هل الحالة القلقية الاكتئابية تسبب وهنا وضعفا في الجسم؟

0 315

السؤال

السلام عليكم.

أعاني منذ أكثر من سنة من أعراض أرهقتني، والأعراض كالتالي:

- ضيق في التنفس، فأحس أن صدري يتمزق، وأحس أن نفسي له طعم ورائحة، وأعاني من كتمة وخفة في الرأس، ودوخة، وعدم اتزان، وعدم تركيز، وتعب، ووهن بكل جسدي.

- عدم التركيز: أي أحس أني في عالم آخر، مع سماع صوت صرير في الأذنين لا يفارقني.

- وأعاني من آلام في معدتي، ومن سوء الهضم، مع إحساس بالحرارة في معدتي.

- إحساس مزعج في الرأس، فأصبح استيعابي بطيئا، وردات فعلي أصبحت بطيئة أيضا، فقد فقدت الإحساس في لذة الحياة، وأصبحت أقضي أكثر وقتي نائما.

- تشنجات في جميع أنحاء جسدي، مع إحساسي أني سوف أفارق الحياة بأي لحظة، وأفكار تأخذني بعيدا، ودائما الخوف والقلق والتفكير يوهمني أني مريض بأحد الأمراض الخطيرة.

- دخلت في حلقة لا أقدر على الخروج منها، حلقة الأطباء وكثرة المعاينات، فقد أجريت جميع الفحوصات، وزرت عيادات القلبية، وأجريت تخطيطات، وإيكو عدة مرات، وأجريت 3 تنظيرات للمعدة، وتنظيرا للقولون السفلي والعصبي، والعيادات الصدرية زرتها، وأجريت جميع التحاليل، وكلها كانت سليمة والحمد لله.

- لقد شخصوا حالتي على أنها القولون العصبي، ولكني جربت جميع الأدوية، ولم أتحسن، وما زالت حالتي تزداد سوءا يوما بعد يوم، لقد تعبت جدا، وأصبحت لا أطيق الحديث مع أحد، ودائما أكون شاردا وبعيدا عن الدنيا، فماذا أفعل؟ لقد ضاقت بي الحياة جدا، لدرجة أني فقدت الأمل في شفائي.

- أحيانا أفقد الإحساس بجسمي، فأصبحت عندي رجفة في اليدين، وكتمة دائمة في الصدر، وثقل، ولم يبق هناك شيء لم أفعله، وقد قال لي أحدهم أني مسحور، فذهبت لشيخ لفك السحر، ولم أتحسن، ولقد أصبحت لا أقدر على فعل أي شيء، مع إحساسي بالتعب دائما، علما أني أبلغ من العمر 26 عاما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ غسان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

حالتك واضحة، الأعراض الجسدية كثيرة، لكن أصلها ليس عضويا، أصلها نفسي، كل الأعراض التي ذكرتها من الواضح أن لديك حالة قلقية اكتئابية، هي التي حركت هذه الأعراض لديك، وكثيرا ما يظهر الاكتئاب ويتجسد في شكل أعراض جسدية، هذا معروف جدا، وكما ذكرت –أخي الكريم– كل فحوصاتك طبيعية، والحمد لله على ذلك، وهذا هو الشيء المتوقع، لأن الإشكالية أصلا في النفس وليست في الجسد، وتعرف أن النفس والجسد ملتصقان يكملان بعضهما البعض.

فيا أيها الفاضل الكريم: إذا كان بالإمكان أن تقابل طبيبا نفسيا هنا هو مكان علاجك، وإن لم يكن ذلك ممكنا أنصحك بالآتي:

• لا تتنقل كثيرا بين الأطباء.

• مارس الرياضة باستمرار.

• أحسن إدارة وقتك.

• احرص على الصلاة مع الجماعة، واحرص على الدعاء والذكر وتلاوة القرآن.

• تناول أحد مضادات الاكتئاب مع أحد مضادات القلق التي يعرف بفعاليتها في الأعراض النفسوجسدية.

من أفضل مضادات الاكتئاب التي سوف تفيدك العقار الذي يعرف باسم (سيمبالتا) واسمه العلمي (ديولكستين)، والجرعة التي تحتاجها هي ثلاثون مليجراما، تتناولها ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم تجعلها ستين مليجراما، وهذه هي الجرعة العلاجية الوسطية المطلوبة في مثل حالتك، ويجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى ثلاثين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم ثلاثين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما الدواء المساعد –أي الذي يفيد في الحالة القلقية النفسوجسدية– هو الدوجماتيل، ويسمى علميا (سلبرايد) جرعته هي كبسولة، وقوة الكبسولة هي خمسون مليجراما، تتناولها صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم كبسولة صباحا لمدة شهرين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: موضوع العين والسحر كلاهما حق، لكن يجب أن تقتنع أن الله خير حافظا، وأن تحرص على صلاتك، وأذكار الصباح والمساء ووردك القرآني، وعامل الناس بخلق حسن، واسأل الله تعالى أن يحفظك، وتعلم الرقية الشرعية في النت، معظم المشايخ لديهم رقية، يمكنك أن تطلع على الرقية التي سجلها الشيخ محمد جبريل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات