أشعر بكآبة شديدة وقلق بلا سبب، فهل أنا طبيعي؟

0 269

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عمري (16) عاما، أشعر بكآبة شديدة وقلق بلا سبب، أعاني من ذلك منذ سنتين أو سنة ونصف، خصوصا عند النوم، إذا ذهبت إلى السرير أتأكد هل أغلقت تطبيقات الجوال؟ أو هل شربت الماء -مع أني أشرب كميات كبيرة جدا-؟ وإذا لم أغلقه يأتيني ضيق وقلق في الصدر، وأقول في نفسي: يجب أن أغلقه، وكذلك مع الأشياء الأخرى، فدائما ينتابني قلق واكتئاب وضيق.

تنتابني أفكار كثيرة، ولا أقدر على التخلص منها، وأنام ساعتين أو ثلاث ساعات فقط، لا أدري ما السبب؟ وعندما أستيقظ أشعر بتعب، رغم أني محافظ على صلاتي والعبادة، وحالتي المادية والمعنوية ممتازة جدا.

عندي أخ توأم أحسده حقيقة، فهو ينام جيدا. فهل المتعافون ينامون بلا تفكير مثلي، أم أنهم يحتاجون للتفكير ليغلبهم النعاس؟

كلما ذهبت للسرير تذكرت أني لم أنم البارحة بسبب الأرق، وبمجرد هذا التفكير يأتيني الأرق، لا أستطيع إبعاد هذه الأفكار، وإن أبعدتها أشعر بكآبة لا أعلم سببها، ودائما أخدع نفسي بتوهمات لا أدري سببها، وأحيانا أشعر أني أكذب على نفسي وأقول: ماذا يحدث؟

فهل أنا طبيعي أم غير طبيعي؟

أتمنى أن أجد حلا، فقد تعبت جدا جدا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أنت في مرحلة تغيرات كبيرة، تغيرات نفسية، وتغيرات وجدانية، وتغيرات هرمونية، وتغيرات فسيولوجية، وتغيرات جسدية.

وهذه المرحلة في بعض الأحيان ينتاب بعض الشباب فيها نوع من عدم الاستقرار النفسي، ونوع من عسر المزاج، وشعور يسير بالكدر هنا وهناك، وقد تتكاثر عليهم الأفكار وتتداخل، وتأخذ الطابع الوسواسي، ويصاحبها شيء من المخاوف، وهذا كله قطعا ناتج عن قلق نفسي بسيط.

فيا أيها الفاضل الكريم: هذا هو الذي تمر به، وهذا هو الذي يحدث لك الآن، وأنا أؤكد لك أن تزاحم هذه الأفكار التي تأتيك هي نوع من القلق النفسي الذي يمكن أن يكون قلقا إيجابيا، ويمكنك أن تحوله إلى قلق إيجابي، وذلك من خلال تنظيم وقتك، وهذا مهم جدا. ضع برامج يومية تدير من خلالها وقتك، وتجنب النوم النهاري، وحاول أن تذهب إلى السرير مبكرا، وطبق تمارين الاسترخاء كما وردت في استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015).

أذكار النوم يجب أن تعطيها أهمية كبيرة وكبيرة جدا، وفي الوقت ذاته اقرأ شيئا طيبا ولطيفا قبل النوم، ولو صفحة من القرآن الكريم، وكن جالسا على الكرسي أو الكنبة مثلا، وحين تحس بشيء من النعاس اذهب للنوم.

تثبيت وقت النوم ليلا أيضا ينظم ساعتك البيولوجية بشكل ممتاز جدا، فاحرص على ذلك. كما أن ممارسة الرياضة بالنسبة للشباب مفيدة جدا لإزالة القلق والتوترات ولتحسين المزاج، فاحرص على ذلك.

أريدك أن توجه هذه الأفكار التي تأتيك توجيها إيجابيا، ارسم خارطة لمستقبلك في ذهنك، وهذه ليست توهمات، وليست أحلام يقظة، فأنت كشاب يجب أن تكون لك آمال، ويجب أن تكون لك خطط مستقبلية، وتحدد ما هي أهدافك في الحياة؟ أهدافك الآنية، وأهدافك متوسطة المدى -وهي أمور يجب أن يطبقها الإنسان في خلال ستة أشهر-، ثم أهدافك بعيدة المدى.

اجعل خارطتك الذهنية تسير على هذا النمط، وهذا -إن شاء الله تعالى– سيساعدك كثيرا، ويذهب عنك هذه الأفكار القلقية التي تؤدي إلى عدم ارتياحك.

سؤالك: هل المتعافون ينامون بلا أفكار؟ لا، فكل إنسان يفكر، لكن الفكر يمكن أن يوجه، وهذا هو الضروري والمهم، وتوجيه الفكر لجعله إيجابيا أمر جائز جدا، وسهل جدا، وليس صعبا جدا.

أنا سعيد أن أعرف أنك محافظ على صلواتك وعلى عباداتك، وهذا أمر عظيم – أيها الابن الفاضل– فدائما كن في صحبة الطيبين والمتميزين من الشباب، وهنا سوف تجد الدعم النفسي المباشر وغير المباشر، وهذا قطعا يجعلك تنصهر مع هذه النماذج الطيبة من الشباب؛ مما يقلل كثيرا من توتراتك وقلقك، ويعطيك قدرة على أن تعيش حياتك بأمل ورجاء، وهذا هو المفترض.

أنا لا أريدك أن تتناول الشاي أو القهوة بعد الساعة الخامسة مساء، وكذلك ابتعد عن تناول البيبسي أو الكولا أو الشكولاتة، فكلها تحتوي على الكافيين، وهذا قد يؤدي إلى أرق شديد خاصة بالنسبة لبعض الشباب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات