أحببتها وأحبتني وأريد أن أخطبها ولكني ما زلت أدرس.. أرشدوني

0 215

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا طالب جامعي، أبلغ من العمر 20 عاما، ملتزم، وأرغب في المزيد من الهداية، مررت بتجربة أريد التحدث إليكم بها، وأرجو إيضاح الحكم الشرعي، وأفضل السبل والحلول، وإن شاء الله على درب الهدى سائرون.

تعرفت على فتاة عن طريق موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وأصبحنا أصدقاء بحكم حسن خلقها ومساعدتها الدائمة لي. أحببتها وأحبتني، وللتقرب منها أكثر؛ قمت بتغيير مكان دراستي؛ لأكون قريبا منها، إذ وجدت كل الصفات التي أريدها في تلك الفتاة، وعدتها بالخطبة بعد إكمال الدراسة؛ لأن أهلي لم يوافقوا على أن أخطبها؛ لأني ما زلت صغيرا في السن، ولا زلت أدرس.

وقعت بعض المشاكل بيننا فافترقنا، ولكن لا زلت أدعو ربي أن تكون حلالي، وأن يكتبها زوجة لي، صليت الاستخارة عدة مرات، ولم يتبين لي شيء, فكرت في أن أنهي دراستي، وأتقدم لخطبتها، مع العلم سأنهيها بعد سنتين إن شاء الله.

هل عملي هذا خاطئ؟ وهل أتوقف عن الدعاء ليجمعنا الله في حلاله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مالك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يوفقك لطاعته ورضاه، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته. كما نسأله تبارك وتعالى أن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عونا لك على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فإن الذي أراه أن تفكيرك في ترك الدراسة للزواج من هذه الفتاة، أعتقد أن هذا قرار غير موفق؛ لأن أهل هذه الفتاة لن يقبلوا بك وأنت رجل لا تحمل مؤهلا جامعيا، ولذلك أنت ستفقدها وتفقد نفسك، لأنك ستعيش في مجتمع نصف وضعك الذي ينبغي أن تكون عليه، فإن الآن الدراسة الجامعية أصبحت ميسورة لكل أحد، ونادرا ما تجد إنسانا الآن يكتفي بشهادة متوسطة.

فأنا أرى أن هذه الفكرة غير صائبة، وأنا أنصحك –بارك الله فيك ولدي مالك – بأن تواصل دراستك حتى تنتهي منها على خير، وتصبح رجلا جامعيا، تستطيع إن تقدمت إليها أن يقبلك أهلها، خاصة إذا كنت من أوائل الطلبة، وهذا ما أتمنى أن تركز عليه وأن تفكر فيه بجدية، أن تكون متميزا متفوقا؛ حتى تكون أهلا لأن تكون زوجا لهذه الأخت الصالحة.

وأنصحك بأن تتوقف عنها الآن تماما، ولا تتكلم معها في شيء، حتى لا تضيعها من يدك، لأن ما عند الله تعالى لا يصل إليه الإنسان بمعصية الله، فأنت الآن تريدها، فاتركها، اتركها لله تبارك وتعالى، وقل له: (ربي إني تركتها من أجلك فلا تحرمني إياها) ما دمت ترى أن مواصفاتها جيدة، وأنها تصلح أن تكون زوجة لك، اتركها ولا تتكلم معها، حتى لا تفتح على نفسك مداخل للشيطان، وقد يحرمك الله منها عقابا لك على معصيته، ثم بعد أن تنتهي من دراستك -بإذن الله تعالى- تقدم إليها، وإن كانت من نصيبك فستجدها لم تقبل غيرك، أو لم يتقدم لها أحد، وإن لم تكن من نصيبك فقطعا لن تكون لك، لأنك تعلم أن ما قدره الله هو كائن لا محالة، وأن الله قدر المقادير وقسم الأرزاق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وأن من هذه المقادير وهذه الأرزاق الزواج، فالزواج قسمة من الله تبارك وتعالى، ورزق قدره الله تبارك وتعالى لعباده.

أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك لأخذ القرار الصائب، وأن تستفيد من نصيحتي هذه، وأوصيك بمواصلة طاعتك لله تبارك وتعالى، والبعد عن معصيته، وعدم تضييع وقتك في مثل مواقع التواصل هذه التي تتكلم عنها؛ لأنها تأخذ وقتك وبالتالي لن تكون متميزا ولن تكون قويا تستطيع أن تخدم دينك، أو أن تحقق رغباتك.

أسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأوصيك بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها، وأوصيك بورد من القرآن الكريم يوميا، وأكثر من الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- بنية قضاء الحاجة، وركز في دراستك تركيزا قويا، وضع في مخططك أن تكون الأول على مجموعتك، أو من الأوائل، وأبشر بفرج من الله قريب.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات