الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهل مخطوبتي يريدون فسخ الخطبة وأنا متمسك بها، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا خاطب زميلة لي في العمل، وعلاقتنا -الحمد لله- على درجة عالية من التفاهم، وصار لنا أكثر من 3 أشهر، المشكلة في أهلها دائماً يختلقون المشاكل، ومع أول مشكلة -وأنا أراها صغيرة- يريدون أن ينهوا الخطبة وأن نقطع علاقتنا.

أنا والفتاة متمسكون ببعضنا، وقد توسط أحد العقلاء من أقاربهم ولكنهم رفضوا، فإنهم لا يبدون أي احترام لرغبة ابنتهم، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

الحديث عن الخلافات بين الأهل والخاطب، أو بين الأهلين هو أمر وارد ولا يدل على سوء أو حسن؛ لذا نريد أن ننصحك ببعض النصائح ولكن بعد أن نثبت العرش أولاً؛ فالعرب تقول: ثبت العرش ثم انقش.

تعلم -أخي- أن الزواج الذي يراد له الاستقرار والصلاح لا بد أن يقوم على أصول من أهمها: الدين فقد قال صلى الله عليه وسلم: (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ).

والمعنى كما ذكر أهل العلم: أن هذه مقاصد الناس في الزواج، فمنهم من يبحث عن ذات الجمال، ومنهم من يطلب الحسب، ومنهم من يرغب في المال، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها، وهو ما رغب فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).
يقول النووي -رحمه الله- في شرح مسلم: "الصحيح في معنى هذا الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر بما يفعله الناس في العادة فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع، وآخرها عندهم ذات الدين، فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين، لا أنه أمر بذلك ... وفي هذا الحديث الحث على مصاحبة أهل الدين في كل شيء؛ لأن صاحبهم يستفيد من أخلاقهم، وحسن طرائقهم، ويأمن المفسدة من جهتهم".

فإن كانت الفتاة صاحبة دين وخلق، وقد اطمأن قلبك لذلك بعد استشارة من يعرف حالها فهذه هي البداية الصحيحة، ثم بعد ذلك نذكر لك بعض النصائح:

1- اختلاف الآراء لا يدل مطلقاً على إرادة السوء أو تعمده لك أو لابنتهم، فهم أحرص الناس عليها وهي أحب الناس عندهم، وغالباً المشاكل تكون في اختلاف بعض وجهات النظر، فلا تتخذ موقفاً سلبياً منهم.

2- ليس من مصلحة حياتك الزوجية أن تضع الفتاة بين أهلها وبينك، بل الحياة الصحيحة السعيدة تعتمد على التوافق والتعايش والإعذار.

3- لا تحاول أن تكلم الفتاة من وراء أهلها أو تدفعها دفعاً لمخالفتهم؛ فإن هذا مضر بها وبك.

4- اجتهد أن تجلس مع والدها وأن تسمع منه، وأن تزيل بحكمتك كل ما ترى أنه خطأ.

5- إذا كانت لهم طلبات في حدود المتاح والمباح شرعاً فلا حرج من ذلك.

6- استشر أحداً من أهل الحكمة والعقل والدين من غير أهلك في كل خطوة تخطوها، أو طلب يطلبونه.

7- إذا وجدت الاختلاف محتدماً بينك وبينهم والإصلاح مستبعداً؛ فاستشر من ارتضيته في مسألة الزواج كلها من عدمها، ولكن بعد أخذ كل الأسباب والصبر عليها.

وأخيراً: لا تقدم على أمر ما حتى تستخير الله -عز وجل-، فالاستخارة أخي لا يعقبها إلا الخير.

نسأل الله أن يكتب أجرك، وأن يرزقك الزوجة الصالحة، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً