شعرت فجأة بسرعة دقات القلب، وأحس أني سأموت! فما الذي أصابني؟

0 318

السؤال

السلام عليكم

أرجو مساعدتي؛ فحالتي صعبة، منذ سنتين تقريبا، فجأة أتتني حالة، وهي أن قلبي يدق بسرعة، وأحس بحرارة في جسدي، وأحس أن نفسي انقطع، ذهبت إلى المستشفى، فقالوا لي: عندك توتر، وضربوا لي إبرة (ديكلون)، وقالوا: اشرب عصيرا ونم.

بعدها بيومين، رجعت لي نفس الحالة، وذهبت للدكتور، وقال: معك قولون عصبي، ووصف لي (دامتيل)، عيار 200، لمدة شهر تقريبا، بعدها خفضها إلى100، بعدها إلى50، وانتهت الحالة لفترة من الزمن، ثم رجعت لي أقوى مما كانت، وصرت أحس أني سأموت، وأحس بوخز في الجهة اليمنى من صدري، وأحيانا في الجهة اليسرى، وأحيانا في الرأس، كما أحس برعشة في الجسم.

أرجو مساعدتي؛ لأني أجد أن تفكير الموت لا يفارقني! وكلما أذهب إلى دكتور، يقول لي: معك قولون عصبي! تعبت جدا.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ روني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

النوبة التي أتتك، هي نوبة حادة من نوبة الفزع أو الهرع، وهي بالفعل مخيفة جدا لصاحبها، لكن أؤكد لك أنها ليست خطيرة، يأتي للإنسان معها الشعور بالضيقة الشديدة، ودنو الأجل، ومن ثم يبدأ الإنسان يوسوس، ويأتيه نوع من القلق التوقعي والخوف المستقبلي الافتراضي.

الأعراض الجسدية التي تعاني منها، ومنها: أعراض القولون العصبي، هو أصلا يسمى القولون العصابي، أي الذي ينتج من القلق والتوترات، فمن قال لك: إنك تعاني من قولون عصبي، فكلامه صحيح، لكن حتى تكتمل الصورة أقول لك: إن القلق والتوتر هو السبب فيما تعاني منه.

أيها الفاضل الكريم، العلاج يتمثل في أن تكون مسترخيا، أن تكون إيجابيا في تفكيرك بقدر المستطاع، وأن تكون فعالا –أي تدير وقتك بصورة صحيحة– ولا تترك مجالا للفراغ الذهني أو الفراغ الفكري أو الفراغ الزمني، وتذكر دائما أن الواجبات أكثر من الأوقات.

من المهم، ومن الضروري جدا أن تمارس الرياضة، تجعل الرياضة نمطا أساسيا في حياتك، الرياضة تقوي النفوس، وتهذبها، تزيل القلق، تزيل التوتر، وهي علاج ناجع جدا للقولون العصبي.

نظم طعامك حسب ما تراه مناسبا. النوم الليلي المبكر دائما فيه خير كثير جدا للإنسان، خاصة للذين يعانون مثل أعراضك هذه. تمارين الاسترخاء نحن ننصح بها كثيرا؛ لأنها مفيدة في مثل حالتك، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (2136015)، أرجو أن ترجع لها، وتطبق ما بها من إرشاد، وهي مفيدة.

النقطة الأخيرة –أيها الفاضل الكريم–: هي أنك تحتاج لعلاج دوائي يعرف تجاريا باسم (سبرالكس)، ويسمى علميا باسم (إستالوبرام)، والجرعة المطلوبة، هي أن تبدأ بعشرة مليجرام (حبة واحدة) تتناولها ليلا لمدة شهر، ثم اجعلها عشرين مليجراما لمدة شهرين، ثم خفضها إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام –أي نصف الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام–، تناول هذه الجرعة يوميا لمدة شهر، ثم اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

دواء (سبرالكس)، هو من الأدوية السليمة والفاعلة جدا لعلاج قلق المخاوف الوسواسي وما يصاحبه من أعراض جسدية، خاصة أعراض القولون العصابي، لكن حتى تستفيد من الدواء على أفضل وجه، لا بد أن تتبع وتطبق الإرشادات المصاحبة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات