أعاني من خوف شديد رهاب وقلق، هل هو وسواس قهري؟

0 113

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 15سنة، قبل 33 يوما تقريبا كنت أقرأ خبرا لجريمة قتل، وكنت خائفا بعض الشيء، فجأة شعرت بشيء أصاب نفسي أو دخل جسدي، وكنت في خوف، ونمت ونهضت من النوم، ولا زال الشعور، وبعدها وسوست بالموت، وسواس غير طبيعي، وخوف وبرودة في الأطراف، ولا أستطيع النوم، وعندما أنام قلبي يتسارع وأحس أني سأموت، وأنها سكرات الموت، وكتمة.

استشرت أحد الأساتذة، فقال لي: هذا وسواس قهري، وذهبت إلى أحد أفراد عائلتي وقلت له ما بي، وقال لي: كلنا مررنا بهذه الحالة، وارتحت، وقال لي: تجاهلها، ومن ذاك اليوم أنام مرتاحا، والخوف يسير، والحمد لله، تحسنت بنسبة 75%، وأحس بشعور غريب، وكأنني لست كما كنت.

قرأت أن هذا ما يسمى: خلل الأنية، والحمد لله على كل حال، اللهم اشفنا شفاء لا يغادر سقما، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Saeed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أنك في مرحلة تكوين نفسي خاص جدا، وسرعة التأثر بالأحداث الكبيرة إذا شاهدها الإنسان أو إذا سمع عنها أو قرأ عنها قطعا سيكون لذلك أثر نفسي سلبي، وحالة الخوف التي انتابتك أعتقد أنه تطور طبيعي جدا، وقريبك الذي ذكر لك أن هذه أمور تطورية في حياة الإنسان وهي عابرة ومؤقتة ولا تدوم، هو محق جدا، وكلامه صحيح، ويجب أن تأخذه لتستفيد منه.

من جانبي أقول لك: تناس هذا الذي قرأته، فالأحداث الحياتية موجودة، القتل موجود، لكن أيضا الحياة موجودة الحمد لله تعالى، الخير موجود، الشر موجود، وأريدك ألا توسوس حول أنك مصاب باضطراب الأنية، لا، أنت لست مصابا باضطراب الأنية، الذي حدث لك من شعور غريب هو مجرد نوع من القلق النفسي العابر نسميه بعدم القدرة على التكيف أو عدم القدرة على التواؤم، لأنك لم تستطع أن تتحمل حجم الحدث الكبير، وهو قراءتك عن خبر جريمة القتل، هذا حدث ضخم جدا، وتجسد نفسيا لديك مما جعلك لا تتواءم ولا تتكيف مع هذا الوضع الوجداني.

أنا أعتقد أن هذه الحالة عابرة، اجتهد في دراستك، وعليك بالأذكار، وعليك بالدعاء، وأسأل الله تعالى أن يحفظك، وتوكل على الله، واعلم أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك، ولو الأمة اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف، فاجعل حياتك فعالة، فكر في المستقبل، عشه بأمل ورجاء.

لست محتاجا لأي نوع من العلاج أبدا، علاجك هو أن تقتنع بأن الذي مررت به هو حالة وجدانية قلقية ناتجة مما قرأته، وهذا شعور إنساني وجداني عابر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات