أعاني من شهر رمضان من الخوف والقلق والتوتر من دون سبب!!

0 339

السؤال

السلام عليكم

أنا أعاني من شهر رمضان من الخوف والقلق والتوتر من دون سبب، والخوف يأتيني مع بكاء حتى أرتاح، لدرجه أني لا أنام إلا أربع ساعات فقط، وأقوم مرعوبة وقلبي يضرب بقوة.

تعبت نفسيتي من هذا الشيء، ولما أرى الطعام أحس أني سأستفرغ، ولا أحب أن أجلس مع أهلي، وإذا جلست معهم لا أحس أني مرتاحة، وأسرح كثيرا، لا أدري ماذا أفعل، وما سبب هذا الخوف!؟ مع العلم أن الخوف من لا شيء، وهذا الذي يتعبني جدا، وكل يوم أكره نفسي أكثر.

أتمنى أني أوصلت لو شيئا بسيطا من حالتي، فأرجوكم ساعدوني، فوالله إني لا أقدر أن أتحمل أكثر.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شوق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رسالتك واضحة بالرغم من أنها مختصرة، والذي فهمت منها أنك تعانين من قلق ومخاوف وتردد دون أي سبب، كما أن لديك اضطرابا في النوم، وأعتقد أيضا أنه لديك ما نسميه بالخوف من الفشل، وهذا أحد الأعراض الرئيسية التي تأتي للناس حين يكون لديهم قلق المخاوف.

اجلسي مع نفسك جلسة نفسية عميقة، وحاولي أن تعرفي إن كانت هنالك أسباب لهذا الذي تعانين منه، وابذلي جهدك لأن تتعاملي مع هذه الأسباب، وضعي التدابير والترتيبات التي تجعلك أكثر تواؤما وتفهما لوضعك، كما أرجو أن تكوني دائما إيجابية في تفكيرك، فالتفكير السلبي يؤدي إلى القلق والتوتر والمخاوف.

تذكري دائما أن لديك طاقات ممتازة، فأنت صغيرة في السن، ولديك طاقات نفسية وجسدية لا بد أن تستفيدي منها، فأحسني إدارة الوقت، واجعلي لنفسك برامج يومية تديري من خلالها وقتك، لأن الفراغ مشكلة كبيرة جدا، وعدم حسن إدارة الوقت مشكلة فظيعة، فأرجو أن تغيري نمط حياتك ومنهجك، وأن تقومي بأنشطة ومهام متعددة تشعرك بقيمتك الذاتية، وهذا فيه تشجيع كبير لك ليختفي هذا الخوف والتوتر.

عليك بتمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جدا، هنالك تمارين للتنفس المتدرج، وهنالك تمارين لقبض العضلات وشدها ثم إطلاقها، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتطبقي ما بها من إرشاد.

بالنسبة للنوم، لا بد أن تتجنبي النوم في أثناء النهار، حاولي أن تنامي مبكرا، وأن تستيقظي لصلاة الفجر، ولا تتناولي الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، واحرصي على أذكار النوم، وحين تطبقين تمارين الاسترخاء وتمارسين أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، هذا أيضا سوف يحسن من نومك ولا شك في ذلك.

كوني عضوا فعالا في أسرتك، لا بد أن تتفاعلي مع الأسرة وتجلسي مع أهلك وتكوني عضوا فعالا ومفيدا في داخل المنزل والأسرة، أنت في خانة الوظيفة ذكرت أنك عاطلة، وهذا أفهم منه أنك لا تدرسين ولا تعملين، وهنا يستحسن أن تقومي بعمل بعض الكورسات الدراسية، وأن تسجلي في مراكز تحفيظ القرآن مرة أو مرتين في الأسبوع مثلا؛ فهذا يجعلك تستفيدي من طاقاتك كثيرا، ويطور من مهاراتك، ويعطيك الثقة في نفسك، ويزيل عنك الخوف والتوتر.

النقطة الأخيرة هي: أريدك أن تذهبي إلى طبيبة المركز الصحي لتقوم بفصحك جسديا، وتقوم بفحص الدم للتأكد من مستوى الهرمونات، خاصة هرمون الغدة الدرقية، ويمكن أن تصف لك علاجا مزيلا للخوف مثل العقار الذي يعرف تجاريا باسم (أنفرانيل)، ويسمى علميا باسم (كلوإمبرامين)، والجرعة المطلوبة في حالتك هي خمسة وعشرون مليجراما، يتم تناولها ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة وعشرون مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول هذا الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات