صديقي يعاني من قلق ورعشة تلازمه وتمنعه من مقابلة الناس

0 221

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي صديق يعاني من بعض الأعراض، ولقد أشرت إليه بحكم معرفتي بهذا الصرح الكبير لطرح مشكلته هنا؛ لأنه يمانع دائما الذهاب إلى أي طبيب نفسي بحكم العرف المجتمعي.

أول الحالات التي يشكوها خلاف الاكتئاب والحزن هو القلق الذي كان مستمرا لمدة سنة، وأكثر بسبب المستقبل، والوظيفة، وكلنا يعلم أن القلق طبيعي، وابن آدم لا يخلو من القلق، ولكن تطورت حالته قريبا إلى أن أصبحت حالته جسدية بحتة، فأصبحت الرعشة متلازمة له، وهو يعاني من الإحراج كثيرا حتى أنها منعته من مقابلة الناس، والانطواء بسبب هذه الرعشة التي لا تنتهي سواء قبل النوم، أو بعد النوم، ولكنها تخف قليلا بعد النوم، وأصبح لديه خمول في الجسد وانشداد بالعضلات، وتسارع في نبضات القلب، وجفاف في الفم، وضيق في التنفس، ونوبات هلع، ولكن نوبات الهلع تعالج منها سلوكيا بعد أن تفهم أن الوضع ليس عضويا بدون الذهاب إلى الطبيب.

ولكن الأعراض الأخرى لا زالت مستمرة مع رهاب بسيط بسبب الرعشة، وضيق بالتنفس، مع العلم بأن ثقته بنفسه عالية، ولكن أصبح مزاجه عصبيا جدا، ولكن يظهر لي بأن القلق والتوتر تغلغل بجسده خلال الأعوام الفائتة، فأصبحت أعراضها جسدية أكثر من أنها نفسية.

علما بأنه استعمل دواء الإندرال لمدة أسبوع، ولكن بالكاد لا تفارقه الرعشة، فهل من مثبطات لهذا القلق والتوتر والرهاب الخفيف؟

وما هي أنجع الادوية؟ وما كيفية استعمالها؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر هذا الصديق الذي نسأل الله تعالى له العافية والشفاء.

لقد طرحت مشكلته بصورة واضحة وجلية، وأعراضها في جلها أعراض نفسية، لكن هذه الرعشة المستمرة أعتقد أنها تتطلب فحصا طبيا، فحصا بواسطة طبيب الأعصاب، كما أن هذا الأخ – حفظه الله – يحتاج إلى بعض الفحوصات المختبرية.

حاول - أخي الكريم – أن تتحدث معه بأن يذهب إلى الطبيب، إما طبيب الأعصاب، وإن رأى أن ذلك فيه وصمة اجتماعية بالنسبة له يمكن أن يذهب إلى طبيب الأسرة، الآن معظم أطباء الأسرة مدربون تدريبا ممتازا في الحالات العصبية والنفسية، وسوف تكون فرصة جيدة جدا ليقوم الطبيب بفحصه فحصا شاملا، وقطعا سوف يرسله أيضا للمختبر لإجراء فحوصات الدم للتأكد من مستوى الغدة الدرقية، وفيتامين (ب12) وفيتامين (د)، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، والكولسترول والسكر، والأملاح، هذه كلها أساسيات طبية لا بد أن نهتم بها، ولا بد لهذا الأخ الصديق أن يقوم بها، وليس هنالك عرف اجتماعي يمنع الناس أن تذهب إلى الأطباء، من يتحدثون سلبا عن الطب النفسي أصبحوا الآن أقلية جدا، هنالك انفتاح تام -الحمد لله تعالى-، ونستطيع أن نقول أنه تجد كشف مرضى المنتظرين للمقابلة طويل جدا.

فنرجو – أخي الكريم – أن تقنع صديقك هذا، وكما ذكرت لك أعتقد أنه لن تواجهه مشكلة في الذهاب إلى الطبيب بالمركز الصحي أو طبيب الباطني أو طبيب الأعصاب.

بعد ذلك أعتقد أنه يحتاج قطعا لتغيير نمط حياته، تنظيم وقته، التواصل الاجتماعي، ممارسة الرياضة، هذا كله مفيد، وممارسة تمارين الاسترخاء أيضا ذات أهمية كبيرة.

تناول الإندرال دون معرفة التشخيص ليس أمرا صحيحا، الإندرال دواء سليم جدا، لكنه حساس أيضا، وموضوع الضربات، وموضوع الرعشة يجب أن نتعامل معه بحذر كما ذكرت لك.

بعد أن تكتمل الصورة – أي أن يتم الفحص، ومقابلة الطبيب، وإجراء الفحوصات – هذا الأخ في أغلب الظن سوف يحتاج لعلاج مثل عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل)، ويسمى علميا باسم (سلبرايد)، وربما أحد محسنات المزاج ومضادات المخاوف مثل: يعرف باسم (زولفت)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين)، ويسمى تجاريا أيضا باسم (لسترال).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات