معاناتي مع اﻻكتئاب والقلق مستمرة رغم التداوي، ما نصيحتكم؟

0 118

السؤال

السلام عليكم
أنا صاحب عدة استشارات، وقد استفدت كثيرا من توجيهاتكم القيمة، حيث أن لي فترة أكثر من 15عاما وأنا أعاني من مرض اﻻكتئاب النفسي والقلق، وقد استخدمت جميع الأدوية القديمة والحديثة، ولم أستفد منها كثيرا إﻻ أشهر قليلة، ومن ثم يعود لي اﻻكتئاب والقلق، حيث اتضح أن اﻻكتئاب الذي عندي من النوع المقاوم للأدوية إلى أن يسر لي الله خلطة من الأدوية، وأنا معها مرتاح كثيرا من اﻻكتئاب، وهي 2 حبة بروزاك و1 حبة موتيفال، وحبة ريمرون مساء.

أنا من بعد رمضان الفائت مستمر عليها، ولله الحمد، خف عني اﻻكتئاب، إﻻ أنني ﻻ زلت أعاني من عدم تحمل أي موقف حتى لو واحد من العائلة لديه زكام أبقى خائفا ومتوترا، وﻻ أحب المستشفيات وﻻ مراجعتها، ودائما أتوقع الأسوأ مثلا يحصل لزوجتي كذا أو لي أو لأحد أبنائي أو إخواني وأخواتي، بمعنى أن تفكيري كله سلبي!

هل بالإمكان أن تضيفوا لي دواء يأخذ عني هذا الخوف؟ علما بأنني استخدمت السبرالكس لهذه الحالة، وما أفادني بشيء.

ﻻ تقولوا لي: خل تفكيرك إيجابيا، فأنا ما قدرت أن أسيطر على هذه الحالة، كما أود أن أسألكم عن الموتيفال، هل استخدامه على المدى الطويل منه ضرر؟

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحمد لله تعالى استجبت استجابة معقولة جدا للعلاج الدوائي، وأنا أقول لك: إنك قد استنفذت السقف المسموح به من حيث سلامة الأدوية، حيث إنك تتناول أربعين مليجراما من البروزاك، وحبة من الموتيفال، وثلاثين مليجراما من الريمارون.

أعتقد أنه لن يكون من الحكمة ولا من المصلحة، ولا من الفائدة أن تضيف أي دواء آخر، بجرعاتك هذه يجب ألا تتعداها، لأن الوصول لجرعات أكبر من ذلك أو إضافة دواء قد يخل بسلامتك – أخي الفاضل الكريم – كما أن الأدوية حين تتمازج وتكون بجرعات عالية تأكل بعضها البعض.

أخي الكريم: ما تتناوله الآن من علاج دوائي أراه جيدا وأراه ممتازا، وقطعا سوف أقول لك: (خل تفكيرك إيجابيا) هذه مفروغ منها أخي الكريم، وتعرف أن الإنسان هو تفكير وسلوك ومشاعر، وهذه إن لم تتبدل لن يبدل الدواء الإنسان، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

الذي أعجبني –أخي الكريم- أنك تعرف المثيرات التي تجعلك في وضع نفسي غير مريح، فحاول أن تتجنبها، حاول أن تتقبلها، والمواقف التي تحس فيها بشيء من التأزم حين تأتيك، لا أقول: حاول أن تتجنبها، لكن تعامل معها بشيء من العقلانية والحكمة والمنطقة.

بالنسبة لعدم محبتك للمستشفيات: لا أحد يحب المستشفيات – أخي الكريم – لكن علم نفسك زيارة المرضى، فيه أجر عظيم، وهذا يجعلك لا تتحرج ولا تتوتر أبدا عند الذهاب إلى المستشفيات.

أخي الكريم: اعلم أن هذه المستشفيات فيها خير كثير لنا، وأنا أصدقك القول وأقول لك: أنا أعمل داخل المستشفيات منذ سنوات طويلة، وحين أكون مارا داخل المستشفى وأرى المرضى وأحوالهم أقول: كل الناس مرضى، وحين أخرج إلى الشارع أقول لا يوجد أحد مريض! وهكذا أخي الكريم، فلا تتهيب المستشفيات، على العكس تماما هي مهمة وقدمت لنا الكثير في حياتنا.

أخي الكريم: مارس الرياضة؟ الرياضة من المؤكد أنها تؤدي إلى تحسين إفراز مادة تسمى (BDNF) هذه هي المادة الرئيسية التي تؤدي إلى ترميم خلايا الدماغ، اجعل لنفسك نصيبا منها، هذه الرياضة مفيدة نفسيا وجسديا.

اسع أيضا للنوم المبكر، وعبر عما بذاتك، وأكثر من التواصل الاجتماعي، هذه أعتقد أنها سوف تفيدك كثيرا بجانب العلاج الدوائي، والذي أنت تتناول منه جرعات جيدة ومحترمة وسليمة -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات