أحس أني في حلم وأعاني من التنميل وكثرة التفكير.. أفيدوني

0 351

السؤال

أنا أدرس في أمريكا وأصبت باكتئاب، ومع الوقت كل شيء بدأ يصعب علي، وأثر هذا على دراستي، وبدأ يصعب علي الفهم، وصرت أنسى كل شيء مع أني متفوق دراسيا جدا، ولم أكن أعرف ما الذي أصابني، وأصبت بمشاكل مع الناس، بدأت لا أتقبل أحدا، حتى أعز أصحابي تخاصمت معه، وبدأت تضعف ثقتي بنفسي.

وحاولت أن أكون طبيعيا عقبها وأختلط مع الناس، وأضبط أموري من جديد، وكنت لا أستطيع ضبط نفسي، وصرت غبيا جدا، وهذا كان يجعلني أتهرب مع أني أتمنى أن أخرج وأختلط من جديد، وأرجع لطبيعتي.

كنت دائما متفوقا، ولكن الآن نزل مستواي، أحاول أن أفهم، لكني لا أستطيع، لا أستطيع تذكر حتى الأشياء التي درستها من قبل، هذا أثر بي كثيرا.

ذهبت لدكتور نفسي، وقعدت معه ساعة، وشخص حالتي وقال: عندي اكتئاب، والاكتئاب لا زال موجودا، وهو الذي عمل كل هذا، ووصف لي دواء اسمه citalopram.

عقبها بأسبوع رجعت للسعودية إجازة، لكن أيضا حالتي ظلت متدهورة وصرت لا أخرج، ولا أعمل شيئا مع أني أريد أن أرجع لطبيعتي؛ لأني كنت دائما أساعد الوالد في أعماله، لكني عجزت -حتى لو حاولت- فالنسيان وضعف الاستيعاب كان يؤثر علي، ويزيد اكتئابي في كل مرة أحاول أن أعدل من نفسي، مع أني مستمر على الدواء وأحاول أن أكون طبيعيا.

صرت أربعا وعشرين ساعة أفكر، وكل شيء من حولي يزيد اكتئابي؛ لأني صرت غبيا بقوة لدرجة أني أحس بعض الأحيان أن أختي الصغيرة أذكى مني، والنسيان زاد أكثر لدرجة أني بدأت لا أتذكر أشياء قديمة حصلت معي، ولا أتذكر الأشياء القريبة أيضا.

الآن صار لي شهر ونصف متراجعا وزدت جرعة الدواء، وحالتي متدهورة، أفكر أن أنتحر بعض الأحيان بسبب حالتي، ثم أتعوذ من الشيطان، وصرت أربعا وعشرين ساعة أفكر بالذي أعاني، وأقرأ في الانترنت عن الأمراض النفسية مع أني أحيانا أقرأ نفس الموضوع أكثر من مرة؛ لأني نسيته، ولكني أرتاح.

الوالد لم يتقبل مرضي، ويقول أنه بسبب كثرة النوم، والوالدة متفهمة للوضع، والمهم أني متدهور نفسيا.

أحس أني في حلم وأحيانا أحس بتنميل في رأسي، وأبدأ أحك رأسي، علما أني أدخن، وكنت كلما دخنت أحس بوجع في الأعصاب، وأحيانا بدون دخان أحس بوجع، وأحس بوجع في الأعصاب في طرف رقبتي اليمين من الوراء، والآن بدأ يخف الإحساس به، وبدأ إحساس اللمس يضعف عندي، وكنت إذا لمسني شيء أحس به بقوة، لا أدري ما الذي يدور حولي أحس أني فقدت الاتصال بالعالم الواقعي، مع العلم أنه لا تأتيني أي هلاوس لا سمعية ولا بصرية.

أعرف أني فصلت بقوة، لكن هذا الذي عرفت أن أكتبه وأتذكره من أجل أن أكون دقيقا أكثر وألا يكون هناك اشتباه.

أفيدوني: هل هذه مشكلة نفسية أم عضوية، وما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جهاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاكتئاب النفسي من أكبر الأسباب المعروفة لاضطراب التركيز، والشعور بالإجهاد النفسي السريع، مع ظهور الإحباط، والشعور بالكرب والكدر، هذا هو الاكتئاب النفسي، وهذه هي أعراضه، وأنت تقريبا تعاني من بعض هذه الأعراض، وهذه السمات، لكني أعتقد أن الإشكالية الرئيسية في حالتك هي التفكير السلبي، واعتمادك على الأدوية اعتمادا كاملا.

الذي أراه هو أن تتخذ الخطوات التالية:

أولا: إذا كان بالإمكان أن ترجع وتقابل الطبيب النفسي مرة أخرى لمراجعة التشخيص – هذا مهم جدا –، لا نريد الناس أن تعتمد على تشخيص قيل لهم في وقت سابق، أنا أحب أن يراجع الناس أطباءهم؛ لأن الأمراض النفسية لا تسير على وتيرة واحدة لدى بعض الناس، حتى الاكتئاب النفسي قد يتغير، قد يتبدل، تدخل عليه سمات مرضية أخرى، وهكذا.

فإن كان بالإمكان أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي لمراجعة التشخيص، هذا أولا، ثم لوضع الخطة العلاجية الجديدة، وإن تأكد أن تشخيصك هو الاكتئاب –وهذا هو الغالب–؛ فهنا أقول لك: لا بد أن تبذل جهدا مضاعفا لتغيير فكرك، تجعله فكرا إيجابيا، فكرا متفائلا، أنت صغير في السن، لديك -الحمد لله تعالى- قوة وفتوة الشباب، المستقبل -إن شاء الله تعالى- هو للشباب، أنت في هذه الأمة الإسلامية العظيمة، أتيحت لك فرص متميزة للتعليم ... هذه كلها أمور إيجابية جدا يجب أن تستشعرها. هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: لا تسقط على نفسك هذا الفكر السلبي: (فكرت في الانتحار – أنا مكتئب – أنا لا أستطيع أن أركز) وجد ومن خلال دراسات كثيرة جدا أن الإنسان يمكن أن يضخم ويزيد من أعراضه إذا قبلها أو تعايش معها، لكن الذي يرفضها قطعا سوف يجعل هذا الفكر يتقلص تدريجيا حتى يختفي.

النقطة الثالثة: اجعل لحياتك معنى، وحياتك بالفعل لها معنى، أنت صاحب طاقات، أنت صاحب إمكانات، المطلوب منك الآن هو أن تنظم وقتك، أن تنام مبكرا، أن تستيقظ مبكرا، أفضل وقت للدراسة هو في فترة الصباح بعد صلاة الفجر؛ لأن التركيز يكون في أفضل حالاته، رتب غذاءك، كن منظما، لا تنم في أثناء النهار، مارس الرياضة، عليك بصحبة طيبة، رفه عن نفسك بما هو طيب وجميل.

هذا هو المطلوب منك الآن، وهذه خطوات علاجية سلوكية إذا طبقتها والتزمت بها أنا متأكد أنها سوف تغير حياتك كثيرا وتجعلها أكثر إيجابية.

رابعا: الدواء الذي تتناوله هو دواء جيد، والسبرالكس دواء فعال، لكن إن رأى الطبيب استبداله بأحد الأدوية الأخرى فلا مانع في ذلك، ولا تزد الجرعة عن ثلاثين مليجراما يوميا بأي حال من الأحوال، وجرعة العشرين مليجراما هي الأفضل.

خامسا: فيما يخص تخوفك من أن تجن أو يصيبك الجنون: لا، هذا -إن شاء الله تعالى- ليس موجودا، وليس لديك مرض ذهاني، لا أعتقد أنك تعاني من أي مرض عضوي، اطمئن تماما في هذا السياق.

وللفائدة راجع تحريم الانتحار والتفكير فيه: (262983 - 110695 - 262353 - 230518)، وأضرار التدخين: (3858 - 225341 - 24655)، ووسائل الإقلاع عن التدخين: (2220 - 225341 - 229548 - 241900 - 252413)

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات