لدي خوف من الظلام والمطر والبرق والرعد

0 257

السؤال

السلام عليكم

منذ صغري أعاني من الخوف من الظلام، خصوصا لما أكون لوحدي في البيت! ولا زمني هذا الخوف حتى بعد الزواج والإنجاب.

كنت شبه منعزل، ما عدا دائرة ضيقة، أصحابي وزملاء العمل، فتطور الأمر فأصبحت أخاف من المطر والبرق والرعد، والأماكن العامة مثل العزاء، أخاف أدخل لوحدي، أو في المسجد أخاف الدخول خوفا من أن أقدم للصلاة بالناس، وإذا حدث وتقدمت للصلاة أتلجلج، وتنتفض قدماي وأتعرق!

في العمل أيضا حضور الاجتماعات تأتي برعشة وعرق داخلي، وتلعثم في الكلام، وفي المستشفيات عند زيارة أحد أقاربي او مرض أحد أقاربي، والقائمة تطول.

هذا بالنسبة للحالة النفسية، أما الجسدية فحدث ولا حرج، ضعيف البنية نحيل الجسم، لا يتعدى وزني 47 كليو، رغم أني في الأربعينات من عمري.

لدي آلام في كل جسمي عندما أضغط على أي جزء من جسمي يؤلمني من الرأس إلى أخمص القدمين، حتى الجلد عندما أضغط عليه بين أصبعين يؤلمني، أصبت ببكتريا المعدة، هيليوباكتر بلوري وأصبحت تلازمني منذ نحو 25 عاما رغم العلاج، تختفي البكتريا لكن الآلام لا تختفي، وجع في البطن مستمر خفيف، وأحيانا ألم شديد يستمر لمدة نحو 4 ساعات ويختفي، صداع نصفي على فترات، وألم في الأرجل والرقبة والأكتاف، وحرقة في البول وإمساك ونغزات في أعلى الصدر الجهة اليسرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسنود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أعتقد أن أعراضك نفسوجسدية، أنت لديك مخاوف من الصغر، والمخاوف لها مكون أساسي وهو القلق النفسي، ومخاوفك أيضا جعلتك تكون حذرا ويأتيك ما نسميه بالقلق التوقعي، وأصبحت تتجنب حتى موضوع الصلاة، يأتيك الخوف أن تتقدم وتصلي بالناس.

الحالة -إن شاء الله تعالى- بسيطة، والخوف دائما يعالج من خلال التعريض أو التعرض، يعني أن يعرض الإنسان نفسه لمصدر خوفه ولا يتجنب.

أخي الكريم: أرجو أن تقتنع بأنه لن يصيبك مكروه، لن تسقط أرضا، لن تعرق، لا توجد جلجلة حقيقية، هي مجرد مشاعر مبالغ فيها، ولن تفقد السيطرة على الموقف، ولا أحد يراقبك أبدا، فحاول أن تتواصل اجتماعيا بأهلك وأرحامك، وقم بزيارة المرضى، صل مع الجماعة، مارس أي نوع من الرياضة الجماعية.

بالنسبة لصحتك الجسدية أرى أن القلق لعب فيها دورا، كما ذكرت وتفضلت فإن وزنك خفيف جدا، ولديك هذه الآلام الجسدية.

أعتقد أنه من الأفضل أن تراجع مرة أخرى عند الطبيب الباطني – طبيب الأسرة – ليقوم بإجراء فحوصات كاملة، تتأكد – على وجه الخصوص – من مستوى هرمون الغدة الدرقية، مستوى فيتامين (ب)، مستوى فيتامين (د)، وظائف الكبد والكلى، والسكر، والأملاح، هذه مهمة جدا، وإن شاء الله تعالى كلها تكون سليمة، وعلى ضوء ذلك سوف يضع لك الطبيب برنامجا علاجيا.

أنت تحتاج لدواء محسن للمزاج ومزيل للقلق مثل عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت) ويسمى علميا باسم (سيرترالين) ويسمى تجاريا أيضا (لسترال)، وتحتاج لدواء آخر يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميا باسم (سلبرايد)، هو دواء ممتاز للأعراض النفسوجسدية، وربما تحتاج لشيء من الفتيامينات والمقويات.

اذهب إلى الطبيب واعرض عليه ما سردناه عليك من نصائح، ودع الطبيب يتخذ القرار المناسب، ومن جانبك احرص على التنظيم الغذائي، ونم النوم الليلي المبكر، هذا فيه خير كثير، ومارس أي نوع ممكن من الرياضة، الرياضة بالتدريج – رياضة المشي – سوف تقوي جسدك، تحسن من شهيتك، وفي ذات الوقت ترفع مستوى الدافعية والإقبال، وإن شاء الله تعالى القبول النفسي الإيجابي الذي يساعدك لأن تعيش حياة طيبة وآمنة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات