أعاني من خوف وأعراض القلق والتوتر، ما توجيهكم؟

0 394

السؤال

السلام عليكم
أحب أن أشكركم على ما تقدمونه للناس من خدمات ممتازة، ومساعدتكم لهم.

أنا بعمر 16 عاما، وطالب في المرحلة الثانوية، الحالة بدأت في شهر يناير الماضي، كنت أستذكر دروسي بعد الفجر، وشعرت برجفة شديدة، وسرعة ضربات القلب، ورعشة في جسمي بأكمله، فقلت: إنه الموت وكنت لا أعرف شيئا عن القلق والتوتر، فذهبت للمستشفى فالطبيب كشف علي وقال: أنت سليم، وقلبك وضغطك سليم، وفي ذاك اليوم لم أستطع النوم، وتحسنت في اليوم التالي.

في شهر مارس الماضي أي بعد الحالة الأولي بشهرين كنت أسمع على السرير في وقت الظهيرة قصص رعب على الموبايل، وكنت بمفردي في الشقة، وكانت الشقة كلها ظلماء، وفجأة شعرت بشيء غريب ورعشة، ورجفة قوية جدا، وسرعة ضربات القلب، وخوف شديد.

القصة كانت تتحدث عن أشباح الليل المتوحشة، وقتلها للناس وتقطيع جثثهم، وبعدها نزلت لأصدقائي من خوفي الشديد، وفي نفس اليوم شعرت بدوخة ورعشة ورجفة شديدة، وسرعة ضربات القلب، وضيق تنفس فذهبت للمستشفى، وقالت لي الدكتورة: إنني أعاني من حموضة المعدة، ووصفت لي دواء زنتاك وقالت عن الرجفة وسرعة ضربات القلب وضيق التنفس إنهم من الوهم، وذهبت للمنزل وجاءني أرق!

ما أشعر به الآن سرعة ضربات قلب ونغزات، وألم في الصدر، وضيق تنفس وبرودة الأطراف، ورجفة ورعشة، وألم بالمعدة والشعور بسخونة الجسم، وألم في أسفل البطن والظهر، وصداع في أماكن متفرقة من الرأس، وألم خلف الرأس وأسفل الرأس ممتد للرقبة، وللأذن اليسرى، وألم في منطقة الصدغين بالرأس، وتشوش الرؤية وألم في العضلات، وكأنه يوجد شيء محشور في زوري، ونظرات سوداوية للحياة، وكآبة وعدم الشعور بالسعادة.

أريد أن أرجع كما كنت، والعيش سعيد هنيء، علما أني أجريت أشعة مقطعية للرأس لاعتقادي وجود ورم بالمخ، وكانت سليمة -ولله الحمد- وذهبت لدكتور الباطنة ثلاث مرات قال: أنت سليم.

منذ شهر أجريت عملية رد عظمة مفصل يدي اليمنى، وأخذت (بنج كلي) وبعد العملية شعرت بضيق تنفس شديد، وأحس أنا الهواء لا يدخل الرئة، وأحس أن نفسي سينقطع!

علما أني أصبت بحساسية الصدر وأنا بعمر 8 سنوات، وذهبت مني منذ سنة، فأرجو وصف العلاج المناسب لحلاتي، وبالذات ضيق التنفس الشديد، والقلق والتوتر.

علما بأن ضيق التنفس قبل العملية كان متوسطا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لديك قابلية واستعداد لما نسميه بالأعراض النفسوجسدية، يعني أنه لديك درجة من القلق تجعلك تستشعر الأعراض الجسدية حتى وإن كانت لأسباب بسيطة جدا، تحس بها مضخمة ومجسمة.

سرعة ضربات القلب، النغزات في الصدر، ضيق التنفس، الألم في منطقة الصدغين وبالرأس، وتشوش الرؤيا: هذا كله – أيها الفاضل الكريم – أعراض متضخمة لديك، لا أساس لها من حيث العضوية - أي السببية – ليس هنالك مرض عرضي تعاني منه.

موضوع العملية البسيطة التي قمت بها وهي رد عظمة المفصل ومن بعدها حدث لك ما حدث من ضيق شديد في التنفس: هذا دليل قاطع على أن درجة تحملك النفسية والجسدية ضعيفة بعض الشيء، وهذه ليست حالة مرضية، الناس تتفاوت في قوة تحملها، والمطلوب منك هو أن تتجاهل تماما هذه الأعراض، وأن تصرف انتباهك عنها، وألا تتردد على الأطباء.

أنت حين أصبت بألم الرأس وتشوش الرؤيا وما صاحبها من أعراض ذهبت وأجريت أشعة مقطعية للرأس، هذا لا داعي له أبدا، هذه ليست أعراض الأورام أو الالتهابات الدماغية أو شيء من هذا القبيل.

أيها الفاضل الكريم: لا توسوس أبدا، أنت الحمد لله في بدايات سن الشباب واليفاعة، حيث القوة الجسدية والنفسية، والتوهمات المرضية ليست من المصلحة أبدا.

نظم وقتك، نظم حياتك، اجتهد في دراستك، كن متفائلا، لا تكثر من التردد على الأطباء، الرياضة يجب أن تكون جزءا أساسيا في حياتك، والنوم المبكر سوف يفيدك كثيرا.

تغيير نمط الحياة، تجاهل الأعراض، أن تضع أهدافا سامية ومهمة في حياتك لتشغلك بدلا من أن تشغل نفسك بالتوهمات المرضية والقلق والتوترات.

هذا هو الذي تحتاجه وليس أكثر من ذلك، وأنت لست في حاجة لعلاج دوائي، إنما أن تطمئن داخليا، أن تتجاهل هذه الأعراض، وبعد فترة سوف تختفي عنك تماما.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات