني لا آخذ حاجتي إلا بعد ذل، أريد زوج يحترمني ويحترم قراراتي ويعينني، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تومي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يفرج همك، ويقدر لك الخير حيث كان.

لا شك أن هذا الوالد مقصر في القيام بما يجب عليه، ومضيع لما أمره الله -تعالى- بحفظه من حقوقك، وما كان له أن يحول بينك وبين الزواج إذا تقدم لك من هو كفؤ لك، ويمكنك الآن – أيتها البنت الكريمة – أن تأخذي بالأسباب التي تحاولين بها إقناع هذا الوالد بالقيام بواجبه، وذلك بالاستعانة بالعقلاء من الأقارب كأعمامك إذا كان بهم صلات، أخوالك، والده.

فإذا تقدم لك من تظنين فيه الصلاحية للزواج فبادري بالموافقة، وإذا لم يفد ذلك كله مع الوالد، فإن من حقك أن تتزوجي بالرجل الكفؤ إذا تقدم لك، ويجوز لك في هذه الحالة أن ترفعي أمرك إلى القاضي الشرعي ليلزم الوالد بأحد الأمرين: إما التزويج، وإما أن يتولى القاضي تزويجك بدلا عنه، لأنه ليس من حقه أن يعضلك عن الزواج.

نحن نقدر – أيتها البنت الكريمة – مدى المرارة التي تعيشينها، ونعرف أيضا سلطة الأعراف وصعوبة الخروج عن هذه العادات، ولذا فننصحك أولا باتباع الطريق الأول، وهو محاولة التأثير على الوالد والاستعانة بمن ينصحه ويذكره بلقاء الله تعالى وعاقبة الظلم للآخرين، فإن هذا أرجى -إن شاء الله- أن يتحقق به المقصود، ولكن إذا لم يتحقق ذلك فلم يبق بد من أن ترفعي أمرك إلى القضاء الشرعي، فإن القاضي هو الذي يرفع الخصومات والنزاعات بين الناس، وليس عيبا على المرأة أن ترفع أمرها للقضاء ما دام الولي متسلطا عليها بالظلم يمنعها من حقوقها.

نسأل الله تعالى أن يكون في عونك، وأن ييسر لك الأمر، ويقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات