أعاني من أوجاع طرقت بسببها باب الطب النفسي والرقية الشرعية، وما زلت أعاني، ساعدوني.

0 332

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

الدكتور الفاضل محمد عبد العليم، والأخوة الأفاضل: جزاكم الله خيرا لما تقدمونه من نصائح للإخوة السائلين في هذا الموقع.

أنا ربة بيت وحامل في بداية الشهر السابع، وعمري 34 سنة، لقد تعرضت لأزمة منذ ست عشرة سنة، وبدأت بأمراض عضوية وأوجاع متنقلة في جسدي، مجهولة الأسباب، ثم تبع ذلك صوت شديد يخرج من معدتي أو من الرئة بين فترات متقاربة، وكان يصاحب ذلك أحلام مزعجة، غالبها عن الحيوانات والحشرات والصراصير.

ذهبت إلى أطباء الباطنية ثم إلى أطباء الأعصاب، وكان السبب مجهولا، وأخذت الأدوية المهدئة، استمررت ثلاث سنوات على هذه الحالة، أقضي معظمها في النوم بسبب هذه الأدوية، وعندما أقطع تناول هذه الأدوية ترجع الأعراض بقوة.

ثم طرقت باب الرقية الشرعية و-الحمد لله- زال الصوت من الجلسة الثانية، ولكن بقيت الأحلام طوال الاثنتي عشر سنة الأخيرة، منذ سنتين بدأت بالقراءة المتواصلة على نفسي، ومنذ سنة بدأت عندي شهقة تأتيني مرة أو مرتين في اليوم، منذ ثلاثة أشهر كنت جالسة بين مجموعة من الأخوات فأتتني الشهقة متواصلة بقوة، فقرأ الإخوة علي القرآن، فبدأت بالصراخ، وبتحريك الفك والتشنج، وكلما أهدأ ويأتي شخص ليكلمني أبدأ بالصراخ مرة أخرى، بعد هذا اليوم إلى الآن وأنا أقرأ على نفسي القرآن، وأذهب إلى الرقاة أيضا.

الأعراض التي تلازمني منذ ثلاثة أشهر هي ما يلي:
1- الصوت القديم الذي كان يخرج مني منذ ستة عشر سنة، مع شهقة بين الحين والآخر، وضيق النفس، وانقباض في الصدر وإحساس بوخز الإبر في القدم -لا تخرج مني هذه الأصوات أثناء النوم-، تكون هذه الأصوات والشهقة أكثر وأقوى بكثير حين أقرأ القرآن على نفسي، اليوم في صلاة الفجر شعرت بالإغماء.

2- تشنجات وحركة الفك وبكاء وصراخ وآلام متنقلة وضيق شديد في الصدر، حين قراءة الشيخ علي القرآن -الأصوات والصراخ والبكاء قليلة جدا، أسمع أصواتا من الخارج رغم قناعتي بأن ما يحدث لدي هو بسبب مس من الشيطان، أحببت أن أطرق باب الطب النفسي مرة أخرى مع باب الرقية الشرعية، من باب وصية الرسول -عليه الصلاة والسلام- بالتداوي، فذهبت بالأمس إلى الدكتور النفساني فأعطاني الأدوية التالية لأتناولها في أسبوع، ثم أقابله مرة أخرى. والأدوية هي:
- سيتالوجن 20 غرام حبة صباحا
- وكلوربلومازين 25 غرام حبة صباحا وحبة مساء، مباشرة ذهبت إلى النت لأقرأ عن الأعراض الجانبية للكلوبرامازين فوجدتها مخيفة جدا.

3- تصرفات خارجة عن إرادتي.

فالرجاء من الإخوة الأفاضل النصح في موضوعي كله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعتقد أنك اتخذت الإجراء الصحيح، ذهبت إلى الرقاة، وفي ذات الوقت طرقت باب الطب النفسي، وهذا هو المبدأ الصحيح، احرصي على صلاتك وأذكارك ودعائك، والرقية الشرعية، واعرفي واقتنعي ويجب أن يكون إيمانك مطلقا إذا كان هناك عين أو مس أو سحر أو خلافه أن الله سيبطله، وأن الله خير حافظ، وأنه النافع، وأنه يجيب المضطر إذا دعاه. هذا مهم جدا، وأنصح وأوصيك به تماما.

من الناحية الطبية: حالتك حقيقة تشير أنك تعانين من حالة نفسوجسدية، قلق المخاوف كثيرا ما يؤدي إلى الأعراض الجسدية التي ذكرتيها، والذي أنصحك به هو تطبيق تمارين الاسترخاء، مفيدة جدا، يمكن للطبيب النفسي أن يدربك عليها، أو ترجعي لاستشارة إسلام ويب تحت رقم (2136015)، وطبقي ما بها.

ثانيا: عليك أن تصرفي انتباهك تماما عن هذه الأعراض وعن هذه الشكوك وعن هذه الوساوس، وذلك من خلال حسن إدارة لوقتك، لا تتركي مجالا للفراغ، أنت -الحمد لله تعالى- عليك مسؤوليات، لديك أسرة، هنالك أشياء جميلة وعظيمة يمكن أن تقومي بها تبعدك تماما عن التفكير في الأعراض والصوت الذي يخرج، وهذه الأشياء التي ذكرتها.

ثالثا: حاولي أن تقللي من تناول القهوة والشاي، وتجنبي النوم النهاري، واحرصي على أذكار النوم، نامي مبكرا.

وبالنسبة للأطعمة التي تلاحظين أنها قد تثير أعراضك، حاولي أن تتجنبيها.

النقطة الأخيرة حول الأدوية: الـ (كلوبرامازين) دواء جيد، لكن بالفعل له آثار جانبية كثيرة، لكن هذا يحدث مع الجرعات الكبيرة، الطبيب أعطاك خمسة وعشرين مليجراما صباحا ومساء، لا أعتقد أنها سوف تؤثر عليك كثيرا، ومع احترامي الشديد للأخ الطبيب لكن الدواء الذي أراه مناسبا جدا بالنسبة لك هو العقار يعرف تجاريا باسم (زولفت) ويسمى علميا باسم (سيرترالين) ويسمى تجاريا أيضا (لسترال) هذا دواء ممتاز جدا، يضاف إليه عقار آخر يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول) ويسمى علميا باسم (فلوبنتكسول).

إذا اذهبي وقابلي الطبيب، راجعي معه موضوع الأدوية، ومن جانبي أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك كثيرا على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات